الحكومة الألمانية تنفي الدور المزعوم لمخابراتها في حرب العراق
٢٨ فبراير ٢٠٠٦نفت الحكومة الألمانية ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز حول قيام ألمانيا بتقديم دعم أقوى مما هو معروف للولايات المتحدة إبان حرب العراق. وقال الناطق باسمها اولريش فيلهلم إن ما جاء في تقرير الصحيفة بهذا الخصوص خاطئ. كما أنه يستند إلى معلومات غير موثقة. وقد أفادت الصحفية يوم الاثنين، 27 شباط/فبراير 2006، أن وكالة الاستخبارات الألمانية قد أسدت خدمة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية إبان حربها على العراق، وأنها زودت الأمريكيين بمعلومات حساسة عن خطط دفاع الحرس الجمهوري العراقي عن العاصمة بغداد قبل حوالي شهر من اندلاع الحرب، وذلك على عكس ما أعلنته الحكومة الألمانية مؤخراً.
وتستند الصحيفة في تقريرها إلى دراسة عسكرية قام الجيش الأمريكي بإعدادها عن مجرى العمليات القتالية في حرب العراق. وتشير الدراسة إلى أن عميلين سريين للمخابرات الألمانية في بغداد قد تمكنا في كانون الأول/ديسمبر 2002 من الحصول بوسيلة أو بأخرى على صور لخطط الدفاع السرية لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأنهما أرسلا هذه المعلومات إلى وكالة الاستخبارات في ألمانيا. وفي شباط/فبراير 2003 سلم ضابط مخابرات ألماني في قطر ملفاً يتضمن معلومات هامة لزملائه بوكالة الاستخبارات الأمريكية. وتضيف الصحيفة أن الأمريكيين قد تمكنوا بفضل هذه المعلومات من معرفة وقت وكيفية نشر نظام صدام حسين لأفراد حرسه الجمهوري حول العاصمة بغداد، كما أسنحت هذه المعلومات الفرصة أمام الأمريكيين للإطلاع على أخر ما تم التوصل إليه من مناقشات في أوساط الحكومة العراقية.
تحرك برلماني
وأوردت الصحيفة أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية اورلريش فيلهم رفض تليفونياً إعطائها أي معلومات عن دور رجال المخابرات الألمانية في العراق. وفي الأيام القلية القادمة سيتخذ البرلمان الألماني (بندستاغ) قراراً بشأن تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الأمر وتقصي حقيقة دور أجهزة الاستخبارات الألمانية في حرب العراق وفي الحرب على الإرهاب. وبعد موافقة حزبي المعارضة حزب الخضر والحزب اليساري يتوقف قرار تشكيل هذه اللجنة على موافقة حزب الديمقراطيين الأحرار. وكانت الحكومة الألمانية قد نشرت يوم الأربعاء الماضي، 22 شباط/فبراير 2006، تقريراً حول مهام وكالة الاستخبارات الألمانية في العراق. وورد في التقرير أن رجال المخابرات الألمانية كانوا يقومون هناك بأداء مهام محددة وصغيرة. وأن وكالة الاستخبارات الألمانية قد تلقت أوامر واضحة وصريحة من قبل القيادة السياسية في ألمانيا بألا تقوم بأي حال من الأحوال بتقديم العون للأمريكيين في العمليات الحربية.
مطالبات بلجنة تحقيق
وفي هذا الخصوص طالب السياسي ماكس شتادلر من حزب الديمقراطيين الأحرار الحكومة الألمانية بتوضيح ملابسات هذه القضية. وصرح شتادلر لإذاعة صوت ألمانيا بأنه: "لو تم التأكد من صحة هذه المعلومات فسيكون لهذا الأمر تداعيات خطيرة." ولأن الحكومة الألمانية لم تعلق بعد على ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً "فسيكون عليها التعليق أولاً ضمن جلسة خاصة للجنة المراقبة البرلمانية" على حد قول ماكس شتادلر خبير الحزب الديمقراطي الحر في الشئون الداخلية. أما كلاوديا روت، رئيسة حزب الخضر، فقد وصفت تقرير الحكومة الألمانية بأنه "خاطئ"، وسيما وانه: "لم يجيب على عدد كبير من الأسئلة." ودعت روت حزب الديمقراطيين الأحرار إلى الموافقة على تشكيل لجنة في البرلمان الألماني لكشف حقيقة دور وكالة الاستخبارات الألمانية في حرب العراق. وقالت زعيمة حزب الخضر: "إنه لمن العجيب أن يقوم الديمقراطيون الأحرار في السابق بالمطالبة بتشكيل لجنة للتحقيق في هذا الأمر وأن يصعب عليهم الآن الموافقة على تشكيلها."
ألمانيا لم تكن شريكا في الحرب
الجدير بالذكر أن واشنطن قد قامت قبل الهجوم على العراق بإعداد قائمة بأسماء الدول الحليفة في حربها. وعلى الرغم رفض ألمانيا لفكرتها إلا أن لم تقف عائقاً أمام المساعي الأمريكية لاحتلال العراق، بل أنها عرضت إطاراً محدوداًً للمساعدات على واشنطن حسب ما ذكرته جريدة تاغس شبيغل الألمانية، ونقلت الصحيفة عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) طلب عدم ذكر اسمه أن: "ألمانيا لم تكن من الدول الحليفة في حرب العراق، لكنها كانت من الدول التي ساعدت الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها.
دويتشه فيله