دول غنية.. دول فقيرة: ماذا يبقى لإفريقيا؟
١١ يوليو ٢٠١٧كان من المتوقع أن تضع مجموعة العشرين القارة السوداء على قائمة أولويات قمتها بهامبورغ. لكن بيانها الختامي وضع حماية المناخ وحرية التجارة العالمية على قائمة أولوياتها هذه. ولم يُلتفت إلى مشاكل إفريقيا إلا قُبيل ختام القمة رسمياً، فقد قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم 639 مليون دولار للجمعيات التي تعمل على مكافحة الجوع في نيجيريا والصومال واليمن وجنوب السودان. أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقد ختمت القمة برفض صريح "للمساعدات التنموية التقليدية".
وعوضاً عن ذلك، يجب دعم الاقتصادات الوطنية لدول إفريقية في إطار مبادرة "الشراكة مع إفريقيا" من خلال المزيد من الاستثنارات الخاصة، مع التركيز على التعالم والبحث والصحة ومشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى الاستثمار في الاستقلال المهني للنساء.
دول معينة دون غيرها
من الواضح أن هذه العروض التي تنوي دول العشرين تقديمه من خلال المبادرة، لا يشمل كل الدول الإفريقية، إذ تركز في المقام الأول على أثيوبيا وساحل العاج وغانا والمغرب ورواندا والسنغال و تونس كشركاء.
و عن اختيار الدول الشريكة بشكل أساسي تقول السياسية مع حزب الخضر بيريتا هيرتزبيرغ-فوفانا: "مبدئياً، فكرة الشراكة مع إفريقيا فكرة جيدة، و لكن على أي أساس يتم اختيار ما يسمى بالدول الرائدة في الإصلاح؟".
جنوب أفريقيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة الممثلة في مجموعة دول العشرين، و لكن ممثلين من دول إفريقية أخرى حضروا القمة، كالرئيس السنغالي ماكي سال كممثل "الشراكة الجديدة لتطوير إفريقيا"، والنيجيري أكينوومي أديسنا رئيس بنك التطوير الأفريقي، بالإضافة للمدير الجديد لمنظمة الصحة العالمية، الأثيوبي تيدروس أدانوم.
و رغم هذه الانتقائية فقد أبدى رئيس غينيا ألفا كوندا - الحاضر للقمة بصفته رئيساً للاتحاد الإفريقي - رضاه عن الوعود التي قدمتها القمة لإفريقيا قائلاً: "إحدى نتائج قمة العشرين هو الاتفاق على ضرورة الاستماع للإفريقيين و ليس اتخاذ القرارات عوضاً عنهم، بل ضرورة مناقشة ما يحتاجونه بالفعل".
كما أكد كوندا على ضرورة التزام دول مجموعة العشرين بوعودها التي قدمتها لإفريقيا، مشيراً إلى أنه "عندما أسمع الرئيس الفرنسي أو المستشارة الألمانية، فإنني أتفاءل بذلك".
"انعدام الاهتمام الجدي بإفريقيا"
و لكن وزير الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو لديه رأي آخر: "قمة العشرين لم توقظ الاهتمام بإفريقيا في نفوس المشاركين"، فمن الواضح أن اهتمام الدول انصب على المشاكل و الأزمات التي تخصها كالأزمة السورية مثلاً أكثر من اهتمامهم بأزمات القارة السمراء.
كما أن تنمية القارة الإفريقية لا يقتصر على الاستثمارات وحدها، و إنما على المشاركة في مكافحة المعوقات التي تقف في وجه تلك التنمية. وفي هذا السياق، كتب نائب الرئيس النيجيري في صحيفة لوموند الفرنسية: "إذا كانت الدول الأوروبية مهتمة فعلاً بمساعدة تطوير إفريقيا، فعليها أن تدعم الحكومات الإفريقية في مكافحة الفساد.
ويرى البعض أن الحل يجب أن يبدأ من الداخل، إذ "لا يمكن حل مشاكل إفريقيا في هامبورغ أو واشنطن أو شنغهاي، و إنما من قبل القادة الإفريقيين فقط"، كما يقول الصحفي التنزاني جنرالي أوليموينكو.
محمد عبد الرحمن/ م.ع.ح