جدل واسع حول قرار الفاتيكان إعادة الاعتبار لأسقف قلل من حجم الهولوكوست
٣ فبراير ٢٠٠٩أثار قرار بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر بشأن العفو وإعادة تأهيل أربعة أساقفة كاثوليكيين من بينهم الأسقف البريطاني ريتشارد ويلياميسون، والذي أنكر الحجم الهائل للمحرقة النازية، أثار انتقادات واسعة من قبل الحكومة الألمانية وبعض الأساقفة في ألمانيا.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم (3 فبراير/شباط) في بيان قوي اللهجة البابا إلى أن يوضح موقف الفاتيكان تماماً فيما يخص إنكار المحرقة النازية. وصرحت ميركل في مؤتمر صحفي عقد في برلين، بأنه ليس من حقها التدخل في مسائل الكنيسة الداخلية إلا أن الأمر يختلف عندما يتعلق بالمحرقة النازية والتشكيك بصحتها حيث قالت إنه يتعين على البابا والفاتيكان "أن يؤكدا بشكل واضح أنه لا يمكن أن يكون هناك إنكار (للمحرقة) هنا".
انتقادات واسعة
كما انتقدت الأحزاب السياسية الألمانية الأخرى قرار البابا أيضاً واعتبرته خطوة خاطئة ويجب تصليحها بأسرع ما يمكن، حيث طالبت رئيسة حزب الخضر الألماني كلاوديا روت بابا الفاتيكان بالتراجع عن قراره في العفو عن الأسقف ريتشارد ويليامسون حيث قالت" إذا لم يتراجع البابا الألماني عن قراره فسيكون ذلك بمثابة رسالة مخربة" ، كما دعا الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر ديرك نيبل بابا الفاتيكان إلى اللجوء إلى طريق صحيح لتثبيت موقفه بشأن إنكار المحرقة.
ولم يثير قرار البابا في العفو عن الأسقف ويليمسون انتقادات الجهات السياسية في ألمانيا فقط ولكن أيضاً كانت هناك الكثير من الانتقادات التي وجهت إليه من قبل بعض الأساقفة الكاثوليك في ألمانيا ، حيث اعتبر الأسقف فيورست في شتوتغارت أن قرار البابا هو إساءة للعلاقات المسيحية اليهودية حيث قال:" إن قرار البابا في العفو عن ويليامسون هو انحراف من الكنيسة وسيؤدي إلى اضطراب ملحوظ في الحوار المسيحي اليهودي" .
على الصعيد نفسه هددت إسرائيل بقطع علاقاتها مع الفاتيكان، كما أعلن المجلس الأعلى لليهود الألمان المجلس قطع اتصالاته بالكنيسة الكاثوليكية. وكان كبير الحاخامات السابق إسرائيل مائير ، وهو أحد الناجين من معسكر اعتقال بوشينفالد قد نقلت عنه مجلة شبيجل قوله " كيف يمكن لمثل هذا الكاذب أن يمنح الحماية والعفو من جانب الكنيسة الكاثوليكية".
مستشارو البابا أخطأوا في إسداء النصح
وفي رد على تصريحات المستشارة ميركل قال الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان في بيان ان موقف البابا المولود في المانيا بشأن المحرقة وانكارها حدوثها "لا يمكن ان يكون اوضح من ذلك".
واعتبر بيتر زيفالد كاتب سيرة البابا أن مستشاري البابا أخطأوا في إسداء النصح له فيما يتعلق برفع العقوبة الكنسية عن ريتشارد ويليامسون منكر المحرقة. وقال زيفالد اليوم الثلاثاء في لقاء مع العدد الالكتروني لمجلة "فوكوس": "لا يمكن تصور أن البابا كان على علم بتصريحات ويليامسون ، و إلا لما رفع عنه قرار الحرمان الكنسي". وأضاف زيفالد: "إن هذا الإجراء يبين بوضوح أن السذاجة تحكم أروقة الفاتيكان وأن عنصر الاحتراف ينقصها في التعامل مع الأحداث".
وليامسون اعتذر دون أن يتراجع
وكان الأسقف ويليامسون البريطاني المولد والذي يعيش في الأرجنتين أنكر وجود غرف للغاز في معتقل أوشفيتز خلال حكم النازي وقال إن عدد الضحايا اليهود في تلك الحقبة لم يتجاوز ما بين 200 ألف إلى 300 ألف شخص . وكان البابا بنديكت السادس عشر وهو ألماني المولد قد ألغى الأسبوع الماضي حرمان الأسقف ويليامسون و3 أساقفة آخرين كانوا يرأسون جماعة القديس بيوس العاشر التي يتبعها 600 ألف شخص، وحرم الاساقفة الأربعة منذ 20 عاما عندما جرت رسامتهم دون إذن من البابا يوحنا بولس الأمر الذي أوقد شرارة أول انشقاق تشهده الكنيسة في العصر الحديث.
وقد اعتذر الأسقف ويليامسون عن "الازعاج والمشاكل التي لا ضرورة لها" التي سببها للبابا وذلك في رسالة وضعها على موقعه على شبكة الانترنت. لكن الاسقف لم يسحب أو يتراجع عن التصريحات الخاصة بحجم محرقة الهولوكاوست.