جهود سياسية حثيثة لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية
١٥ مارس ٢٠٠٦استأنفت الكتل النيابية العراقية اليوم الأربعاء اجتماعاتها الهادفة إلى تشكيل الحكومة العراقية القادمة في محاولة منها للخروج من المأزق السياسي الذي يشهده عراق ما بعد صدام منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وقال حسن الشمري عضو لائحة الائتلاف العراقي الموحد (شيعة محافظون) عن حزب الفضيلة: "اعتقد ان تشكيل الحكومة قد يستغرق وقتا طويلا يمتد إلى أيار/مايو المقبل بسبب ثلاث مسائل رئيسية". كما أوضح أن "النقطة الأولى هي ترشيح الائتلاف لإبراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء، الأمر الذي يواجه باعتراضات من قبل باقي القوائم وهي مسالة لم تناقش حتى الآن في الاجتماعات". وأضاف أن "النقطة الثانية تتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية وخصوصا السيادية منها والتي تواجه تجاذبات بين الأطراف المختلفة". وتابع الشمري وصفه للمشهد السياسي العراقي بقوله: "النقطة الثالثة هي الإلحاح من بعض القوائم وخصوصا جبهة التوافق العراقية لتحويل صلاحيات رئاسة الوزراء الى مجلس الوزراء حتى لا ينفرد رئيس الوزراء باتخاذ القرارت ولكي يكون الجميع حاضرا ومشاركا في اتخاذ القرارات". ومن جهته، قال محمود عثمان المفاوض الكردي عن التحالف الكردستاني "نحن بصراحة لازلنا بعيدين عن تشكيل الحكومة ومع الأسف جاء اجتماع رؤساء الكتل متأخرا ثلاثة اشهر".
وكانت الكتل النيابية والسياسية العراقية قد قررت يوم أمس الثلاثاء في اجتماع حضره السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد تشكيل لجنة تتولى صياغة مبادئ تشكيل الحكومة الجديدة. وقال الرئيس العراقي جلال طالباني للصحافيين عقب الاجتماع إن " قادة الكتل البرلمانية قرروا تشكيل لجنة تضم ممثلين عنهم لتقوم بصياغة المقترحات التي تم بحثها". وفي الإطار نفسه أكد على ان قادة الكتل يكثفون جهودهم الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى التصدي للإرهاب وحل المشاكل التي يواجهها الشعب العراقي. من جهته أعلن سليم عبد الله النائب عن الحزب الإسلامي العراقي، المشارك في جبهة التوافق العراقية إن المشكلة لا تتعلق بمن سيتولى منصب رئيس الوزراء وإنما بصلاحياته الواسعة حاليا مقابل ضمور صلاحيات رئاسة الجمهورية".
استمرار التدهور في الوضع الأمني
على الصعيد الأمني، يستمر مسلسل العنف وقتل الأبرياء في بغداد والعديد من المناطق الأخرى. فقد عُثر مجددا على جثث ضحايا يخشى أن تكون تصفيتهم تمت لأسباب طائفية في أعقاب تفجيرات ضاحية الصدر الشيعية التي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى يوم الأحد الماضي. وأعلنت مصادر أمنية العثور في مناطق بغداد على 46 جثة وضعت في شاحنة صغيرة. وأوضح شرطي يعمل في مشرحة بغداد ان عددا من الجثث خنقت قبل نقلها إلى الشاحنة. كما عُثر على مقبرة جماعية في مناطق غرب بغداد وشرقها ليصل عدد الجثث التي أعلن عن اكتشافها الاثنين والثلاثاء إلى حوالي 80 على الأقل.
ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة
وعلى ضوء الوضع الأمني المتدهور حث العديد من الزعماء العراقيين وفي مقدمتهم الرئيس طالباني الاحزاب السياسية على الاسراع بتشكيل حكومة موسعة للحيلولة دون حرب اهلية. وقال في بيان له صدر يوم أمس الاثنين" ان الإرهابيين من تكفيريين وصداميين يسعون لبث روح الفرقة والاحتراب مستثمرين ثغرات التلكؤ في العملية السياسية". ويرى كثيرون أن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الاكراد والشيعة والسنة هو افضل سبيل لتحقيق الاستقرار في البلاد. ولكن الكثير من المحليين يشكون في إمكانية تحقيق ذلك خلال الأيام القليلة القادمة بسبب الخلافات العميقة بين القوى والأحزاب والشخصيات السياسية العراقية في الوقت الحاضر.
بوش: إيران تصنّع متفجرات
على صعيد آخر اتهم الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الاثنين ايران بالضلوع في الاضطرابات في العراق. وقال في هذا السياق إن طهران تساعد في صنع المتفجرات المميتة هناك. وتتسبب العبوات الناسفة التي يتم تفجيرها عن بعد في قتل العديد من الجنود الامريكيين. وعلى هذا الأساس تنكب لجنة من أفضل العقول في الولايات المتحدة تنكب حاليا على محاولة ايجاد سبل للتصدى لها حسب قوله. وجاء كلامه مع بدء حملة علاقات عامة جديدة اليوم الاثنين لمواجهة المعارضة الشعبية الأمريكية المتزايدة للحرب على العراق إضافة إلى التراجع الكبير في شعبيته لدى الأمريكيين.
دويتشه فيله + وكالات