خبير ألماني:"الجيش المصري سيضرب هذه المرة بقوة"
٢٤ يوليو ٢٠١٣يتبادل الأطراف في مصر الاتهامات، فحركة الإخوان المسلمين تتهم الجيش والشرطة باستهدافها، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، والجيش يتهم الإخوان باللجوء إلى العنف لتحقيق اكبر مكاسب سياسية. الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية دعا الأربعاء (24 تموز/ يوليو 2013) الشعب إلى النزول في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة القادمة لإعطاء الجيش "تفويضا" لمواجهة ما وصفه بالإرهاب والعنف.
DW عربية تحدثت إلى فولكهارد فيندفور، الخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط ومراسل مجلة دير شبيغل الألمانية السابق في القاهرة وسألته عن معنى التفويض ومغزى توقيت الخطاب.
DW: كيف تقرأ خطاب الفريق السيسي؟
فيندفور: أنا اقرأ الخطاب مثل قراءتي لخطابه بعد الثلاثين من يونيو الماضي. يريد أن يستجيب لنداء الشعب. السيسي يريد تفويضا هذه المرة لمواجهة الخارجين عن القانون. والمنادين بالجهاد المقدس. مثل المرشد العام للإخوان المسلمين الذي كان يقول "استعدوا للشهادة". ما أريد أن أكد عليه أن الجيش هذه المرة سيضرب بقوة.
ماذا بشأن توقيت الخطاب الذي طلب السيسي فيه التفويض من الشعب؟ لماذا ألان؟
خلافا لما تكتبه الصحافة الغربية. فأن السواد الأعظم، أكثر من ثلاثة أرباع الشعب المصري، الآن ضد الإخوان. والإخوان خسروا تماما التعاطف الشعبي معهم. وكانوا يمتلكون فرصة لاستعادة رشدهم لكنهم لم يستغلوا ذلك. تصرفات لا تليق وتصريحات غريبة وتكفير مستمر للبعض الأخر. لذا أنا أرى أن الجيش هو الجهة الوحيدة القادرة على ردع هذه التهديدات.
أنشغل الجيش المصري خلال الفترة الماضية بالتحرك في سيناء. هل تحول تركيزه الآن من سيناء إلى داخل مصر للقضاء على التنظيمات المعارضة؟
الجيش سكت سنة كاملة بعد أحداث قتل 16 جنديا في سيناء. لكن تهديدات زعماء الإخوان المسلمين في رابعة العدوية بقولهم"إما أن تعيدوا مرسي إلى السلطة أو نحرق سيناء". كانت اعترافا منهم بعلاقتهم بما يجري هناك. هذا خطأ.
من يتحمل مسؤولية ما يحدث الآن ، الجيش المصري أم الإخوان؟
الجيش يرد على انتهاك القانون على العنف، على ضرب النار. لم يستعمل الجيش العنف ضد شعبه لغاية الآن، العنف جاء من جانب متظاهري الإخوان. خطاب العنف الذي يقدمه متظاهرو الإخوان في رابعة العدوية وغيرها، سيواجه منطقيا برد من قبل الجيش. كيف يسمح لمتظاهرين بقطع الطرقات العامة وضرب قطارات سكك الحديد. هناك فرق بين أساليب التعبير عن حرية الرأي.
ما رأيك بوجهة النظر الأوروبية وخاصة الألمانية فيما يحدث بمصر؟
أنا اعتقد أن المستشارة ميركل ليست على علم حقيقي بما يجري، لو كانت المستشارة على علم كاف بحقيقة الأحداث التي تدور هنا، فلكان لها وجهة نظر مختلفة. يكفي أن الرئيس المعزول محمد مرسي، قد طالب شعبه بالجهاد المقدس للحفاظ على الشرعية، ما معنى ذلك، هذا ليس منطق رئيس جمهورية. أقول في الأيام القادمة عندما تتبلور الصورة أكثر فان تصريحات المستشارة ستتغير. فألمانيا ليست لها نية سيئة تجاه مصر، من خلال هذه التصريحات، وبعض المصريين يظنون ذلك وهذا ليس صحيحا. الصورة ليست سليمة، هذا كل ما في الأمر.
هناك مخاوف من أن قوة الجيش تتصاعد وأنه سيعود للسيطرة على الأوضاع في مصر بشكل تام، هل هذا ممكن برأيك؟
لا. هذا غير وارد. هو قطع على نفسه وعود ويريد تحقيقها، ولم يتدخل أيضا في تشكيل الحكومة. لكن الأمن هو مسؤولية الجيش.
تحدث الفريق السيسي باللهجة المصرية لا بلغة فصحى، ألأ يذكرنا ذلك بخطاب الرئيس المعزول محمد مرسي الأخير. ولماذا لجأ السيسي إلى هذه اللغة في خطابه؟
عندما يتحدث الرئيس اللبناني المثقف والذي يميل دائما إلى استعمال اللغة الفصحى، عندما يلجأ أحيانا إلى الحديث بلهجة عامية، فأنه يريد الوصول إلى قلوب البسطاء. نفس الشيء فعله جمال عبد الناصر أو سياسيون عرب مثقفون. ما أراده الفريق السيسي في خطابه هو توضيح الأمور للبسطاء وأشعار المستمع أنه يتكلم من قلبه.
أجرى الحوار: عباس الخشالي