Papst Bundestag
٢٢ سبتمبر ٢٠١١
يصل البابا بنديكت السادس عشر اليوم الخميس22 سبتمبر/أيلول إلى العاصمة الألمانية برلين، والتحضيرات جارية على قدم وساق منذ أسابيع. ومن المتوقع أن يكون عدد المشاركين في الحدث الرئيسي في الاستاد الأولمبي لا يقل عن سبعين ألف شخص. وهو عدد أقل بكثير مما هو منتظر في مدينة فرايبورغ في جنوب ألمانيا التي ستكون إلى جانب إرفورت وآيشيسفيلد إحدى محطات البابا في زيارته إلى ألمانيا.
ولكن برلين ستكون ذروة الزيارة بالمعنى السياسي، حيث سيلقي خطاباً أمام البرلمان الألماني. ولكن هذه المحطة يمكن أن تكون الأقل توفيقاً في الزيارة عامة، لأن أغلب النواب ليسوا سعداء بدعوة رئيس البرلمان نوربرت لاميرت لرئيس دولة الفاتيكان. كما أن أكثر نواب المعارضة يريدون أن يقاطعوا كلمة البابا، فهم يعتقدون أن ظهور زعيم ديني في البوندستاغ يتناقض مع الحياد الديني للدولة الألمانية.
انتقادات لمواقف البابا
رولف شفانيتس، النائب البرلماني والعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) لا يريد أن يكون البوندستاغ منبرا دينياً يُستغل من قبل رأس الكنيسة الكاثوليكية أو إكسسوارا لتجميل صورة الكنيسة. شفانيتس ينتقد بشدة موقف البابا فيما يتعلق بالشذوذ الجنسي وحقوق المرأة وقضية وسائل منع الحمل.
ومن جانبها صرحت بيترا زيتّا النائبة عن الحزب اليساري في جريدة "وسط ألمانيا" أن نصف أعضاء الحزب في البرلمان سوف يتابعون خطاب البابا من داخل البرلمان والنصف الآخر سوف يشارك في الوقت نفسه في الاحتجاجات التي تنظم ضد البابا خارج مبنى البرلمان. ولكن ليس هناك احتجاجات داخل قاعة البرلمان الرئيسية. كذلك من المرجح أن يكون غالبية أعضاء حزب الخضر من ضمن من سيقاطع خطاب البابا.
لكن من الصعب إحصاء عدد النواب المناهضين للبابا بدقة تامة. وحسب تقديرات وكالة الأنباء الألمانية "د ب ا" قد يصل عدد النواب الذين سوف يقاطعون خطاب البابا إلى مائة نائب.
تفاوت في الرأي داخل الإئتلاف الحكومي
بيد أن رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه أنغيلا ميركل لا يستطيع أن يتفهم هذه الاحتجاجات، لأن الدعوة التي وجهها إلى البابا كانت بموافقة كل فصائل البرلمان. وهو يؤكد على الأهمية التاريخية للزيارة البابوية، ويجد أن "استقبال البابا الألماني في العاصمة الألمانية كان قرارا صحيحا"، مشيراً إلى أن مثل هذه الزيارة النادرة قد لا تتكرر مرة أخرى في وقت قريب وخاصة أن الزيارة مرفقة بخطاب بنديكت السادس عشر أمام البرلمان الاتحادي. ومن منتقدي الاحتجاجات سكرتير الاتحاد الديمقراطي المسيحي الكسندر دوبرينت الذي صرح لوكالة الأنباء الألمانية د ب أ ": "أن مثل هذا الرفض يعبّر عن عدم التسامح تجاه الآخر وهو ليس مجرد ازدراء للبابا وإنما تعبيراً عن عدم ممارسة الديمقراطية".
شرف خاص بالإحتفاء بقداسة للبابا
وربما هو ليس من المعتاد أن يتكلم زعيم دولة أجنبية أمام البرلمان الألماني، لكنه أيضاً ليس غريبا، كما أنه شرف لألمانيا. وستكون هذه هي المرة الثالثة عشرة التي يستقبل بها رأس دولة في البرلمان، حسب إدارة البرلمان الاتحادي. وقد تكون عوامل عدّة وغير اعتيادية قد لعبت دوراً فيما يتعلق بزياة البابا بنديكت السادس عشر، فمنذ عام 1523 لم يكن هناك بابا من أصول المانية وخلال الـ 62 عاما من تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية لم يستقبل البرلمان الاتحادي بابا الفاتيكان. وسوف تكون الزيارة في القاعة الرئيسية أو خارج مبنى البرلمان وفي الشارع الألماني منتظرة من قبل كل أعضاء فصائل البوندستاغ من ناحية بنوع من التوتر ومن ناحية أخرى على أحر من الجمر.
وحول ذلك صرح رئيس البرلمان الاتحادي لاميرت في مقابلة مع بوابة katholisch.de الالكترونية قائلاً: "ليس عندنا أي تخوف بأن يتحدث قداسة البابا يوم 22 سبتمبر/أيلول في قاعة البرلمان أمام كراسي فارغة، بل على العكس سوف تكون القاعة مليئة بالحضور أكثر مما هو منتظر".
هاينر كيزل / فؤاد آل عواد
مراجعة: سمر كرم