محكمة العدل الأوروبية تحظر أبحاث الخلايا الجذعية للأجنة
١٨ أكتوبر ٢٠١١قضت محكمة العدل الأوروبية بحظر تسجيل براءات أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية البشرية. وبررت المحكمة، التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها، حكمها الصادر اليوم الثلاثاء (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) بأنه إذا اقتضى الحصول على هذه الخلايا تدمير أجنة فإن ذلك يتنافى مع حماية كرامة الإنسان. وبذلك يحد هذا الحكم من استخدام هذه الخلايا في الأبحاث العلمية لأنه يعتبر بمثابة إقرار لأحد المبادئ الأخلاقية فيها.
الحُكم جاء إنهاءً لخلاف
لكن قُضاة المحكمة استثنوا من حكمهم الاستفادة من الخلايا الجذعية في أية عملية معالجة أو تشخيص قد تكون في صالح الجنين نفسه، وسمحت المحكمة باعتماد تسجيل الأبحاث القائمة على ذلك والاعتراف بها. فيما يشمل الحظر كل خلية يمكن أن يولـَد منها إنسان كامل الخلق، ويشمل أيضاً كل الخلايا التي قد يؤدي الحصول عليها إلى إتلاف الجنين البشري.
وبإصدار هذا الحكم يكون خلاف، دام أكثر من اثني عشر عاماً بين العالِم أوليفـر بروستله الأستاذ في جامعة بون الألمانية وبين منظمة السلام الأخضر Greenpeace، قد انتهى. وكانت المنظمة رفعت دعوى ضد العالِم الألماني الذي استفاد من الخلايا الجنينية الجذعية غير المكتملة التكوين في أبحاثه بمجال معالجة الأمراض العصبية كمرض الشلل الرعاش غير الإرادي (باركينسون)، حيث تم الاعتراف ببحثه رسمياً عام 1999.
خشية من هجرة الباحثين
وعبّر العالم الألماني بروستله وعدد كبير من العلماء الآخرين عن خيبة أملهم تجاه حكم المحكمة. كما أعربوا عن خشيتهم من هجرة الباحثين في هذا المجال عن بلدان الاتحاد الأوروبي إلى بلدان أخرى تكون أقل تقييداً لحرية البحث العلمي المتعلق بالخلايا الجذعية الجنينية البشرية. من جانبها رأت منظمة السلام الأخضر في هذا الحكم "تعزيزاً لحماية حياة الإنسان ضد المصالح المالية".
ورحب الطبيب بيتر لايزيه، النائب في البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، بحكم المحكمة، وقال: " نحن ندعم البحث العلمي وتطويره في مجال تقنيات علوم الأحياء، لكن لا يجوز قتل الإنسان في مراحل تكوينه الجنينية الأولى". وهو يرى أيضاً أن البحث العلمي يجب أن يتطور "باتجاه البدائل العلاجية الأخلاقية"، ويقع في إطار ذلك الاستفادة من الخلايا الجذعية للبشر البالغين في مجال العلاج الطبي "وليس الاستفادة من الخلايا الجذعية الجنينية".
كريستوف هاسيلباخ/ علي المخلافي
مراجعة: أحمد حسو