"درع" إسرائيل: كيف تعمل منظومة "القبة الحديدية"؟
١ أكتوبر ٢٠٢٤منذ واقعة مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران أواخر يوليو/تموز الماضي، باتت إسرائيل في خطر تعرضها لهجمات انتقامية ما دفعها إلى رفع أنظمة الدفاع الجوي إلى حالة التأهب القصوى.
ويتوقع خبراء إنه في حالة قيام إيران بتوجيه ضربة انتقامية، فإن هذا الأمر قد يحمل في طياته مشاركة وكلائها في المنطقة لاسيما الحوثيين وحزب الله والميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا. وعلى وقع ذلك، يمكن القول بأن الهجوم على إسرائيل يمكن أن يأتي من عدة جهات في وقت واحد.
بيد أن تطورات جديدة حدثت في الأيام الأخيرة وأحدثها إطلاق حزب الله اللبناني لأعمق وابل من الصواريخ على إسرائيل، منذ بداية الحرب الحالية، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أن الحزب أطلق أربع دفعات من أكثر من 140 صاروخا وطائرة بدون طيار على وادي يزرعيل، في الأحد(22 سبتمبر أيلول 2024).
من جهته أكد حزب الله استهداف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافاييل الإسرائيلية، المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية، والواقعة في منطقة "زوفولون" شمالي مدينة حيفا.
وتصاعدت حدة المواجهات بين الحزب الشيعي اللبناني وإسرائيل هذا الأسبوع، مع سلسلة تفجيرات طالت أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية منسوبة لإسرائيل وإعلان الأخيرة شن ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله.
إذ ارتفعت الى 45 قتيلا حصيلة القتلى جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا لمسؤولين عسكريين في حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية الأحد مع استمرار عمليات رفع الأنقاض لليوم الثالث على التوالي.
وقتل 39 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف أخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية، جراء تفجير آلاف "أجهزة البيجر" الثلاثاء، ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر الحزب.
والأحد (25 أغسطس/آب) أعلن حزب الله المتحالف مع إيران إنه أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ردا على اغتيال القيادي البارز بالحزب فؤاد شكر في بيروت الشهر الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط هجوما أكبر بكثير بشن ضربات استباقية بعد أن توقع أن حزب الله يستعد لإطلاق وابل الصواريخ. ويمثل القصف المتبادل واحدا من أكبر جولات تبادل إطلاق النار منذ بدء الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ما هي أنظمة الدفاع الجوية التي بحوزة إسرائيل؟
يتكون نظام الدفاع الجوي في إسرائيل من ثلاث مكونات هي منظومة "مقلاع داوود" المعروفة باسم "ماغيك واند" أو "العصا السحرية" ومنظومة "آرو" أو "السهم" وأيضا "القبة الحديدية".
ويمكن لمنظومة "العصا السحرية" اعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز فيما يمكن لمنظومة "السهم" اعتراض الصواريخ بعيدة المدى. وفيما يتعلق بالقبة الحديدية، فستطيع اعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية وتدميرها مما جعلها موضع ثناء من رواد التواصل الاجتماعي باعتبارها "القادرة على حماية الحياة داخل إسرائيل".
وقد دخلت منظومة "القبة الحديدية" حيز الاستخدام في مارس/ آذار 2011.
فعالية القبة الحديدية؟
تقول شركة "رافائيل" المصنعة إن نسبة الاعتراض الناجحة للمنظومة تبلغ 90 في المئة، مشيرة إلى أن القبة الحديدية اعترضت حتى الآن أكثر من 5000 صاروخ.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه جرى إطلاق أكثر من 3000 صاروخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية خلال هجومحماس الإرهابي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كيف تعمل "القبة الحديدية"؟
تتألف "القبة الحديدية" من وحدة رادار ومركز تحكم يمكنهما التعرف على المقذوفات الطائرة، مثل الصواريخ، وحساب مسارها ونقطة سقوطها المتوقعة. هذه العملية تحصل في ثوانٍ قليلة، وهذا ضروري، لأنه بحسب المسافة عن قطاع غزة، لا يحصل الإسرائيليون إلا على ما بين 15 و90 ثانية فقط للبحث عن مكان آمن من الصواريخ.
العنصر الثالث في هذه المنظومة هو قاذفات الصواريخ الاعتراضية، والتي تتألف من ثلاث قاذفات لكل منظومة، في كل منها 20 صاروخاً. يتم إطلاق الصواريخ الاعتراضية فقط عندما يتوقع النظام سقوط الصاروخ على مناطق مأهولة. صواريخ الاعتراض يمكنها المناورة في الجو، ولا يُشترط فيها أن تصيب الهدف بدقة، بل يكفي أن تنفجر بالقرب منه لتدميره. لكن الركام المتساقط من الصاروخ يمكنه إحداث أضرار أيضاً.
هذا وتعتبر "القبة الحديدية" نظاماً متحركاً يمكن نقله إلى أي مكان، وتوجد منه في إسرائيل عشر وحدات عاملة. وبحسب بيانات شركة "رافائيل" الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية، المنتجة لمنظومة "القبة الحديدية"، فإن بطارية واحدة منها يمكنها حماية مدينة متوسطة الحجم، إذ يمكن للمنظومة اعتراض مقذوفات في محيط يبلغ 70 كيلومتراً. لهذا، وبحسب الخبراء، فإن حماية إسرائيل بالكامل تتطلب وجود 13 وحدة من "القبة الحديدية".
ومن أجل حماية متكاملة، تعتمد إسرائيل على أنظمة أخرى، ذلك أن منظومة "القبة الحديدية" موجهة لاعتراض الصواريخ والمقذوفات قصيرة المدى.
التكلفة؟
ويقدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، بأن تكلفة إطلاق الصاروخ الاعتراضي الواحد من منظومة القبة الحديدية تتراوح ما بين 40 ألف دولار (36650 يورو) إلى 50 ألف دولار (45800 يورو).
وفي ضوء ارتفاع الكلفة، يرغب الجيش الإسرائيلي في استبدال نظام القبة الحديدية بسلاح دفاعي ليزر جديد يسمى "الشعاع الحديدي" الذي يمكن استخدامه لتدمير الصواريخ الصغيرة والطائرات المسيرة وقذائف الهاون، لكن الهدف الرئيسي سيتمثل في تحييد أسراب الطائرات المسيرة.
يشار إلى أن الخطط السابقة كانت تشير إلى أن موعد نشر منظومة "الشعاع الحديدي" سيكون العام المقبل، لكن تقارير أفادت بإمكانية دخولها حيز الاستخدام في وقت مسبق.
ما هي فعالية الشعاع الحديدي؟
وقد كشفت شركة رافائيل عن منظومة "الشعاع الحديدي" لأول مرة في فبراير/ شباط عام 2014، فيما شاركت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية في المشروع بداية من عام 2022.
وتمتلك منظومة "السهم الحديدي" مزايا عديدة تفوق قدرات القبة الحديدية مثل قلة التكلفة والتشغيل فضلا عن إمكانية التزويد غير المحدود بالذخيرة. وتختلف تقديرات تكلفة تشغيل منظومة "السهم الحديدي" إذ تذهب تقديرات إلى أن تكلفة إطلاق الليزر لا تتجاوز بضع دولارات، لكنها قد تصل إلى 2000 دولار (1800 يورو) عند أخذ كل شيء في الاعتبار.
أعده للعربية: محمد فرحان/م.س