السخرية..وسيلة جريئة لمواجهة التطرف الإسلامي
١٧ يناير ٢٠١٥المسودات الأولى للكاريكاتير موجودة على مكتب رسام الكاريكاتير المصري مخلوف، وعبارة "أنا شارلي" "Je suis Charlie" توجد على جميع الأوراق كرسالة تضامن مع الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو". وإلى جانب هذا الشعار هناك صور بأحجام مختلفة لرجل ملتح يرتدي عمامة ويحمل مدفع رشاش على ظهره، لكنه يظهر في الصورة مرتجفا من شدة الخوف وشكله يبعث على السخرية فيما يلاحقه وجه مبتسم عملاق يقفز بمرح ويهدده بالقضاء عليه. يقول مخلوف "هؤلاء الناس يلجئون إلى العنف لأنهم لا يستطيعون الدفاع على أنفسهم بأساليب أخرى". ويضيف "إنهم يعلمون أن قوة الرسومات أكبر من قوتهم".
ساعات قليلة بعد الاعتداء الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس سارع رسامو الكاريكاتير في مصر أيضا إلى التعبير عن تضامنهم مع الصحيفة. وفي هذا الإطار قام مخلوف، الذي يعمل في صحيفة "المصري اليوم"، بجمع رسومات لعدد من الزملاء ونشرها على الموقع الإلكتروني للصحيفة وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كوسيلة للتضامن.
سخرية جريئة في ليبيا واليمن
يقول مخلوف البالغ من العمر 34 عاما: "أنا غاضب جدا، ولا يمكنني أن أتصور أنني لن أرى رسوما لهؤلاء الزملاء مرة أخرى". وتابع "لقد كانوا من بين أفضل رسامي الكاريكاتير في العالم. وكنت أتابع أعمالهم باستمرار على الإنترنت. وعندما يسافر أحد معارفي إلى فرنسا أطلب منه دائما أن يجلب لي معه نسخة من صحيفة "شارلي إيبدو". وأضاف رسام الكاريكاتير المصري أن القتل الذي طال صحفي الصحيفة الفرنسية هو عمل عبثي وتصرف أحمق، مؤكدا على أنه كرسام مصري ومسلم يرفض الإرهاب ويدعم حرية التعبير.
وفي دول عربية أخرى أيضا رفع الكثير من رسامي الكاريكاتير شعار "لا" للإرهاب الإسلاموي و"نعم" لحرية التعبير. وشمل ذلك أيضا دولا تعاني من العنف وقمع حريات التعبير. فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة "الوسط" الليبية رسما كاريكاتوريا لمقاتل من تنظيم "داعش" يحاول قطع رأس قلم رصاص أمام الكاميرا.
وفي اليمن، حيث يفترض أن منفذي اعتداءات باريس قد تدربوا في مخيمات القاعدة الموجودة هناك، قام رسام الكاريكاتير كمال شرف برسم رجل وشيطان، وبينما يحلم الرجل بـ"الحور العين" في الجنة، يضحك الشيطان عليه بشدة ويدخل مفجر الديناميت في مؤخرة ذلك الرجل يرغب في القيام بعملية انتحارية، ثم يقول الشيطان ساخرا من الرجل "أستطيع أن أرى مكانك في الجنة من هنا".
"دولة الخرافة" مسلسل عراقي ساخر
تحول تنظيم" الدولة الإسلامية " منذ إعلانه العام الماضي إلى مادة دسمة للسخرية في الكثير من البلدان العربية من خلال الغناء أو التمثيل، بل إن التلفزيون العراقي خصص مسلسلا كوميديا للسخرية من التنظيم المعروف إعلاميا بـ"داعش" حملت عنوان "دولة الخرافة". وقد جسد زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي دور البطولة في المسلسل الكوميدي، الذي بث في العراق على مدى 30 يوما، وأثار ردود فعل كثيرة ( .DW عربية حاورت علي القاسم مخرج المسلسل حول طبيعة ومخاطر هذا العمل).
ويقول مخرج المسلسل علي قاسم إن معظم الممثلين الذين كان يتم استدعائهم للمشاركة في إنتاج السلسلة كانوا يشعرون في البداية بالخوف على حياتهم لكن" في نهاية المطاف قرر الكثيرون المشاركة. لقد كانت مسألة شرف وطني"، وهو ما يؤكده أيضا الممثل العراقي أبي عبد الستار بقوله " لقد شاركت في المسلسل من أجل القضاء على الإرهاب ولأعبر عن رفضي لتنظيم الدولة الإسلامية".
السخرية ـ سلاح فعال في مواجهة الإرهاب، لكن وكما هو معلوم في العالم الإسلامي هناك خطوط حمراء لا يجب للسخرية أن تتجاوزها وهي "الله" و"النبي".