خطر الجلطة الدماغية يهدد الأطفال والشباب
٩ أبريل ٢٠١٤استيقظت فانيسا، البالغة من العمر 28 عاما، ذات مرة من النوم ولم تستطع تحريك ذراعها الأيسر ولا رجلها اليسرى. وسرعان ما اتضح لها بأنها أصيبت بجلطة دماغية. وفانيسا ليست استثناء، كما تظهر دراسة "عبء المرض العالمي"، وهو مشروع أطلقته منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي لمتابعة أكثر الأمراض انتشارا في العالم منذ عام 1990. وقد توصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ عدد الإصابات بالجلطات الدماغية قد ارتفع خلال العشرين عاما بنسبة 68 بالمائة، أما نسبة الوفيات على إثر الإصابة بجلطة قلبية فقد ارتفعت بنسبة 26 بالمائة.
الملايين أصيبوا بالجلطة الدماغية
"الوقاية والتشخيص وإمكانيات العلاج قد تحسنت مقارنة بالماضي"، على ما يوضح غيرهارد هامان، رئيس المؤسسة الألمانية التي تعنى بالمصابين بالجلطات الدماغية. وهذا الأمر ينطبق على الدول الصناعية المتقدمة على غرار ألمانيا وأوروبا الغربية بالإضافة إلى أمريكا الشمالية. أما في الدول النامية، فالأمر مختلف، على ما يقول الأخصائي في الأمراض العصبية. "خاصة في شرق آسيا، في الصين وكوريا وتايلاندا وفيتنام، فإن نسب الإصابة بالجلطات الدماغية عالية، و نقدر عدد الإصابات في العالم ب16 مليون و900 ألف حالة."
كما تظهر الدراسة أيضا أنّ عددا متزايدا من الناس، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما، أصبحوا يصابون بالجلطة الدماغية. وقد ارتفعت النسبة في غضون عشرين عاما من 25 إلى 31 بالمائة. وفي شتى أنحاء العالم يصاب واحد من عشرين طفلا ويافعا بالجلطة الدماغية. ولم تبحث الدراسة أسباب هذه الظاهرة. ولكن هامان يعزو ذلك إلى عدد من الأسباب من بينها : "الإفراط في التدخين واستخدام حبوب منع الحمل لدى النساء، والسمنة وكذلك تعاطي مواد مخدرة مثل القنب والكوكايين والإمفيتامين. كل هذه الأمور قد تتسبب في إصابة المرء بجلطة دماغية". وفي ألمانيا، يصاب سنويا نحو 10 آلاف شخص، يقل عمرهم عن 45 عاما، بجلطة دماغية.
التدخين والمخدرات وحبوب منع الحمل
أما فانيسا، فتعتقد أن سبب إصابتها بجلطة دماغية يعود إلى استخدامها لحبوب منع الحمل بالإضافة إلى أنها تدخن السجائر. ولحسن حظها أنها لم تفقد القدرة على الكلام بعد إصابتها بالجلطة الدماغية وبالتالي كانت قادرة على الاتصال بأحد المستشفيات لكي يرسلوا إليها سيارة إسعاف إلى البيت. أما الأمور التي من شأنها أن تسبب خطرا على حياة المسنين، فهي أمراض القلب على غرار الارتعاش الأذيني وتصلب الشرايين، أو حدوث تغيرات في شرايين العنق أو المخ. وكذلك ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسب السكر في الدم والسمنة من شأنها أن تسبب في الإصابة بجلطة دماغية. وفي الوقت الذي تكون فيه الشرايين أكثر تصلبا لدى المسنين، فإنها أكثر مرونة لدى الأطفال والشبان، على ما يقول هامان. "ولكن شرايين الرقبة قد تتعرض لتمزق بسبب حركة خاطئة أو خلال لعب الكرة الطائرة مثلا أو خلال حادث سيارة أو دراجة، وذلك من شأنه أن يتسبب في حدوث جلطة دماغية."
الجدري قد يتسبب في أذى للشرايين
الإصابة بالتهابات على غرار الإصابة بالحماق أو الجدري من شأنها أيضا أن تسبب إصابات في الشرايين. ويقدر الخبراء أن نحو 300 طفل، ومن بينهم رضع وكذلك أجنة في أرحام أمهاتهم، في ألمانيا يصابون بجلطة دماغية سنويا. وعادة ما يكون تشخيص هذا المرض صعبا.
الأخصائي غيرهارد هامان سلط الضوء على الجلطات عند الأطفال ونسبة شفائهم منها "وعندما يظهر الفحص بالأشعة أن الأطفال قد أصيبوا بجلطة دماغية قد تسبب في إصابتهم بشلل نصفي مثلما هو الأمر لدى البالغين، لكن يبقى من الصعب ملاحظة ذلك لدى الأطفال الصغار الذين يتمتعون عادة بقدرة كبيرة على التعافي ، كما أن شرايينهم في الغالب تبقى سالمة ". ولكن ليس كل الأطفال بإمكانهم التعافي من جلطة دماغية.
أما بالنسبة لفانسيا، فلا زالت تعاني من تشنج طفيف في ذراعها الأيسر ورجلها اليسرى، ولكنه أمر لا يعيق حياتها اليومية، إلا أنّها اضطرت إلى تغيير عاداتها الحياتية والاستغناء عن بعض الأنشطة التي قد تسبب لها في جلطة دماغية أخرى.