دعوة من البابا إلى تعميق الحوار مع احترام الاختلافات
٢ فبراير ٢٠٠٧دعا البابا بنديكتوس السادس عشر المسلمين واليهود والمسيحيين إلى تعميق الحوار "مع احترام اختلافاتهم" وذلك لبعث "رسالة وئام وصفاء" إلى العالم. وقال البابا لدى استقباله أعضاء مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات الذين سلموه مجلدا يضم الكتب المقدسة الثلاث للديانات التوحيدية (القرآن والتوراة والإنجيل): "نحن مدعوون يهودا ومسيحيين ومسلمين إلى الاعتراف بالروابط التي توحدنا والعمل على تطويرها". كما أضاف قائلا: "الناس اليوم ينتظرون منا رسالة توافق وصفاء وترجمة ملموسة لرغبتنا المشتركة في مساعدتهم على تحقيق طموحهم المشروع في العيش في عدل وسلام".
البابا: "ضرورة التفكير المشترك وإعمال العقل للتمعن في السر الإلهي"
كما أكد البابا لدى اجتماعه بأعضاء مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات على أهمية قيام "حوار حقيقي يحترم الاختلافات ويتسم بالشجاعة والصبر والمثابرة". وفي الوقت ذاته أشار أيضا إلى أهمية "التفكير المشترك وإعمال العقل للتمعن في السر الإلهي".
وفي سياق متصل ذكّر البابا أعضاء المؤسسة أنه شارك حين كان كاردينالا مع الأمير حسن بن طلال والحاخام الأكبر السابق في فرنسا رينيه صمويل سيرا المشارك في الوفد في تأسيس هذه المؤسسة. يذكر أن هذه المؤسسة قد أنشئت عام 1999 في جنيف. كما أشاد البابا بنديكتوس السادس عشر بنشر هذا العمل الذي يضم الكتب المقدسة الثلاثة معتبرا أنه "أداة مرجعية تساعد على تجاوز سوء الفهم والأحكام المسبقة".
وجاء هذا اللقاء الذي يعد بادرة جديدة للبابا للانفتاح على الديانات غير المسيحية بعد خمسة أشهر من ردود فعل شديدة في العالم الإسلامي على كلمة له في ألمانيا، تحدث فيها عن علاقة الإيمان بالعقل وأشار فيها إلى الإسلام بعبارات اعتبرت مسيئة. من جهة أخرى، أسهمت زيارة البابا إلى اسطنبول وصلاته في المسجد الأزرق في تهدئة الخواطر وتخفيف حدة الاحتقان في الشارع الإسلامي.