من فينيسيا الشمال إلى قلعة مارتن لوثر

اثنان وثلاثون مكاناً ومدينة ألمانية تندرج تحت قائمة التراث الثقافي العالمي التي تصدرها منظمة اليونسكو. سنذكر على سبيل المثال بعض ألاماكن، حيث نبدأ من مدينة بريمن في الشمال. ففي المدينة يتمكن الزائر من التعرف على البناء التاريخي لدار البلدية وعلى تمثال رولاند اللذان انضما الى القائمة سنة 2004.

وينبغي على محبي زيارة الكنائس التوجه إلى هلدسهايم القريبة حيث الكنيسة الأسقفية العريقة. وتضم كنيسة القديس ميخائيل معالم معمارية تعود إلى العصر الرومانسي. ويزين سقفها الخشبي لوحة فنية تمثل ل شجرة عائلة المسيح. وقد دمرت الكنيستان في الحرب العالمية الثانية كليا، تم أُعيد بنائهما بين عامي 1950 و1960.

فينيسا الشمال

اما مدينة شترالزوند فقد حافظت على أعرق معالم وسط أوروبا. وتضم المدينة اهم متحف للعلوم البحرية على مستوى أوروبا. ومن شترالزوند ننتقل الى مدينة لوبيك التي بنيت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر. وهي تعتبر الان من اكثر المدن الالمانية التي حافظت على طابعها التاريخي. وقد لقبت بفينيسيا الشمال لان كانت قديماً تشبه جزيرة. ونتابع رحلتنا إلى جبال الهارتس، حيث منجم المعادن راملسبيرغ المسجل هو ومدينة غوسلار على قائمة التراث العالمي سنة 1988. و يرجع تاريخ المنجم والمدينة الى القرون الوسطى.

مدينة المناجم وضفاف الراين

ولجنوب المانيا نصيبه ايضا من الأماكن التي تتمتع بطابع تراثي وثقافي عالمي متميز مثل مدينة بامبرغ التي تضم اجمل الابنية القديمة من العصور الوسطى. ويبرز من بينها قصر الاسقف الذي حكم في مدينة فورتسبورغ. ويضم هذا القصر لوحات جصية صممها رسام ايطالي معروف في القرن السابع عشر يدعى جيوفاني تيابولو.

أما مدينة اسن التي اشتهرت بمعامل الفولاذ والمناجم قديما، فهي تعج هذه الأيام بالسياح القادمين من كل أنحاء المعمورة. ويمثل مبنى الاتحاد الجمركي فيها قطعة نادرة من التاريخ الصناعي الاوروبي. وفي مدينة كولونيا ينبهر الزائر بمشهد الكاتدرائية العملاقة احدى اشهر المباني الأوروبية على الإطلاق. فهذه المدينة تم تأسيسها قبل ألفي عام على يد الرومان الذين بنوا على ضفاف نهر الراين مستعمرتهم. وبفضل موقعها الاستراتيجي نمت تدريجيا في القرون الوسطى، وأصبحت مركزا تجاريا ازدهر مع مرور الزمن. ويشهد بناء الكاتدرائية الذي تم إنجازه في القرن التاسع عشر على عظمة الهندسة الغوتية وجمالها.

قلعة مارتن لوثر ووادي الالبه

ثمانية قرون انقضت قبل أن تصبح قلعة فارتبورغ في مدينة آيزيناخ شرق المانيا من التراث الثقافي العالمي. وقد أقام مارتن لوثر فيها خلال الفترة التي ترجم فيها الإنجيل الى اللغة الالمانية عام 1522. وعلى الحدود البولندية نتعرف على الحديقة الطبيعية الساحرة التي انشأها الامير بوكلر موسكو. وقد استغرقت فترة انشائها مدة طويلة، من سنة 1815 الى 1844. اما في مدينة دريسدن الحالمة في وادي نهر الالبه الخلاب فتمتزج هندسة المدينة التي تضم عدة متاحف فنية مشهورة ودار الأوبرا سيمبر وكنيسة النساء بالطبيعة الخلابة. وهو الأمر الذي يضفي على جمالها سحراً لا يُضاهى.

دويتشه فيليه /اعداد أمل فيشر