"حرب شوارع" في حلب وواشنطن تتهم حزب الله بدعم الأسد
١٠ أغسطس ٢٠١٢اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الجمعة (10 آب / أغسطس) حزب الله اللبناني بأداء "دور مركزي" في أعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد في سوريا وقررت إضافته إلى قائمة المنظمات الخاضعة للعقوبات بسبب ارتباطها بالنظام السوري. وجاء في بيان صادر عن هذه الوزارة أن الولايات المتحدة تريد "إلقاء الضوء على نشاطات حزب الله في سوريا ودوره المركزي في أعمال العنف المتواصلة التي يقوم بها نظام الأسد بحق الشعب السوري".
واتهم بيان وزارة الخزانة الأمريكية حزب الله ب"تقديم التدريب والمشورة والدعم اللوجستي لمساعدة الحكومة السورية في قمعها للمعارضة الذي يزداد ضراوة يوما بعد يوم". وتجمد أحدث الإجراءات من جانب وزارة الخزانة الأمريكية أي أصول ربما يمتلكها حزب الله تحت الولاية القضائية الأمريكية وتحظر على الأمريكيين والشركات الأمريكية التعامل معه.
وتصنف واشنطن حزب الله "منظمة إرهابية" وفرضت عليه عقوبات سابقا، إلا أن هذه الإجراءات الأخيرة تربط بشكل مباشر بين الحزب والعنف في سوريا.
تشديد العقوبات على النظام السوري
من جهته أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أن واشنطن تعتزم في الأيام المقبلة إعلان عقوبات جديدة على النظام السوري والجهات الداعمة له. وقال المسؤول على هامش زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لغانا "من ابرز أشكال الضغط العقوبات الاقتصادية التي ستعزز في الأيام المقبلة مع عقوبات إضافية تفرض على مؤسسات سورية وكل الجهات الداعمة لأعمال النظام السوري في قمع شعبه".
وقد فرضت واشنطن الجمعة عقوبات على شركة تسويق النفط السورية (سيترول) الحكومية بسبب تعاملاتها مع إيران، وذلك في إطار المساعي الأمريكية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل في بيان إن "هذا النوع من التجارة يسمح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي وفي الوقت ذاته بتزويد الحكومة السورية الموارد لقمع شعبها".
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عشرات الأشخاص والكيانات التي تعتبرها مرتبطة أو تدعم النظام في سوريا. وكانت آخر دفعة في الثامن عشر من تموز/يوليو عندما أعلنت وزارة الخزانة عن فرض عقوبات على 29 من عناصر النظام من بينهم وزراء المالية والاقتصاد والعدل والإعلام والزراعة والإسكان والصحة والتعليم والبيئة والثقافة والنفط.
تزايد أعداد اللاجئين السوريين إلى دول الجوار
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال لاسيما في حلب ليصل إجمالي حجم اللاجئين المسجلين في أربع دول مجاورة منذ بدء الصراع إلى 150 ألفا تقريبا. وأضافت المنظمة الدولية أن الإجمالي يضم 50227 لاجئا في تركيا حيث وصل أكثر من ستة آلاف لاجئ هذا الأسبوع وحده.
وقال ادريان ادواردز، المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين، في بيان صحفي "طرأت في الأسبوع المنصرم زيادة حادة في أعداد القادمين إلى تركيا وهناك كثيرون يأتون من حلب والقرى المجاورة." وأضاف "والآن إذا نظرت إلى المناطق الأخرى فأعتقد أن الوضع ينطوي على زيادة مطردة ومستمرة لكن حيث يقع القتال نرى التداعيات."
حرب شوارع في حلب
ميدانيا تواصلت المعارك بشكل عنيف في شوارع مدينة حلب. ووصف قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر النقيب حسام ابو محمد في اتصال مع وكالة فرانس برس من صلاح الدين ما يدور في هذا الحي في مدينة حلب بأنه "حرب شوارع حقيقية"، مشيرا إلى أن الحي "يشهد معارك حقيقية وعن مسافات قريبة". وقال "إن نصف أجزاء حي صلاح الدين تقريبا وتحديدا شارع الشرعية تشهد عمليات كر وفر بيننا (الجيش الحر) والجيش النظامي".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد السوريين الذين قتلوا على يد القوات النظامية الجمعة من المدنيين بلغ أربعين شخصا في أنحاء متفرقة من سورية، وفق بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه. فيما قال ناشط لنفس الوكالة إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا إثر سقوط قذيفة مدفعية على مخبر في مدينة حلب في وقت كان عدد من المواطنين يتجمعون للحصول علي حاجتهم من الخبز استعدادا لوجبة الإفطار عند المغرب.
من ناحيتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا القوات النظامية السورية صدت هجوما "لمجموعة من الإرهابيين المرتزقة حاولوا الهجوم على مطار حلب الدولي"، مشيرة إلى أن القوات النظامية "قتلت معظم" المهاجمين. وأكد قائد ميداني في الجيش السوري الحر في حلب لوكالة فرانس برس وقوع الهجوم من قبل مجموعات من الجيش الحر، لافتا إلى أن ليس لديه معلومات أسفر عنه الهجوم.
(ش.ع/ أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي