"دون عقوبات لن تتوقف روسيا عن دعم جرائم الأسد"
١٣ فبراير ٢٠١٦DW: ما رأيكم في تصريح رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف الذي أدلى به ضمن فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن، والذي قال فيه أن روسيا لم تقصف أي من المدنيين في سوريا؟
كينيث روث: لقد أصبت بنوع من الصدمة جراء هذا التصريح، حيث بدا وكأن ميدفيديف يعيش في واقع بديل. إذا قرأت تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش، فإننا وثقنا على سبيل المثال قيام روسيا برمي بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا على مناطق مأهولة من قبل المدنيين مما يؤدي إلى قتلهم.
ولماذا ينكر ميدفيديف هذا الأمر هنا في مؤتمر ميونيخ؟
تلجأ روسيا إلى نهج الإنكار، وهذا ما يكشف بشكل خاص عن الوجه القبيح للحرب في سوريا. فعلى عكس الحروب التقليدية، حيث تٌحترم بنود اتفاقية جنيف ويحارب المقاتلون مقاتلين مثلهم، اختار الرئيس السوري بشار الأسد في هذه الحرب قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين في مناطق المعارضة بهدف إخلاء هذه المناطق وإرهاب ساكنتها بعيداً عن أي دعم سياسي للمعارضة المسلحة. الآن، دخلت روسيا هذه الحرب، لكنها ترفض مواجهة هذه الحقائق الفظيعة.
ما رأيكم في خطة السلام التي تم الاتفاق عليها خلال اليومين الماضيين في ميونيخ؟
أخشى أن لا يتم التحكم في وقف القتال، ونعود إلى المربع الأول. في هذه النقطة أتمنى من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وباقي الزعماء الغربيين الذين يشاركون في محادثات جنيف أن يدركوا أن جوابهم على هذه الفظائع لا يمكن أن يقتصر ببساطة على ما معناه: "نحن نفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق سلام، وعندها ستُعالج الفظائع". روسيا تهتم لسمعتها في أوروبا، وتطمح لرفع العقوبات المفروضة عليها بسبب أوكرانيا، وبالتالي فهي ليست في حاجة إلى سمعة سيئة في أوروبا.
ماذا يجب على المجتمع الدولي فعله إذن؟
لن تتوقف روسيا حتى تشعر بأنها تدفع ثمن دعمها لفظائع الأسد. هذا الثمن يجب أن يكون من سمعتها من خلال إدانة دولية لتحريضها ومساعدتها في ارتكاب جرائم الحرب (في سوريا). يجب أيضا أن ننظر إلى عقوبات مناسبة، عقوبات موجهة مثل التي أظهرت جدواها في أزمة أوكرانيا، أعتقد أنه يجب أن ندرك أن العديد من هؤلاء القادة يرغبون في الحفاظ على حسابات مصرفية لهم في الغرب. وقبل أن يشعر هؤلاء بأنهم مهددون من خلال فرض عقوبات، لن نرى تحولا حقيقيا في السياسة الخارجية الروسية تجاه سوريا.