حقوقيون مغاربة يشكون من "العنصرية" ضد الأفارقة في المغرب
٤ يونيو ٢٠١٢دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر منظمة حقوقية غير حكومية في المغرب، رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، إلى حماية المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين من العنف الذي يتعرضون له.
وقالت الجمعية في رسالة موجهة أيضا إلى وزيري الداخلية والعدل والحريات ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إنها تدعو رئيس الحكومة ومن خلاله "الدولة المغربية بمختلف أجهزتها الرسمية لتحمل المسؤولية في التزاماتها الدولية المرتبطة بحقوق المهاجرين وضمان حقوقهم وكرامتهم الإنسانية وضمان سلامتهم البدنية".
وجاءت رسالة الجمعية بعدما "قامت السلطات في مدينة تاوريرت بمعية مجموعة من الأطفال والمنحرفين بشن هجوم على المخابئ التي يتخذها المهاجرون المنحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تم رجمهم بالحجارة، مما خلف إصابات في صفوفهم"، حسبما أفاد فرع الجمعية في المدينة.
ممارسات لا إنسانية
ونبهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى "خطورة هذا الوضع وهذه الممارسات العنصرية التي عاينتها عن كثب". وقالت إن "لدينا شهادات موثقة تثبت مدى فظاعة الممارسات غير الإنسانية التي ترتكبها كل السلطات بالمدينة".
وذكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنه "منذ الاثنين الماضي تعمل السلطات على محاصرة الأفارقة من جنوب الصحراء حيث تم رجمهم بالحجارة في واضحة النهار وتحت جنح الليل". وأكدت أن عملية الرجم والرمي بالحجارة "لا زالت مستمرة في حملة منظمة" وصفها الحقوقيون ب"العنصرية" وتستهدف المهاجرين. كما تم إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى محطة القطار في وجه هؤلاء الأفارقة ومطاردتهم بالحجارة والعصي والأسلحة البيضاء" حسب الجمعية. وتم اعتقال ما لا يقل عن عشرة مهاجرين كلهم من جنسية كاميرونية بعدما تمت محاصرتهم بالأحياء المجاورة لمحطة القطار.
اعتقال وإبعاد تعسفي
وأكد بلاغ الجمعية انه "قبل أن يتم ترحيلهم إلى الحدود المغربية الجزائرية تم تعنيفهم ماديا باللكم والضرب ورمزيا بالكلام الذي يحط من الكرامة الإنسانية والمشحون بالعنصرية والتمييز".
وأشارت الجمعية انه تم تحت إشراف السلطات هدم "كل المخابئ والعشش التي كان يقطنها المهاجرون والمبنية بالقش والبلاستيك وتم إضرام النار في كل أمتعة ووثائق هؤلاء اللاجئين".
ودعت الجمعية الأطراف التي وجهت لها الرسالة إلى "فتح تحقيق في الموضوع ووضع حد لهذه الممارسات العنصرية في حق الأفارقة المهاجرين من جنوب الصحراء".
وتقدر السلطات المغربية عدد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء ويعيشون على أراضيها بأكثر من عشرة آلاف مهاجر، في حين تقدرهم الجمعيات غير الحكومية المشتغلة في ميدان الهجرة بأكثر من عشرين ألفا يعيشون في أحياء هامشية بالمدن المغربية الكبرى.
ومؤخرا نشرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على صفحتها في الانترنت تقريرا مطولا عن الأوضاع المأساوية لمأوى للمهاجرين الأفارقة في مدينة وجدة وغابة سيدي امعافة بجنوب المغرب. ويرصد التقرير أعمال التنكيل التي يتعرض لها الأفارقة بما فيها السرقة وتدمير المأوى وحتى اغتصاب نسائهم.
(ع.ع./ ا ف ب، دي في)
مراجعة: يوسف بوفيجلين