أصدقاء السوء وراء تجنيد "داعش" للمقاتلين الأجانب
٢٠ يناير ٢٠١٥
توصل خبراء بريطانيون إلى أن التأثير الذي يمارسه المقاتلون المتطرفون في سوريا والعراق على أندادهم ورفاقهم أكثر فعالية من الدعاية الإعلامية التي يقوم بها تنظيم "الدولة الإسلامية" في اجتذاب المجندين الجدد في أوروبا. وذكر المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في دراسة ستنشر الشهر المقبل أن الصداقة والصلات الأسرية أمران أساسيان في تجنيد المقاتلين اليافعين لا التسجيلات المصورة لتنظيم "الدولة الإسلامية" على الإنترنت.
وقال بيتر نيومان مدير المركز لرويترز خلال مؤتمر عن التطرف في لندن "عندما تبحث في ما جعلهم يذهبون حقا.. (ستجد) أن أحد الأسباب هو الغضب. لكن الأصدقاء هم حقا من يدفعونك لاتخاذ قرار حزم حقائبك والسفر لا أي تسجيل مصور على الإنترنت."
وفي بحث منفصل قدمه للمؤتمر كمال ديب بوي، وهو طبيب متخصص في التفاعل بين الثقافة والصحة النفسية من جامعة كوين ماري في لندن، جاء فيه بأن المسلمين الأكثر عرضة للتطرف في بريطانيا سيكونون على الأرجح يافعين متئبين ومعزولين اجتماعيا نسبيا، لكن ليسوا وحيدين بالضرورة. وقال نيومان إن المقاتلين الأجانب يستخدمون الضغط الذي يمارسه الأنداد أو الرفاق ليحثوا غير القادرين على التوجه إلى سوريا على شن هجمات في الوطن. وأشار إلى وجود افتراض خاطئ بأن الدعاية الإعلامية على الإنترنت هي ذات التأثير الأكبر.
وحلل المركز، الذي جمع بيانات عن 700 مقاتل أوروبي في العامين الأخيرين، شخصيات عشرة مقاتلين بريطانيين وأعادوا بناء المسار الذي مشوا عليه باتجاه التطرف مستخدمين المعلومات المفصلة التي عثروا عليها في تاريخ استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. ووجدت الدراسة أن الصداقات المتينة والشعور بالواجب كانا السببين الطاغيين لانضمام المقاتلين إلى صراع أجنبي وهي توضح لماذا كان المجندون الأوروبيون يبدون وكأنهم قادمون في مجموعات.
وقال نيومان إن استخدام المقاتلين في سوريا لوسائل التواصل الاجتماعي أظهر أيضا أن الأشخاص الأكثر تأثيرا ليسوا المسؤولين الكبار في تنظيم "الدولة الإسلامية" بل "المشجعين" للقضية وهم في الغالب لا يقطنون في العراق أو سوريا. وأشار نيومان إلى أن الإسلاميين المتشددين الأكثر بروزا في هذا المجال كانا الأمريكي أبو موسى جبريل وموسى سيرانتينو الذي يقيم في أستراليا. وأضاف أنه شهد أمثلة - وخصوصا بين النساء اللواتي ذهبن إلى سوريا - على كيفية الضغط على الأشخاص الذين يتم إعدادهم ليصبحوا مقاتلين متشددين ليفعلو شيئا في وطنهم. وقال "لقد عرفنا بهذا عبر الروايات المتناقلة ولست واثقا من مدى انتشار هذا الأمر. بالتأكيد كانت هناك رسائل وتغريدات.. تقول للأشخاص بشكل محدد أن يبقوا في أماكنهم ويفعلوا شيئا هناك."
ش.ع/ ط.أ (رويترز)