خبير ألماني: مشروع ديزيرتيك لم يعد مغريا للألمان
١٧ أبريل ٢٠١٤دويتشه فيله: أعلنت شركة EONو HSHNordbank للطاقة، بالإضافة إلى شركة البناء Bilfingerالألمانية الانسحاب من مشروع ديزيرتيك لتوليد الطاقة الشمسية. كيف تقرأ هذه الخطوة؟
فولكر كواشنينغ: دعني في البداية أتحدث عن فكرة مشروع ديزيرتيك. كان يعتقد أنه يمكن تثبيت العديد من محطات الطاقة الشمسية الحرارية الكبيرة والمركزة في شمال إفريقيا، تساعد على توليد الكهرباء عبر توربينات كبيرة. ميزة الصحراء، بطبيعة الحال أشعة الشمس القوية، التي تسمح بإنتاج الكهرباء الشمسية بتكاليف أرخص بكثير بالمقارنة مع أوروبا. وكان من المفترض أن يتم نقل الكهرباء المنتجة عبر أنابيب الطاقة الطويلة إلى أوروبا الوسطى. ولهذا انخرطت العديد من الشركات لانجاز المشروع. كما تمّ إنشاء صندوق مالي مشترك، استخدم للتباحث مع الحكومات المحلية في عين المكان والقيام بعدد من الخطوات التحضيرية.
لكن مع انخفاض تكاليف الطاقة الكهروضوئية، أصبح مشروع ديزيرتيك أقل إغراءا. فقد بات من الممكن إنتاج الطاقة الشمسية في ألمانيا بتكاليف مماثلة نسبيا، خاصة إذا تمّ حساب تكاليف النقل المعقدة أيضا. هذا بالإضافة إلى بعض المشاكل الكبيرة في أنابيب النقل. وهو ما جعل تحقيق هذا المشروع يتأخر بشكل كبير. وعلاوة على ذلك فإن الشركات المشاركة لديها الآن مشاكل أخرى، ربما تظهر آثارها في العشرة أو عشرين سنة القادمة.
ولكن لماذا قررت الشركات الانسحاب في هذا الوقت بالضبط؟
وضعت الشركات مخططاتها لفترة زمنية محددة، لكن العقود انتهت صلاحيتها الآن، وبدأت الشركات تبحث إمكانية الاستمرار في المشروع أو التراجع عنه. وعندما ننظر إلى بعض وضع الشركات مثل شركة EONللطاقة، فإننا نجدها أمام مشاكل أكثر أهمية، فقد استثمرت في الآونة الأخيرة في محطات الطاقة الفحمية ومحطات الطاقة النووية، ولم تعد قادرة على تحقيق الأرباح. وبالتالي لا ترغب في الدخول في مشاريع لا يمكن الاستفادة من أرباحها في المستقبل القريب.
وماذا عن فكرة المشروع، هل سجلت اختلالات بشكل عام؟
محطات الطاقة الحرارية الشمسية مهمة، لأنها قادرة على إنتاج طاقة منخفضة التكاليف في الصحراء، لكن العيب فيها مقارنة بالطاقة الكهروضوئية، صعوبة خفض تكاليفها على المدى الطويل.
ولم يكن من الممكن التنبؤ بهذه التطورات قبل عشر سنوات. ولهذا يجب الآن إعادة تقييم هذا التطور وأخذه بعين الاعتبار. رغم ذلك، يجب المضي في بناء هذه المحطات على الأقل من أجل تغطية الحاجيات الكهربائية للسكان في عين المكان. فالدول الأفريقية لديها متطلبات عالية من الطاقة العالية. ولكن هذا غير كافي لإقناع الشركات بالانخراط في هذا المركب. فبإمكان الشركات القيام بمشاريع محلية خاصة والبحث عن شريك مباشر في المنطقة. إلى جانب كل هذا، يقف عدم الاستقرار السياسي في شمال أفريقيا ضد استثمار الشركات الألمانية في هذه المنطقة.
ما هي النتائج المترتبة عن الانسحاب من مشروع ديزيرتيك؟
لقد بدأت بالفعل بعض المشاريع لتوليد الطاقة الشمسية في المنطقة. ولهذا فإن انسحاب بعض الشركات سيكون صعبا وستبدأ الحكومات المحلية في التساؤل عن أسباب الانسحاب. ومن ناحية أخرى، نرى أن الطاقة الشمسية أصبحت رخيصة. وهذا يعنى أنه، حتى إذا لم يتم تطبيق مشروع ديزيرتيك في هذا الشكل، فهذا لا يعني أننا لن نرى محطات الطاقة الشمسية على نطاق واسع في المنطقة. وبعد ذلك ربما يتم تصدير هذه الطاقة إلى أوروبا بعد عقود. ولعل ذلك لن يكون تحت اسم ديزيرتيك، إلا أنه سيحظى باهتمام كبير بالتأكيد.
أجرى الحوار: شتيفاني هوبنر
ترجمة: أمين بنضريف
فولكر كواشنيغ: أستاذ في جامعة العلوم التطبيقية في برلين HTWفي مجال الطاقات المتجددة.