حلفاء تركيا يدعمون اتفاق إدلب وإسلاميون متشددون يدعون للقتال
٢٣ سبتمبر ٢٠١٨رفضت جماعة "حراس الدين" الإسلامية المتشددة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا اتفاق تركيا وروسيا القاضي بانسحاب جماعات المعارضة "المتشددة" من منطقة منزوعة السلاح وحثت مقاتلي المعارضة على شن عمليات عسكرية جديدة.
وجماعة "حراس الدين" ليست الجماعة المعارضة الإسلامية الرئيسية في إدلب لكن موقفها يشير إلى اعتراضات قد تعقد تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته روسيا وتركيا الأسبوع الماضي. أما هيئة "تحرير الشام" الفصيل الأقوى في شمال غرب سوريا فلم يعلن موقفه بعد من الاتفاق الذي يقضي بخروج المعارضة المسلحة من المنطقة منزوعة السلاح بحلول منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.
وبانتظار موقف رسمي شككت وكالة إباء الإخبارية، التابعة للهيئة وفي معرض تغطيتها للاتفاق، في نوايا تركيا واعتبرت أنها "تسعى لتحقيق مصالحها". كما كان القائد العام للهيئة أبو محمد الجولاني قد قال في تصريحات سابقة إن سلاح الفصائل "خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً".
و"تحرير الشام" تحالف من جماعات إسلامية كانت تهيمن عليها "جبهة النصرة" الجناح الرسمي لتنظيم "القاعدة في بلاد الشام" حتى عام 2016، غير أن الخلافات العقائدية بين الاثنين دفعت بـ "النصرة" إلى الانفصال عن القاعدة.
أما جماعة "حراس الدين" فقد تشكلت في وقت سابق هذا العام من مقاتلين انفصلوا عن "تحرير الشام" وجبهة "النصرة" بعدما قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة. وتضم مقاتلين أجانب. وقالت الجماعة في بيان تمّ تداوله على الانترنت إن الاتفاق تآمر "من قوى الشر والكفر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي".
جبهة التحرير "تدعم مساعي أنقرة"
في المقابل، أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم عددا من فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا، عن تعاونها "التام مع الحليف التركي في إنجاح مسعاه لتجنيب المدنيين ويلات الحرب". وأضافت الجبهة في بيان "إلا أننا سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين خصوصا مع صدور تصريحات من قبلهم تدل على أن هذا الاتفاق مؤقت". كما جاء في بيان الجبهة، إن "أصابعنا ستبقى على الزناد.. ولن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا".
والمنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا سيبلغ عمقها ما بين 15 و20 كيلومترا على امتداد خط الاتصال بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد والميليشيات الداعمة له. وستقوم القوات التركية والروسية بدوريات فيها.
وبعد أسابيع من التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، وإثر مفاوضات مكثفة، توصلت روسيا وتركيا قبل أسبوع إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة عازلة، على أن تسلم الفصائل المعارضة سلاحها الثقيل مع انسحاب المجموعات الجهادية وعلى رأسها هيئة "تحرير الشام"، وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه تركيا لطي صفحة الجهاديين في إدلب.
و.ب/ع.ج (رويترز، د ب أ، أ ف ب)