حاملو جائزة نوبل يلتقون العلماء الشباب في لينداو الألمانية
٥ يوليو ٢٠١٣على المثلث الحدودي الذي يجمع بين ألمانيا وسويسرا والنمسا مباشرة، تقع مدينة "لينداو" الصغيرة المطلة على بحيرة كونستانس، والمجاورة لجزيرة الزهور الشهيرة "مايناو" والجبال المغطاة بالثلوج. وتتميز هذه المدينة بتوافد أعداد هائلة من السياح، وبزيارة جمهور خاص جدا سنويا.
ففي مطلع شهر تموز/يوليو، أجمل فصول السنة، يستعد باحثون من كل أنحاء العالم لزيارة هذه المدينة. إذ يحضر العلماء الشباب وعباقرة الغد للقاء نجومهم المفضلين، ليس في الغناء والتمثيل، بل أولئك الحائزين على جائزة نوبل. إذ سيحضر لقاء هذا العام 35 منهم، أمثال ماريو مولينا وهارتموت ميشيل وهارالد تسوهاوزن.
حوار الأجيال
ويرجع تاريخ اللقاء التقليدي إلى عام 1951، إذ كان يهدف إلى إخراج البحث العلمي الألماني من العزلة بعد الحرب العالمية الثانية. وتميز اللقاء الأول بحضور سبعة علماء من حاملين هذه الجائزة من الدانمارك وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والمناطق المجاورة.
أما عدد العلماء الشباب الذين يحضرون هذا اللقاء إلى جانب حاملي هذا الجائزة، فيزيد عن 600 شاب من جنسيات مختلفة. ويتقدم آلاف الشباب سنويا بطلب لحضور هذا اللقاء، ما يصعب عملية اختيارهم، حسبما تروي الأستاذة أوليفا ميركل (32 عاما) والتي أتيحت لها فرصة حضور اللقاء العام الماضي وتقول: "هو لقاء مميز بالفعل".
الاستماع إلى الخطب المطولة في مديح حاملي جائزة نوبل والتعريف بأعمالهم، ليس السبب الأساسي الذي يدفع العلماء الشباب لحضور هذا اللقاء، فالاستفادة من القدرات العلمية في لينداو هي ما تجذب الشباب لخوض هذه التجربة، حسبما يرى الكيمائي المتقاعد فالتر كول، (80 عاما) والذي يقول إنها "تجربة فريدة من نوعها، وهو ما يجعلني أتفهم هؤلاء الشباب".
"الكيمياء الخضراء"
ففي عام 1964 أتيحت لفالتر المشاركة في هذا اللقاء الذي يصعب نسيانه، فقبل تقديمه لأطروحة الدكتوراه، تلقى دعوة من قبل أمناء جائزة نوبل، لتكون دعوته بمثابة شرف عظيم له. وعلى الرغم من أن فرصة المشاركة في هذا اللقاء تتاح لكل شاب مرة واحدة، إلا أن فالتر تمكن من حضوره كعالم شاب وكحامل جائزة نوبل أيضا.
ويؤكد فالتر أن الاجتماعات التي تنظم في إطار هذا اللقاء هي أكثر ما يميزها، ويضيف "في لينداو" تتاح للشباب إمكانية التحاور مع حاملي جائزة نوبل أثناء تناول الطعام أو الحفلات الطلابية مساءا".
أما المحور الرئيسي لهذا اللقاء فيتغير سنويا، إذ يسعى أحيانا إلى جمع أفضل الأطباء، وأحيانا يكون بين أفضل الفيزيائيين أو الباحثين. ويجمع لقاء هذا العام بين الباحثين الكيميائيين، إذ يركز على البيئة تحت شعار "الكيمياء الخضراء" بغية توفير الطاقة والتفكير في مستقبل الأجيال القادمة، حيث يقوم العلماء الشباب بطرح أفكار جديدة ومناقشتها مع حاملي جائزة نوبل مستفيدين من خبراتهم وتجاربهم، في ظل أجواء لا تخلو من الترفيه والاستمتاع بتناول المشويات البافارية المميزة وشرب البيرة .