"حنين الراين" ـ رومانسية النهر وجمال الطبيعة في معرض فني
٨ يناير ٢٠٠٨افتتح في متحف وسط الراين في مدينة كوبلنز ومتحف رونتغن في نويفيد معرضاً مشتركاً تستمر فعالياته حتى الثالث من شباط/ فبراير القادم. وتقدم أعمال المعروض المقام تحت شعار "حنين الراين" في المتحفين مناظر لنهر الراين من مدينة كولونيا حتى مدينة بينغن، من خلال 160 عملاً يعرضان في المدينتين اللتين تعتبران موطن تطور رسم المناظر الريفية من مرحلة الرومانسية المبكرة حتى العصر الحديث.
وتنتمي جميع الأعمال المعروضة إلى مجموعة "الجبال السبع" الخاصة. وتركز الأعمال المعروضة في نويفيد على فترة الممتدة من أواخر القرن التاسع عشر حتى عام 1840، بينما تمثل الأعمال المعروضة في متحف وسط الراين على خط الفترة مما يسمى "رومانسية الراين" في القرن التاسع عشر حتى العصر الحديث.
"موطن النعيم والمسرة"
على الرغم من أن أعمال شعراء القرن التاسع عشر كهاينرش هاينه طبعت نهر الراين بالرومانسية، لكن بعض الرسامين سبقوهم في اكتشاف جمال هذا النهر بعقود طويلة من السنوات. وكان من أهم هؤلاء الرسامين كريستيان غيورغ شوتس، الذي عرف جمالية الطبيعة التي تحف مجرى النهر بالقلاع والقرى التي ما تزال تعبق برائحة القرون الوسطى. وتظهر أعماله التي تعود لنهايات القرن التاسع عشر نهر الراين الجاري كبحر يلفه السكون، وسط طبيعة جبلية مثالية. عن هذا يقول بيرند فيلشايد، مدير متحف رونتغن في نويفيد، إن من أهم هذه الأعمال صورة العنوان في المتحف، "وهي صورة رائعة تظهر الجبال السبع والصخور الكبيرة وجزيرة نوننفيرت وقوس رولاند الذي يعود لعام 1790".
ويضيف فيلشايد أن الأعمال الفنية توضح تغير أهمية نهر الراين عبر قرون عدة، فقد كان لوقت طويل أهم طرق النقل التجارية. وهذا ما تظهره لوحة للفنان الهولندي هينريك دي ليت، التي تصور طوفاً خشبياً محملاً بالبضائع. وفي بواكير القرن التاسع عشر بدأ الاهتمام بنهر الراين يأخذ بعداً سياحياً من خلال تدفق السواح لمشاهدة طبيعته الخلابة، وهذا ما تصوره كذلك الكثير من لوحات الرسامين الأجانب الأخرى، الذين اكتشفوا على ضفافه "موطن نعيمهم ومسرتهم".
رسامون ألمان
على الرغم من أن أروقة المعرض تضم لوحات بعض الرسامين الأجانب كالإنكليزيين كلاركسين ستانفيلد وويليام كالاو والسويسري كارل بودمر، فإن المعرض يركز على تقديم أعمالا لفنانين ألمان في المقام الأول.
فمدينة كوبلنز تعد مهد "مدرسة دوسيلدورف الفنية للرسم"، التي اشتهرت في القرن التاسع عشر من خلال ألوانها الدافئة والصارخة. ومع بدء القرن العشرين تحولت رمزية طبيعة نهر الراين إلى طبيعة خرافية بعض الشيء. ودليلاً على أن النهر لم يفقد جاذبيته تلك مع تقادم العصور يقدم المعرض عملاً للرسام الألماني يورغن شميتس. يقول فيلشايد أن يورغن رسم لوحته على قماش رقيق يتخلله الضوء لتصوير رومانسية الراين بكل معنى الكلمة".
إنغا ياغالا
إعداد: عماد م. غانم