حمام تقليدي شرقي في قلب مدينة دوسلدورف الألمانية
٣ أغسطس ٢٠٠٩بمجرد أن تطأ قدماك بهو هذا الحمام، تلمس الطابع التقليدي للمبنى من الداخل وتشتم منه عبق الشرق. فبداية من غرفة الاستقبال تجد صالونا مغربيا وجدرانا مزخرفة بطريقة الزخرفة الشرقية. فقد أراد صاحب هذا الحمام الشرقي واسمه "أمل" أن يجمع بين الأصالة العربية والمعاصرة الأوروبية، كما يقول.
وعن الدافع حول بناء هذا الحمام في مدينة دوسلدورف يقول " اخترت هذه المنطقة لوجود عدد كبير من الجالية العربية"، وعندما فكرت في بناء مشروع هنا وجدت أن مشاريع مثل محلات بيع الخضر واللحوم متواجدة بكثرة، وأن حمام تقليدي بالمنطقة غير موجود، كما أنني أردت من خلال هذا المشروع التعريف بالحضارة والتراث العربي".
رحلة الاستحمام في هذا الحمام التقليدي يبدأها الزبون بالاغتسال قبل الولوج إلى غرفة بخارية تصل درجة حرارتها إلى 50 درجة مئوية. وبعد أن يأخذ القسط الكافي من البخار يجد ثلاثة برامج مختلفة أمامه يختار ما يريد منها حسب الوقت المتوفر له والمبلغ الذي يمكنه دفعه. فهناك برنامج الاستحمام والتدليك العادي أو بالزيت، ثم هناك إمكانية للتمدد على سرير بخاري.
زوار من جنسيات مختلفة
زوار هذا الحمام هم من جنسيات مختلفة فهناك زوار عرب وأتراك وكذلك الألمان. عبد الله الطنجي، إماراتي يزور ألمانيا للمرة الثانية، يقول إنه يكرر زيارته لهذا الحمام في كل مرة تواجد فيها بألمانيا، مشيرا إلى انه تفاجأ بوجود مثل هذا الحمام في مدينة أوربية مثل دوسلدورف.
من جهته يحكي توم ميرتس، وهو شاب ألماني، أنه يحب الحمام التقليدي كثيرا وأنه يأتي إلى هنا تقريبا مرة كل شهر. وعن الفرق بين الحمام العربي التقليدي والحمامات البخارية في ألمانيا يقول توم:" لا يمكننا مقارنة الحمام التقليدي بالحمام البخاري فهنا أحس بارتخاء وانتعاش أكثر، كما أن الحمامات البخارية الألمانية هي مملة بالنسبة لي".
فقضاء يوم في مثل هذه الحمامات حسب قول السيد" أمل" صاحب هذا الحمام لا يمنح فقط تنظيف للجسم وإنما يقدم أيضا راحة للنفس والروح خاصة في وقت كثرت فيه الضغوطات النفسية بسبب الشغل أو ظروف الحياة العصرية.
الكاتب: هشام الدريوش ـ دوسلدورف
مراجعة: عبده المخلافي