خبير ألماني: من حق إسرائيل وجنوب السودان ربط علاقات سياسية
٣١ ديسمبر ٢٠١٠مع اقتراب موعد الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان والمقرر في التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل، يشهد السودان حركية سياسية لمختلف أطراف النزاع للوقوف على سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وترتيبات عملية الاستفتاء. وفي هذا الإطار جاءت زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والذي زار مؤخرا السودان وأجرى مباحثات مع المسؤولين في الخرطوم وجوبا عاصمة الجنوب. وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط حضرت جلسة مغلقة بين النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أن موضوع العلاقات مع إسرائيل أثيرت في تلك الجلسة.
و في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر الخميس 30 ديسمبر/كانون ثاني، نفى سلفا كير بشكل قاطع وجود علاقات بين الجنوب وإسرائيل، معتبرا أن "ما يشاع حول هذا الموضوع ليس صحيحا". وبخلاف ما ذهب إليه كير فإن أصوات في شمال السودان تقول بوجود علاقات بين الجزء الجنوبي للسودان وإسرائيل، فما خلفيات هذا التردد، وهل تخضع قيادات جنوب السودان لضغوطات عربية وغيرها كي لا تفصح عن هذه العلاقة علانية؟
العلاقة لم تصل بعد إلى المستوى الرسمي
وفيما استبعد الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز في حديث لدويتشه فيله وجود "علاقة رسمية" بين جنوب السودان وإسرائيل فإنه أكد في الوقت ذاته "وجود علاقة غير مباشرة بين الطرفين يخفيها المسؤولون في كلا البلدين بسبب توتر العلاقة بين بعض الدول العربية وإسرائيل، و كذلك بسبب الظروف التي يمر بها السودان في الوقت الراهن".
وحول قراءته لمضمون تصريح كير لصحيفة الشرق الأوسط عن عدم صحة الأنباء المشاعة بخصوص تواجد قنصلية إسرائيلية في جنوب السودان، اعتبر "موي أمبروسو تيك" الباحث لدى مؤسسة فريدرش إبرت الألمانية في جوبا، أن هذا التصريح جاء "لطمأنة الدول العربية من هذه الإشاعات". و اتهم امبرو سو تيك في حواره مع دويتشه فيله الجزء الشمالي في السودان ب"الترويج لمثل هذه الإدعاءات من أجل كسب تعاطف الدول العربية ضد حكومة الجنوب". وأضاف بأن مشكلة السودان في الوقت الراهن هي داخلية بالدرجة الأولى وأكبر من حصرها في النزاع حول وجود علاقة بين جنوب السودان وإسرائيل من عدمه"، مشيرا إلى أن جنوب السودان من حيث المسافة بعيد جدا عن إسرائيل وأن سكان الجنوب والمسؤولين هناك تواجههم مشاكل سياسية واجتماعية أكثر أهمية، وأن حكومة الخرطوم "تتوخى من هذه الإشاعات الترويج بأن إسرائيل هي من وراء مشاكل التمرد في جنوب السودان، لكن الواقع هو عكس ذلك والمشكلة في جنوب السودان هي سودانية محضة" .
"إسرائيل لن تستفيد كثيرا من علاقتها مع جنوب السودان"
من جانبه دافع ميشل لودرز على حق جنوب السودان حال انفصاله عن الخرطوم، في إقامة علاقة دبلوماسية وسياسية مع إسرائيل، غير أنه يعتبر أن الوقت الراهن يصعب فيه الإعلان الرسمي عن ذلك بسبب التوتر مع الشمال وهو حسب رأيه، ما دفع بسلفا كير إلى التأكيد على عدم وجود علاقة رسمية مع الدولة العبرية.
وقال لودرز بأن من حق إسرائيل كباقي الدول أن تسعى إلى ربط علاقات مع بلد إفريقي جديد، غير أنه شدد بأن جنوب السودان باستثناء امتلاكه للنفط "لا يلعب دورا مهما في المنطقة، يجعل إسرائيل تحرص كل الحرص على التعاون معه".
ويذكر أن رئيس حكومة الجنوب سلفا كير طلب خلال لقائه الأخير مع عمرو موسى، وفق مصادر مطلعة، بأن تقوم الجامعة العربية بفتح مكتب لها في جوبا. كما ألقى وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان "برنابا مربال بنجامين" اللوم على الدول العربية فيما يخص التعاون مع الجنوب، واتهمها ،باستثناء مصر، بالتقصير في تقديم الدعم لتنمية الجنوب.
هشام الدريوش
مراجعة: حسن زنيند