حركة النهضة تختار علي العريض رئيسا للحكومة التونسية
٢٢ فبراير ٢٠١٣كشفت وكالة الأنباء الفرنسية أن حركة النهضة الإسلامية اختارت اليوم الجمعة (22 فبراير/ شباط 2013) وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة علي العريض لخلافة حمادي الجبالي في رئاسة الوزراء. ونقلت الوكالة عن معاذ الغنوشي، نجل زعيم النهضة راشد الغنوشي، قوله إن العريض "مرشح النهضة الرسمي لرئاسة الحكومة". وأوضح أن والده وعلي العريض سيتوجهان إلى مقر الرئاسة التونسية لتقديم ترشيحه.
وبالفعل وافق الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي على ترشيح حركة النهضة الإسلامية لوزير الداخلية الحالي علي العريض لمنصب رئيس الوزراء، وفق ما أعلنه الناطق باسمه الرئاسة عدنان منصر. وقال منصر "إن الرئيس تمنى للعريض النجاح وسيسلمه هذا المساء رسالة تكليفه رسميا". وكانت الحركة قد قالت في وقت سابق إنها اختارت مرشحها لرئاسة الحكومة الجديدة في تونس بعد مداولات مطولة لمجلس الشورى التابع لها، بيد أنها تحفظت عن ذكر اسم المرشح الذي تم اختياره بدعوى "احترامالبروتوكول". وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي: "من اللائق أن يطلع رئيس الجمهورية أولا على اسم المرشح ثم يتم الإعلان عنه للرأي العام".
وكانت وسائل الإعلام قد تداولت أربعة أسماء من بين قادة النهضة مرشحين لخلافة الجبالي،وهم: محمد بن سالم وزير الفلاحة وعلي العريض وزير الداخلية ونور الدين البحيري وزير العدل وعبد اللطيف المكي وزير الصحة.وتقدم حركة النهضةالإسلامية مرشحها لرئيس الجمهورية باعتبارها الأكثر تمثيلا داخل المجلس الوطني التأسيسي كما ينص على ذلك الفصل 15 من القانون المؤقت للسلط العمومية، إذ تملك الحركة 88 مقعدا من بين 217 بالمجلس الوطني التأسيسي.
مهمات صعبة تنتظر علي العريض
ومن المقرر أن يبدأ العريض فور الإعلان عن اسمه رسميا وتكليفه من قبل المرزوقي بإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة. ويخشى محللون من أن يغيب التوافق السياسي عن المشاوارت الجديدة ما يزيد من أمد الأزمة في تونس، في ظل الخلاف حول الوزارات السيادية التي تتمسك الأحزاب المعارضة بتحييد مطلق لها وخصوصا وزارة الداخلية.وقال أحمد قعلول عضو مجلس الشورى، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن "الحركة مستعدة للتفاوض حول جميع الوزارات بما في ذلك وزارات السيادة اعتبارا للمصلحة الوطنية"، مشيرا في نفس الوقت إلى احتفاظ الحزب بحقه في رئاسة تلك الوزارات.
وكان مجلس شورى حركة النهضة قد عقد اجتماعا مساء الخميس لاختيار خلف لرئيس الوزراء المستقيل حمادي الجبالي الذي أعلن اعتذاره عن قبول ترشيح النهضة له. الجبالي لم يكتف بالاعتذار عن قبول تولي رئاسة الوزراء مجددا بل توجه بكلمة اعتذار للشعب التونسي أيضا، محملا "كل الأطراف" فشل مبادرته تشكيل حكومة تكنوقراط لحل الأزمة السياسية.
وقال الجبالي في كلمته إنه لا يتوقع فرص نجاح لحكومة خارج مقترح حكومة الكفاءات الوطنية.وأضاف قائلا: "رأيت من الصعب أن أقبل مهمة لا أرى فيها فرص للنجاح كما عرضت، وأنا آسف لأني أعرف أن شعبنا وبلدنا ينتظران حلا". وتابع: "لم يكن رفضا عن تعنت ولكن تأكيدا على البحث عن حل آخر. وأنا أرى أن الحل في حكومة كفاءات شريطة أن تحظى بدعم سياسي".
أ.ح/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب)