دراسة ألمانية: الأخطار الخفية لنوبات الربو أكثر من التوقعات
٢١ يونيو ٢٠٠٧كشفت تقارير أممية أن أمراض الحساسية وعلى رأسها داء الربو في تزايد مستمر. فحسب تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية يعاني 300 مليون شخص في العالم من داء الربو. وتشير الإحصائيات إلى أنه فقط في عام 2005 توفي زهاء 250 ألف شخص بسبب هذا المرض، كما أن مرض ضيق التنفس أضحى من بين أكثر الأمراض المزمنة شيوعا بين الأطفال. وعلى الرغم من أن داء الربو لا يفرق بين الغني والفقير، وينتشر في الدول الغنية مثلما يستفحل في الدول الفقيرة، إلا أن معظم حالات هذا المرض توجد في الدول الفقيرة. ولا توجد أسباب واضحة لتفسير انتشار هذا الداء في تلك المناطق، لكن منظمة الصحة العالمية تقول إنه لم يتم بعد دراسة داء الربو بشكل معمق كما أنه لم يُعالج عموما بشكل كاف.
ويقول المختصون إن الكثير من الأطباء والمرضى لا يُعيرون في الغالب اهتماما كبيرا بالإصابة الأولى بنوبات الربو ولا يأخذون عادة نوبات الربو التي تحدث بشكل بسيط في بداية الأمر مأخذ الجد، مقللين بذلك من شأن المخاطر التي قد تنجم عنها لاحقا والمضاعفات الصحية التي تترتب على هذا الإهمال. فما زال معظم المرضى بل وحتى عدد من الأطباء يجهلون أن داء الربو المزمن الذي يصيب الشُعب في القصبة الهوائية والممرات التي تقوم بنقل الهواء من وإلى الرئة، أن هناك احتمالات كبيرة لتعرض المصاب بهذه النوبة الخفيفة لأمراض تنفسية قد تؤدي إلى الموت. في هذا السياق يقول الدكتور ماريك لوماتش، من قسم أمراض الرئة والحساسية في المستشفى الجامعي التابع لجامعة روستوك إن الأمر أكثر خطورة مما يتصور المرء.
أخطار أزمات الربو الخفية قد تقود إلى الموت
ومن أجل إثبات خطورة إهمال نوبات الربو، أجرى المستشفى الجامعي في روستوك والذي يعد أحد المراكز البحثية الرائدة في مجال أمراض الرئة والجهاز التنفسي، أجرى سلسلة من الاختبارات التي سلطت الضوء عن مخاطر أزمة الربو وانعكاساتها على صحة الإنسان والأضرار التي تلحقها بالجهاز التنفسي. فبعد إجراء عدة فحوصات طبية على عدد من مرضى الربو تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن الالتهاب الذي يُصاحب أزمة الربو نتيجة حساسية اللقاح أو لسبب آخر لا يستمر لمدة أسابيع فحسب، بل تزداد حدته مباشرة بعد شفاء المريض من الحساسية وإحساس المريض بتماثله للشفاء. الخطير في الأمر، حسب قول لوماتش، يكمن في أن الالتهاب يستمر في الخفاء دون أن تصاحبه أعراض مرضية تكشف عن وجوده، ملحقا أضرارا بالممرات الهوائية والخلايا العضلية والعصبية للرئة، ما قد يتسبب في خلل دائم في وظائف هذه الخلايا.