جولة في صفحات تاريخ تقسيم ألمانيا وإعادة توحيدها
٢١ يناير ٢٠٠٩
8 أيار/ مايو 1945: نهاية الحرب العالمية الثانية
وقع المارشال فيلهيلم كايتل في برلين- كارلسهورست على استسلام ألمانيا غير المشروط، بعد أن مات هتلر منتحراً، وبهذا انتهت الحرب العالمية الثانية في أوروبا بعد النصر على النازية بصورة نهائية. لكن الحرب الباردة سرعان ما بدأت بعد ذلك بوقت قصير لتستمر على مدى أربعة عقود من الزمن.
17 تموز/ يوليو حتى 2 آب/ أغسطس 1945: تقرير مصير ألمانيا
اجتمع أقطاب الحلفاء الذي قاتلوا هتلر، للمرة الأولى في مدينة بوتسدام على مستوى "الثلاثة الكبار": مثّل ستالين الاتحاد السوفيتي، ومثل تشرشل بريطانيا، بينما مثّل ترومان الولايات المتحدة الأمريكية. اتفق الثلاثة على أن يشكل نهر الأودر- نايسه خط الحدود بين ألمانيا وبولندا. وبذلك اعترفوا بطرد المواطنين الألمان من المناطق التي تقع شرق ألمانيا. لكن في هذه الفترة كذلك ظهرت بوادر الاختلاف بين حلفاء الأمس حول مسألة تفكيك المنشآت الصناعية من أجل تسوية أضرار الحرب.
22 نيسان/ أبريل 1946: اندماج الأحزاب اليسارية قسراً لتأسيس حزب الوحدة الاشتراكي الألماني SED
تم في برلين توحيد الحزب الشيوعي ونظيره الاشتراكي الديمقراطي ليتأسس بذلك حزب الوحدة الاشتراكي الألماني SED رغم معارضة الاشتراكيين الديمقراطيين. وإزاء الضغوطات التي مارستها قوات الاحتلال السوفيتية، تنازل رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الديمقراطي أوتو غروتيفول عن منصبه ومد يده لمصافحة الشيوعي فيلهيلم بيك، وقد تم تخليد المصافحة في شعار الحزب الجديد.
20 حزيران/ يونيو 1948: بوادر الرفاهية تظهر في غرب ألمانيا
شكل الإصلاح النقدي الذي جاء بمنافع كبيرة على المواطنين في المناطق الغربية أول المؤشرات الإيجابية منذ نهاية الحرب، فقد امتلأت المتاجر بين ليلة وضحاها بالبضائع. وأصبح بإمكان المرء أن يشتري كل شيء إذا كان بحوزته المال اللازم لذلك. بداية حصل كل شخص على أربعين ماركاً ألمانياً فقط. وبعد ثلاثة أيام على ذلك جرى الإصلاح النقدي في الشطر الشرقي، حيث حصل كل فرد هناك على 70 ماركاً شرقياً، لكن المتاجر كان لديها القليل من السلع.
24 حزيران/ يونيو 1948: السوفييت يحاصرون برلين الغربية
على حين غرة من الدول الغربية أُغلقت كل الطرق والممرات المائية المؤدية إلى الشطر الغربي من مدينة برلين، التي كانت تقع وسط منطقة الاحتلال السوفيتية، وهو الأمر الذي أدى إلى قطع الإمدادات عن سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. لكن القوى الغربية العظمى قررت عدم التخلي عن المدينة إذ بدأت بنقل المواد الغذائية إلى السكان من خلال 278 ألف رحلة جوية بطائرات سُميّت "قاصفات الزبيب". وعلى الرغم من تهديد الجوع الذي أصاب السكان، فإن برلين تجاوزت المحنة وبقت على قيد الحياة. ولم يرفع السوفييت حصارهم حتى أيار/ مايو 1949.
24 أيار/ مايو 1949: القانون الأساسي يؤسس لجمهورية ألمانيا الاتحادية
تم الإعلان في مدينة بون عن القانون الأساسي كدستور مؤقت- ليؤسس بذلك إقامة جمهورية ألمانيا الاتحادية. وعلى ضوء أخذ العبر من أخطاء جمهورية فايمار تم تحديد الحقوق الأساسية ودور الولايات والمستشار، وبموجب ذلك تم الاتفاق على منع الإطاحة بأية حكومة إلا من خلال انتخاب أخرى جديدة. ومع مرور الأعوام أثبت هذا الحل المؤقت نجاحه ليبقى من دون أية تغييرات تقريباً حتى بعد توحيد شطري ألمانيا.
15 أيلول/ سبتمبر 1949: كونارد آديناور أول مستشار لألمانيا
انتخب البرلمان الألماني/ بوندستاغ كونراد آديناور بأغلبية صوت واحد كأول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وكان آديناور البالغ من العمر 73 عاماً عمدة لمدينة كولونيا قبل أن يُسجن في المعتقلات النازية. كما شارك في تأسيس الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ. ولعب دورا حيويا في نجاحات جمهورية ألمانيا الاتحادية على أصعدة التحالف مع الغرب واقتصاد السوق الاجتماعي ومعاداة السامية واختيار مدينة بون عاصمة للجمهورية الجديدة. وقد أُعيد انتخابه ثلاث فترات في أعوام 1953 و1957 و1961.
7 تشرين الأول/ أكتوبر 1949: دولة ألمانية ثانية
تحول "مجلس الشعب الألماني" في منطقة الاحتلال السوفيتية إلى "مجلس الشعب"، ودخل الدستور الذي تم إعداده سلفاً حيز التنفيذ، نص الدستور هناك على تأميم الملكية الخاصة وأسس لمبدأ الحكم من خلال جبهة تمثل كل الأحزاب التي توجب عليها المشاركة في الحكومة بشكل إجباري. وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر أُنتخب فيلهلم بيك أول رئيس للجمهورية، وكُلف أوتو غروتهفول بتشكيل أول حكومة. وبذلك تم تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية كثاني دولة على الأراضي الألمانية.
27 أيار/ مايو 1952: جمهورية ألمانيا الديمقراطية تغلق حدودها
توجه عشرات الآلاف من الأشخاص إلى المناطق الغربية منذ عام 1945. لكن الحدود الفاصلة أُغلقت في هذا اليوم من قبل جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وتم إجبار المواطنين "غير الموثوق بهم" الساكنين في المنطقة الفاصلة بين الألمانيتين بعرض خمسة كيلومترات على هجر منازلهم والسكن في مناطق أخرى في إطار "عملية التخلص من المغرضين". أما الانتقال بين شطري برلين فقد بقي متاحا يومها.
10 أيلول/ سبتمبر 1952: محاولة تسوية عن طريق دفع تعويضات
وقع المستشار الألماني آديناور ووزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت على اتفاقية لوكسمبورغ، التي نصت على دفع تعويضات بقيمة 3.5 مليار مارك ألماني لدولة إسرائيل الفتية في محاولة للتعويض عن بعض ما ارتكبه النازيون بحق اليهود. وعلى الرغم من حاجة الدولة العبرية لهذه الأموال، فقد حدثت معارك في الشوارع لرفض قبول الحكومة الإسرائيلية بـ"الدية". أما في ألمانيا فلم يتم التصديق على الاتفاقية إلا بأغلبية ضئيلة، إذ امتنع العديد من النواب المحافظين عن التصويت.
5 أيار/ مارس 1953: موت القيصر الأحمر
مات الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين إثر جلطة دماغية. وبموته انتهت حقبة تقديس الفرد كبطل اسطوري يسيطر على العالم الشيوعي، بعد موت ستالين بدأت الآمال بنهاية الملاحقات ضد الخارجين عن النهج الشيوعي تدب في الكتلة الشرقية. ففي عام 1956 اندلعت انتفاضتان أولهما في بولندا والأخرى في هنغاريا. لكن تم القضاء عليهما بوحشية. لم يسمح خروشوف، خليفة ستالين،لأي من الدول الشرقية التابعة بالخروج من تحت المظلة السوفيتية.
17 حزيران/ يونيو 1953: انتفاضة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية
سحقت الدبابات في الشطر الشرقي من برلين المظاهرة، تظاهر نصف مليون إلى مليون شخص للأحتجاج على سياسة نظام أولبرشت بعد تشديد شروط العمل في أكثر من 400 منطقة. قامت الشرطة الألمانية والقوات السوفيتية بسحق المظاهرة. وأعلنت جمهورية ألمانية الاتحادية عن وقوع 29 قتيلاً، بينما أفادت مصادر غربية عن مصرع 500 شخصاً. تم حتى يومنا هذا التثبّت من مصرع 55 شخصاً.
4 تموز/ يوليو 1954: معجزة برن
ألمانيا تتوج بطلة للعالم في كرة القدم! المدرب زيب هيربيرغر والهدافين فريتس فالتر وهورست آيكل يقودان المنتخب الألماني للفوز على نظيره الهنغاري بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة حماسية اختتمت بطولة العالم لكرة القدم عام 1954. عمت الاحتفالات كلتا الدولتين الألمانيتين. أنتزع الفوز الشعب الألماني في شرق ألمانيا وغربها من كآبته التي لازمته بعد السنوات التي تلت الحرب.
23 تشرين الأول/ أكتوبر 1954: حلف الناتو يقبل عضوية جمهورية ألمانيا الاتحادية
تم في باريس التوقيع على الاتفاقات المتعلقة بضم ألمانيا وإيطاليا إلى الحلف الدفاعي الغربي/ حلف الناتو، توج هذا التوقيع مساعي ألمانيا الرامية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. أعاد الدخول إلى حلف الناتو لألمانيا جزءاً آخر من سيادتها، بعد أن ألغى ما يسمى باتفاق ألمانيا وجود مناطق الاحتلال قبل عامين من العضوية في الناتو.
14 أيار/ مايو 1955: حلف وارسو
بعد أن قُبلت جمهورية ألمانية الاتحادية عضواً في حلف الناتو، جاء الرد السوفيتي بتأسيس حلفه العسكري الخاص، الذي ضم ثمانية دول ومن بينها جمهورية ألمانيا الديمقراطية. والآن دخل الحلفان العسكريان المدججان بالسلاح في حرب باردة فيما بينهما. أما الستار الحديدي الفاصل بينهما فقد تم تثبيته وسط ألمانيا على الحدود بين الألمانيتين.
9 إلى 13 أيلول/ سبتمبر 1955: نجاح آديناور
زار المستشار الألماني آديناور موسكو بدعوة من الحكومة السوفيتية. بعد خمسة أيام من مباحثات دراماتيكية مع الرئيس السوفيتي خروشوف ونائب رئيس مجلس الوزراء ميكويان توصل آديناور إلى أتفاق ينص على أطلاق سراح آخر الأسرى الألمان لدى السوفيت، مقابل إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين. واعتبرت الزيارة أحد أبرز نجاحات آديناور خلال توليه منصب مستشار ألمانيا لمدة 14 عاماً.
25 آذار/ مارس 1957: أوروبا جديدة
>>
وقعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولكسمبورغ على اتفاقات روما، التي ما زالت تعتبر بمثابة "بيان ولادة" الاتحاد الأوروبي وبداية أولى النجاحات على طريق توحيد أوروبا.
15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1959: الحزب الاشتراكي الديمقراطي يتخلى عن ماركس
في برنامجه المسمى برنامج غودسبيرغ أيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي انضمام ألمانيا لحلف شمال الأطلسي "حلف الناتو". كما أيد اتباعها لنهج اقتصاد السوق الاجتماعي. وفي نفس الوقت تخلى الاشتراكيون الديمقراطيون عن المبادئ الماركسية المتعلقة بالصراع الطبقي وتأميم وسائل الإنتاج واعتماد الاقتصاد الموجه. وتم بذلك تحول الحزب من حزب عمالي اشتراكي إلى حزب جماهيري يسعى لتولي مسؤوليات حكومية.
13 آب/ أغسطس 1961: بناء الجدار
باتت الحدود المفتوحة مع برلين الغربية بالنسبة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية بمثابة عقب آخيل. ففي شهر تموز/ يوليو وحده هرب أكثر من 30.000 من مواطنيها إلى الغرب. وازداد العدد في شهر آب/ أغسطس إلى 40.000. وفي ليلة 12 إلى 13 شهر آب/ أغسطس 1963 تم قطع كل الطرق التي كانت مفتوحة بين شطري مدينة برلين. وخلال النهار بدأت فررررق البناء بإقامة الحواجز بين شطري المدينة. وبذلك تكون جمهورية ألمانيا الديمقراطية قد سيطرت على منافذ حركة سكانها.
22 آب/ أغسطس 1961: سقوط أول ضحايا الجدار
كانت أيدا سيكمان أول ضحية من ضحايا الجدار، الذي قسم برلين إلى شطرين. بعد تسعة أيام على إقامته رمت السيدة البالغة من العمر 59 عاماً بنفسها من الطابق الثالث على رصيف شارع بيرناور الذي كان يقع ضمن أراضي غرب برلين، ولم تحل وسائد االريش التي ألقتها قبل ذلك على الرصيف دون ارتطامها المميت بالأرض. وقد أقيم على مكان ارتطامها نصب تذكاري ما يزال حتى اليوم.
27 تشرين الأول/ أكتوبر 1961: استعراض القوة في برلين
بعد أن مُنع الضباط الأمريكان من دخول شرق برلين، تجاوزت الدبابات الأمريكية احتجاجاً معبر "نقطة تفتيش تشارلي"، لكن الدبابات السوفيتية كانت مرابطة على بعد خمسين متراً منها فقط. بعد 16 ساعة من الحادثة انسحب الطرفان. وقد علق وزير الدفاع الأمريكي فيما بالقول: "كان حظنا كبيراً في تجنب الوقوع في أتون حرب نووية".
26 حزيران/ يونيو 1963: الرئيس كيندي يزور برلين
لم تثر أية زيارة رسمية حماس سكان مدينة برلين المقسمة مثل زيارة الرئيس الأمريكي جون أف. كيندي، الذي ألقى خطابا تحوّل إلى اسطورة أمام مئات الآلاف، اعتبر كيندي المدينة المسوّرة في خطابه رمزا للحرية في الغرب. "كل الأحرار، حيثما كانوا، هم مواطنون برلينيون. وبوصفي مواطناً حراً، أقول بفخر: أنا برليني!"
21 آب/ أغسطس 1968: نهاية ربيع براغ
دخلت قوات خمس دول من حلف وارسو إلى جمهورية تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية، وتم قمع ربيع براغ، الذي أنتهي معه حلم إيجاد "اشتراكية تركز على الجوانب الإنسانية"، كما وعد رئيس الحزب الشيوعي التشيكي ألكسندر دوبتشك في برنامجه الإصلاحي. وقد رحبت جمهورية ألمانيا الديمقراطية بالعمل العسكري.
21 تشرين الأول/ أكتوبر 1969: انتخاب فيلي براندت مستشاراً لألمانيا
حصل الاشتراكيون الديمقراطيون والليبراليون في الانتخابات البرلمانية على الأغلبية باثني عشر صوتاً، ما مكن من إجراء تغيير جذري في الحكومة بعد عشرين عاماً من حكم الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ. أصبح فيلي براندت أول اشتراكي ديمقراطي يصل إلى منصب المستشار. وعد براندت بإيجاد حيز اكبر للديمقراطية يتمثل في تحديث السياسات الاجتماعية والتعليمية والقانونية. أما على صعيد السياسة الخارجية فقد حاول من خلال مشروعه "سياسة جديدة تجاه شرق أوروبا" ردم الهوة القائمة مع المعسكر الشرقي.
19 آذار/ مارس 1970: يوم مدينة ايرفورت
المستشار الألماني يسافر للمرة الأولى على الإطلاق للمشاركة في قمة ألمانية-ألمانية عُقدت في مدينة أيرفورت بجمهورية ألمانيا الديمقراطية. آلاف الأشخاص يهتفون فرحاً بزيارة فيلي براندت: "فيلي فيلي". ولفترة قصيرة فقدت سلطات البلد الشيوعي سيطرتها على الشعب. شكلت المباحثات مع رئيس وزراء جمهورية ألمانيا الديمقراطية فيلي شتوف بادرة رمزية على تقارب ألماني-ألماني في إطار "سياسة جديدة تجاه شرق أوروبا".
7 كانون الأول/ ديسمبر 1970: الركوع في وارسو
المستشار الألماني براندت يركع بصورة مفاجئة أمام النصب التذكاري في الحي اليهودي بوارسو ويمكث صامتاً لبضعة ثوان. وفي اليوم ذاته وقع براندت على اتفاقات وارسو التي تخلت بموجبها ألمانيا لبولندا عن بعض الأراضي المتنازع عليها. أثار ركوع براندت وتوقيعه على الاتفاق ردود فعل متباينة وواسعة على الصعيد الداخلي. أما على الصعيد الدولي فقد ساعدت على الاعتراف بألمانيا. ولقاء سياسته الجديدة تجاه شرق أوروبا حصل براندت على جائزة نوبل للسلام في عام 1971.
3 أيار/ مايو 1971: هونيكر يصبح رئيساً للدولة والحزب
بعد أن أجبرت موسكو فالتر أولبريشت على التنحي عين حزب الوحدة الاشتراكي الألماني أيريش هونيكر خلفاً له، كان لهذا القرار تأثيرا عميقا في تاريخ جمهورية ألمانيا الديمقراطية. تمكّن هونيكر من إحراز نجاحات سياسية على صعيد السياسة الخارجية، غير أنه لم يقم بالكثير من الإصلاحات الداخلية. وهكذا فقد بقي النظام السياسي متحجراً، كما في عهد سلفه.
21 كانون الأول/ ديسمبر 1972: دولتان ألمانيتان
بعد محادثات مارثونية استمرت أكثر من ألف ساعة وقع وزيرا الدولة أيغون بار وميشائيل كول في شرق برلين على اتفاق مبدئي لإقامة علاقات ألمانية-ألمانية. نص الاتفاق على حسن الجوار، وتنظيم سفر رعايا الدولتين والانضمام إلى الأمم المتحدة في الوقت ذاته. بذلك حصلت جمهورية ألمانية الديمقراطية على الاعتراف بها دولياً، وبدا وجود دولتين على الأرض الألمانية أمراً مفروغاً منه.
25 نيسان/ أبريل 1974: فضيحة جوليوم
سلطات ألمانية الاتحادية تقبض على مستشار براندت الشخصي، غونتر جوليوم وزوجته كريستل ليلاً، بعد اكتشاف تجسسهما لحساب جمهورية ألمانيا الديمقراطية. أصابت الحادثة ألمانيا الاتحادية بصدمة كبيرة. أما فيلي براندت فأعلن تحمله المسؤولية وقدم استقالته، وقد خلفه هيلموت شميدت في منصبه.
22 حزيران/ يونيو 1974: ألمانيا الشرقية تفوز على ألمانيا الغربية بهدف مقابل لاشيء
فضيحة منتخب جمهورية ألمانيا الاتحادية بقيادة بيكنباور ومولر، بعد أن خسر أمام منتخب ألمانيا الديمقراطية في المباراة الوحيدة بينهما، والتي أقيمت في إطار نهائيات كأس العالم في جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1974. وعلى الرغم من فوز منتخب ألمانيا الشرقية بهدف سجله يورغن شبارفاسار، إلا أن منتخب ألمانيا الاتحادية تمكن من التربع على عرش البطولة بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب الهولندي بهدفين مقابل هدف.
16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1976: نفي فولف بيرمان
شكل إسقاط الجنسية عن كاتب الأغاني فولف بيرمان نهاية لسياسة الانفتاح الغضة. وجد حزب الوحدة الاشتراكي الألماني الحاكم في ألمانيا الشرقية في حفل أقامه بيرمان في جمهورية ألمانيا الاتحادية حجة لاتهامه بـ"انتهاك واجبات المواطنة". كان إسقاط الجنسية عن بيرمان حدثاً كبيراً على المشهد الفني والثقافي في الجمهورية الشيوعية، الأمر دفع الكثيرين إلى الابتعاد عن النظام.
16 تشرين الأول/ أكتوبر 1978: كارول فويتيالا يصبح البابا يوحنا بولس الثاني
اختير البولندي كارول فويتيالا بابا على رأس الكنيسة الكاثوليكية، ليكون أول بابا غير إيطالي منذ القرن الخامس عشر، وأول سلافي يصل إلى هذه المرتبة. قُدر دوره في انهيار الكتلة الشيوعية بشكل عال. وتحولت زياراته الثلاث إلى بولندا المؤمنة بقوة بالكاثوليكية في كل مرة إلى مظاهرة لمعارضي النظام الشيوعي.
10 تشرين الأول/ أكتوبر 1981: 300 ألف شخص يتظاهرون في بون ضد الأسلحة النووية
سئم المواطنون الألمان من الحرب الباردة. تظاهر ملايين الأشخاص في النصف الأول من عقد الثمانيات من القرن الماضي في أوروبا بعد إصدار حلف الناتو "قراره المزدوج" القاضي بنشر مزيد من الأسلحة النووية. شهدت مدينة بون الألمانية واحدة من أكبر التظاهرات. أما في جمهورية ألمانيا الديمقراطية فقد انبثقت حركة سلمية تحت شعار: "لنحوِّل السيوف إلى محاريث".
11 آذار/ مارس 1985: وصول غورباتشوف إلى سدة الحكم
بعد موت كونستانتين تشيرنينكو أُنتخب ميخائيل غورباتشوف (54 سنة) أميناً عاماً للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي. وسرعان ما أصبح محط آمال العالم الغربي. ومن خلال سياسته "جلاسنوست و بيريسترويكا" أي الشفافية وإعادة الهيكلة تمكن من إنهاء الحرب الباردة. في عام 1990 حصل على جائزة نوبل للسلام.
12 حزيران/ يونيو 1987: خطاب الرئيس الأمريكي ريغان في برلين
قام الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بزيارة برلين لإلقاء خطاب هام كسلفه كيندي. وأمام جدار برلين عند بوابة براندنبورغ قال ريغان: "أحضر إلى هذه البوابة يا سيد غورباتشوف وافتحها. سيد غورباتشوف، أهدم هذا الجدار!". وعلى الرغم من عدم قدوم غورباتشوف، لكن الجدار أصبح بعد فترة وجيزة من ذلك في حكم الماضي.
8 آذار/ مارس 1989: آخر الضحايا
سقط فينفريد فرويدنبيرغ البالغ من العمر 32 عاماً ضحية محاولته الهرب عبر جدار برلين بواسطة منطاد. فرويدنبيرغ هو آخر ضحايا الجدار. قبل شهر من مصرعه أطلق حراس الحدود في جمهورية ألمانية الديمقراطية النار على كريس غويروي أثناء محاولته الهرب من منطقة برلين تريبتوف وأردوه قتيلاً. وعلى الرغم من الاختلاف في تقدير أعداد ضحايا جدار برلين، فإن عددهم على الأرجح وصل إلى 1000 شخص، قتلوا أثناء محاولتهم عبور الحدود الألمانية-الألمانية.
2 أيار/ مايو 1989: انهيار الستار الحديدي
اعتبارا من هذا اليوم تم البدء بإزالة الأسلاك الشائكة التي تفصل الحدود النمساويةـ الهنغارية. وفي يونيو/ حزيران شارك وزير الخارجية النمساوي أليوس موك ونظيره الهنغاري غيولا في ذلك بشكل رمزي. هرب آلاف المواطنين من جمهورية ألمانيا الديمقراطية عبر الحدود المفتوحة، الأمر الذي زاد من الضغوطات على الأنظمة الشيوعية المتهاوية في شرق أوروبا.
7 أيار/ مارس 1989: مهزلة الانتخابات البلدية
حاول المعارضون لنظام جمهورية ألمانيا الديمقراطية طوال عقد الثمانينيات من القرن العشرين فضح التزوير الممنهج في الانتخابات. قبيل الانتخابات البلدية في عام 1989 حاول حزب الوحدة الاشتراكي الألماني الحاكم التأكيد بشكل أقوى على "الطابع الديمقراطي" في سيرها. وعلى الرغم من أن النتيجة الرسمية لهذه الانتخابات كانت في النهاية 98.85 بالمائة من المؤيدين لقائمة الحزب، إلا أنه بات بإمكان المراقبين المستقلين هذه المرة أن يثبتوا عملية التزوير الكبيرة التي رافقتها، الأمر الذي أعطى للحركات الشعبية العاملة من أجل دولة القانون دفعة قوية. بالنسبة للحزب الحاكم الذي حظي بشعبية ضعيفة كانت هذه الانتخابات كارثة على سمعته.
4 أيلول/ سبتمبر 1989: أول مظاهرات الاثنين
تظاهر 1000 شخص أمام كنيسة نيكولاي بمدينة لايبزغ. وفي السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول وصل عدد المتظاهرين في نفس المكان إلى 120 ألفا. كانوا يرددون شعاري "لا للعنف!" و "نحن الشعب!". أما قوى الأمن فلم تتدخل.
30 أيلول/ سبتمبر 1989: تدفق الساخطين
هروب جماعي إلى سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في براغ. خيّم أكثر من 4000 من الهاربين من جمهورية ألمانيا الديمقراطية في باحة السفارة، كما ازداد عدد الذين يلجئون إليها عبر الأسوار. وفي 30 أيلول/ سبتمبر أعلن وزير خارجية ألمانيا الاتحادية عن موافقة سلطات ألمانية الشرقية على تسفير هؤلاء اللاجئين، ما زاد من عدد الهاربين من الدولة الشيوعية، لدرجة أن الأمر خرج عن سيطرة نظام ألمانيا الديمقراطية، التي باتت على حافة السقوط والانهيار.
7 تشرين الأول/ أكتوبر 1989: 40 عاماً على تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية والضيف الكبير يحذّر
في حين هزت موجة الهروب الجماعية والتظاهرات أسس ألمانيا الشرقية، احتفل حزب الوحدة الألماني الاشتراكي بالذكرى الأربعين لتأسيس الجمهورية الشيوعية بالمسيرات والاستعراضات العسكرية المعهودة. لكن المناسبة دفعت بالكثير من المعارضين له إلى الاحتجاج في مسيرات كبيرة، الأمر الذي دفع أجهزة الأمن إلى التحرك واعتقال قرابة ألف شخص. حينها حذر الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، الذي كان ضيف الشرف في الاحتفالات، قيادة ألمانيا الديمقراطية بالقول: "من يأتي متأخراً، ستعاقبه الحياة".
18 تشرين الأول/ أكتوبر 1989: كرينس يخلف هونيكر في رئاسة جمهورية ألمانيا الديمقراطية
بات من الصعب تجاوز الأزمة عندما أعلن هونيكر استقالته من جميع مناصبه. وعُين أيغون كرينس خلفاً له لرئاسة الدولة والحزب. لكن تعيين كرينتس الذي كان رئيساً لمنظمة الشباب الاشتراكي، لم يلق ترحيب المواطنين. وبعد إعادة توحيد شطري ألمانيا حُكم على كرينتس بالسجن بسب أوامر بإطلاق النار على الهاربين عند الجدار.
9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989: سقوط الجدار
في مؤتمر صحفي عند المساء قرأ عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الألماني الاشتراكي غونتر شابوفسكي قراراً يمكن مواطنيه من مغادرة البلاد دون تأشيرة خروج. وبعد تردد قصير تم فتح الحدود بشكل تام، حين اندفعت جموع الناس نحو المعابر مع الشطر الغربي من ألمانيا. وبهذا سقط الجدار، وفي اليوم التالي قال عمدة برلين فالتر مومبر في خطاب له: "نحن الألمان أصبحنا اليوم أسعد شعوب العالم".
18 آذار/ مارس 1990: إجراء انتخابات حرة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية للمرة الأولى
إزاء الاضطرابات المتزايدة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية تم الإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة. كان محور الحملات الانتخابية هو كيفية إعادة توحيد شطري ألمانيا. وكانت نتيجة الانتخابات فوز التحالف من أجل ألمانيا المؤلف من الحزب المسيحي الديمقراطي CDU والانتفاضة الديمقراطية DA والاتحاد الاجتماعي الألماني DSU، وكانت هذه النتيجة موافقة واضحة على إعادة توحيد ألمانيا بأسرع وقت ممكن. وفي 12 نيسان/ أبريل 1990 أنتخب مجلس الشعب لوتار دي ميسير، من الحزب المسيحي الديمقراطي رئيساً لمجلس الوزراء.
1 تموز/ يوليو 1990: الاتحاد النقدي
بات نظام الحكم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية في حكم المنهار، ففي كل أسبوع كان يغادرها 15 ألف شخص. وبسبب ضغط الشارع تم الإسراع بتوحيد العملة. وفي الساعة الواحدة من صباح 1 تموز/ يوليو تم اعتماد المارك الألماني (الغربي) عملة للتداول في جمهورية ألمانيا الشرقية، تم الترحيب بهذه الخطوة من خلال الألعاب النارية. ولم يتضح حتى وقت لاحق أن سعر الصرف المرتفع، الذي بلغ في أغلب الحالات ماركين شرقيين مقابل مارك غربي واحد، شكل عبئاً على الاقتصاد. وعلى الرغم من المشاكل التي مازالت مستمرة حتى اليوم، فإن توحيد العملة شكل الخطوة الأولى على طريق توحيد مستوى المعيشة في شرق ألمانيا وغربها.
16 تموز/ يوليو 1990: غورباتشوف وكول يصنعان تاريخاً عالمياً
أوائل الصيف بات حكم الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف مهددا. على ضوء ذلك قررت بون دعمه من خلال قروض بالمليارات. مقابل ذلك انتهت المعارضة السوفيتية لإعادة توحيد ألمانيا. وخلال محادثات جرت بين المستشار الألماني هيلموت كول والرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف في بيت صيده بالقوقاز، تمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق تاريخي ينص على استرداد ألمانيا لكامل سيادتها، والاعتراف بعضويتها في حلف الناتو. ومقابل ذلك فقد حصل السوفيت على أكثر من 63 مليار مارك ألماني، من أجل إسكان القوات السوفيتية المنسحبة من ألمانيا الديمقراطية.
23 آب/ أغسطس 1990: مجلس الشعب يقرر توحيد ألمانيا
مساء 22 آب/ أغسطس دعا رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، لوتار دي ميسير مجلس الشعب إلى جلسة طارئة. استمرت الجلسة حتى صباح اليوم التالي وقررت في النهاية "انضمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى العمل بالقانون الأساس لجمهورية ألمانيا الاتحادية وفق المادة 23 من القانون ابتداءً من 03 تشرين الأول/ أكتوبر 1990". وقد صوّت 294 من الأعضاء الحاضرين البالغ عددهم 362 لصالح الانضمام، بينما صوت 62 ضده، في حين أمتنع عن التصويت سبعة أعضاء. ورئيس حزب الاشتراكية الديمقراطية PDS، المنبثق عن حزب الوحدة الاشتراكي الألماني، غريغور غيزي، يرى في طلب دي ميسير "نهاية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية حتى الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر".
12 أيلول/ سبتمبر 1990: اتفاقية اثنين زائد أربعة يعيد لألمانيا سيادتها
لم يكن بوسع الألمان تقرير إعادة توحيد شطري بلدهم المقسم، في إطار محادثات أثنين زائد أربعة تفاوض وزراء خارجية الدول الأربع المنتصرة في الحرب العالمية الثانية مع الدولتين الألمانيتين في شهر أيار/ مايو على مدار أربع جولات. وفي 12 أيلول/ سبتمبر 1990 وقع وزراء الخارجية الستة في موسكو على اتفاقية أثنين زايد أربعة، التي تعهدت ألمانيا بموجبها بعدم تجاوز الحدود القائمة، مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي بسيادة ألمانيا الكاملة على أراضيها.
3 تشرين الأول/ أكتوبر 1990: يوم الألمان
بعد خمس وأربعين عاماً على انقسام ألمانيا، تم إعادة توحيد شطريها. في هذا اليوم حلت ألمانيا الديمقراطية نفسها، وبذلك أصبحت الولايات الخمس الجديدة براندنبورغ وميكلنبورغ-فوربومرن، وسكسونيا، وسكسونيا-إنهالت وتورينغن، إضافة إلى برلين الشرقية جزءاً من جمهورية ألمانيا الاتحادية. أحتفل الألمان بهذه المناسبة في ليلة 2 إلى 3 تشرين الأول/ أكتوبر بقرع أجراس الكنائس والألعاب النارية. تجمع مئات الآلاف من الأشخاص في برلين أمام مبني الرايخستاغ. قاد كورت مازور عزف مقطوعة بيتهوفن "نشيد السعادة".