خوفا من كارثة إنسانية.. دعوات لإبقاء معبر باب الهوى مفتوحا
٣٠ يونيو ٢٠٢١دعت تركيا الأربعاء (30 يونيو/حزيران 2021) إلى إبقاء المنفذ عبر الحدود الذي يسمح بنقل المساعدات لملايين الأشخاص في شمال سوريا والمهدد بالإغلاق مفتوحا، بعد أن عارضت موسكو تمديد تفويض من الأمم المتحدة.
ويسمح هذا التفويض بنقل المساعدات الإنسانية من تركيا المجاورة إلى السوريين دون موافقة دمشق، عبر معبر باب الهوى (شمال غرب) إلى محافظة إدلب المعارضة حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين شخص.
وينتهي هذا الإذن في 10 تموز/يوليو بسبب عدم وجود اتفاق من الأمم المتحدة لتمديده لعام آخر، ولم تستبعد روسيا - التي نجحت في تحديد منفذ واحد لنقل المساعدات عبر الحدود - استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع هذه الخطوة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أنطاليا (جنوب تركيا): "على مجلس الأمن الدولي تمديد التفويض المتعلق بهذا المعبر الحدودي". وأضاف أن تركيا تجري محادثات مع روسيا ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي "للتغلب على تحفظ" موسكو. وقال الوزير التركي "هذه قضية إنسانية وليست سياسية".
وتخشى دول عدة من كارثة إنسانية إذا أُغلق هذا الممر الإنساني الوحيد. وتتخوف تركيا التي تستقبل ما يقارب أربعة ملايين سوري نزحوا بسبب الحرب الدائرة في بلادهم منذ عام 2011، من تدفق جديد للاجئين على حدودها.
بدورها انتقدت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، مسودة القرار لسعيها فحسب للتفويض لمعبرين وليس لثلاثة. وقالت: "تفاقم المعاناة والأوضاع المتردية للملايين في سوريا يتطلب من مجلس الأمن عمل المزيد".
في غضون ذلك، وصف فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا إلى الأمم المتحدة، محاولة بإعادة فتح معبر ثان لسوريا من العراق لإيصال المساعدات الإنسانية بأنها غير مجدية، وقال إنه يناقش فحسب تمديدا محتملا لتفويض من الأمم المتحدة لدخول المساعدات من خلال معبر مع تركيا.
وناشدت الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي تمديد التفويض بإيصال المساعدات وعمليات الإغاثة إلى سوريا وحذرت من أن الإخفاق في تمديده سيكون مدمرا لحياة ملايين. ويتفاوض مجلس الأمن على مشروع قرار صاغت مسودته أيرلندا والنرويج يهدف إلى تفويض بإيصال المساعدات عبر معبرين أحدهما من تركيا والآخر من العراق.
وشككت روسيا، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، في أهمية عمليات الإغاثة عبر الحدود وقالت إن المساعدات يمكن أن تصل لشمال سوريا من العاصمة دمشق.
وأصدر المجلس تفويضا لعمليات إغاثة عبر الحدود لسوريا للمرة الأولى في 2014 من خلال أربعة معابر. وفي العام الماضي تم تقليصها لمعبر من تركيا إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا بسبب معارضة روسية وصينية لتجديد التفويض عبر المعابر الأربعة.
وقال نيبينزيا "ما يتردد من زملائنا عن إعادة فتح المعابر المغلقة هو أمر غير مجد بحق. نحن نناقش المعبر المتبقي". وأضاف "العمليات طرحت في ظروف استثنائية عندما لم يكن هناك وسيلة للوصول للعديد من المناطق في سوريا... لكن بالطبع هذه العمليات عفا عليها الزمن وفي النهاية ستتوقف".
ويحتاج تمرير أي قرار تأييد تسعة أصوات في مجلس الأمن وعدم اعتراض أي من الدول الخمس دائمة العضوية التي لها حق النقض (الفيتو) وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وخلال العقد المنصرم عرقلت روسيا 16 قرارا متعلقا بسوريا ودعمتها الصين في العديد من تلك المرات.
ف.ي/أ.ح (رويترز، ا.ف.ب)