دمشق تلوح بالكيماوي وترفض تنحي الأسد
٢٣ يوليو ٢٠١٢أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الجدي" بشأن احتمال اللجوء إلى استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وذلك بعد تلويح دمشق باستخدام هذه الأسلحة في حال "تعرضها لعدوان خارجي". وحذر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا اليوم الاثنين (23 يوليو/ تموز) في بروكسل، من المزيد من عسكرة النزاع في سوريا، مناشدين جميع الدول الامتناع عن تصدير السلاح إلى سوريا.
من ناحيته أدان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله "بشدة" التهديدات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، واصفا التهديدات بالأمر "المشين" وبأنها تكشف مرة أخرى عن "طريقة التفكير المهينة للإنسان" التي يتبعها النظام السوري، حسب تعبير الوزير الألماني اليوم في برلين. وحث فيسترفيله "كل القوى" في سوريا تحمل مسؤوليتها في تأمين كل الأسلحة الكيماوية.
وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قد قال في وقت سابق اليوم إن بلاده لن تستخدم "أي سلاح كيماوي أو جرثومي ضد مواطنيها ...إلا إذا تعرضت لعدوان خارجي". وقال للصحفيين إن وزارته "تؤكد أن أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه، أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الأزمة في الداخل السوري وإن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر ولن تستخدم ابدا إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي". وأثار مقدسي احتمال أن تكون "الجماعات الإرهابية" مزودة بالأسلحة البيولوجية من قبل القوى الخارجية.
ويبدو أن هذه المرة الأولى التي تعترف فيها سوريا أنها قد تكون تمتلك أسلحة غير تقليدية. ودمشق ليست من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 1992.
من ناحية أخرى ندد مقدسي بعرض جامعة الدول العربية للرئيس الأسد للتنحي مقابل تأمين خروج آمن له ولعائلته، ووصف هذه الدعوة بأنها "تدخل سافر بالشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة"، معربا عن أسفه "لانحدار الجامعة العربية لهذا المستوى اللااخلاقي". وأضاف "بالنسبة إلى التنحي نقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه". ورأى أن كل "هذا الحرص الذي يدعونه (العرب) عار عن الصحة وهو دليل نفاق".
وأعرب العراق عن رفضه لدعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي قائلا إن مصير الأسد أمر يقرره الشعب السوري فقط، وفقا للمتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ. وكشف المتحدث أن بلاده تحفظت على ذلك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في الدوحة.
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاثنين أن القوات النظامية السورية نفذت "اعدامات ميدانية" في حق 23 شخصا في حيي المزة وبرزة في دمشق اللذين دخلتهما قوات النظام بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة. وذكر المرصد وناشطين القوات النظامية السورية تنفذ حملات اعتقال في بعض أحياء دمشق، في حين تتواصل الاشتباكات العنيفة في حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
من ناحيتها أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "القوات المسلحة أعادت الأمن والأمان إلى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فسادا في أكثر من مكان بالحي".
(ع.ج.م/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: يوسف بوفيجلين