خبير ألماني: البحوث في الخلايا الجذعية ضرورة ملحة
٢٢ يونيو ٢٠١٢إن أهم التحديات القائمة هي تلك الأمراض المرتبطة بارتفاع معدل الأعمار وتحول البنية العمرية في العديد من المجتمعات حيث تتزايد نسبة عدد كبار السن. مثال على ذلك أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية أو أمراض الجهاز العصبي المركزي مثل الزهايمر أو مرض باركنسون. وعلى الرغم من أنني لا أتوقع أن نتوصل في السنوات العشر أو العشرين المقبلة إلى علاج سحري لهذه الأمراض،إلا أنني أعتقد أنه بإمكاننا أن نحقق تقدما كبيرا في هذا المجال. الشرط الأساسي في ذلك هو أن يكون هناك تقدم ملحوظ في مجال الأبحاث الأساسية، لأنه فقط عبر البحث عن المسببات يمكننا مثلا معرفة أسباب مرض سرطان و تصبح لدينا فرصة لعلاج المريض كذلك. ولكن حتى الآن فمعرفتنا قليلة، والادعاء بأننا نعرف الكثير عن مرض السرطان غير صحيح للأسف.
التحديات والإمكانيات
ولهذا السبب فإن الأهمية الخاصة للأبحاث تتجلى في مجالين: أولها بالدرجة الأولى الأبحاث بشأن أمراض الشيخوخة والتحولات خلال عمر الإنسان ومن جانب آخر هناك أبحاث إعادة برمجة الخلايا الجذعية. فعندما نستطيع فهم كيفية تنظيم مسار الشيخوخة والتطور الوراثي خلال عمر الانسان، فإنه يصبح بإمكاننا أيضا السيطرة على التطورات وبالتالي الحد من الأمراض المرتبطة بالتحولات خلال فترة حياة الانسان. وبهذا نكون قد حققنا تطورا كبيرا. الهدف من ذلك ليس هو تمديد أمد الحياة، بل العيش بصحة جيدة لأطول مدة ممكنة، وبالتالي توفير حياة مليئة بالنشاط والحيوية. ولكن للأسف تبقى البحوث والدراسات في هذا المجال جد قليلة في ألمانيا. ولهذا يتعين تشجيع البحث في هذا المجال مستقبلا.
وينطبق هذا أيضا على الدراسات الخاصة بالخلايا الجدعية. لدي إحساس أن ألمانيا لازالت لم تع بعد أهمية البحث في هذا المجال والإمكانيات التي يفتحها للمجتمع. ففي الوقت الحالي نحن متخلفون في هذا المجال مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان حيث توجد أفكار وأساليب جديدة متطورة. وتبقى ألمانيا استثناءا كما يؤكد البروفيسور هانس شولر من معهد ماكس بلانك بمدينة مينستر.
الحقل الديني وتأثيره على أبحاث الخلايا الجذعية
وللأسف يتخذ النقاش في ألمانيا حول أبحاث الخلايا الجذعية غالبا ما مجرى عاطفيا حيث إنه يعاني من تأثير الحقل الديني على مسار الأبحاث وتطورها. وقد تسبب هذا الخطأ في حدوث أضرار كثيرة. فلم يكن هناك تشجيع الى الشباب للعمل في مجال أبحاث الخلايا الجذعية. ولكن لحسن الحظ، فإن الوضع الآن أصبح أكثر انفتاحا مقارنة مع السنوات الخمس أو العشر الماضية. هناك صحوة بطيئة في هذا المجال. ولكن على الرغم من ذلك فإنه يقلقني أن يتم في ألمانيا تناول موضوعات علوم الحياة من المنظور الاديولوجي، سواء في ما يتعلق بالتلقيحات مثلا أو بتشخيص الجنين قبل الولادة. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انعكاسات سلبية على تطور الأبحاث العلمية على المدى الطويل.
"بنية تحتية قوية في مجال البحث العلمي"
غير أني أعتقد على العموم أننا في ألمانيا نسبيا مستعدون لمواجهة هذا التحدي، فلدينا العديد من مؤسسات البحث العلمي والدراسات الطبية في العديد من المجالات، سواء منها المؤسسات الجامعية الكثيرة أومعاهد البحث المختلفة مثل مؤسسة ماكس بلانك، هيلمهولتس، لايبنتز، ومؤسسة فراونهوفر. هذه البنية التحتية المهمة في مجال البحث العلمي هي ميزة مهمة ينبغي استغلالها على أحسن وجه في ألمانيا".
البروفيسور هارالد تسور هاوزن ولد عام 1936 في مدينة غيلسنكيرشن غرب ألمانيا، وهو واحد من أهم وأشهر الباحثين في مجال السرطان. وشغل مابين 1983 و2003 منصب رئيس مجلس إدارة مركز أبحاث السرطان الألماني (DKFZ) في مدينة هايدلبرغ وهو هو عضو علمي بها. وقد حصل هارالد تسور هاوزن عام 2008 على جائزة نوبل للطب لاكتشافه لفيروسات تتسبب في سرطان عنق الرحم.
هارالد تسور هاوزن / أمين بنضريف
مراجعة: عبدالحي العلمي