جدل حاد واحتجاجات على زيارة مفتي مصر إلى القدس
١٩ أبريل ٢٠١٢أثارت زيارة مفتي مصر علي جمعة إلى القدس جدلاً واسعاً في مصر والأردن والأراضي الفلسطينية وتباينت المواقف بين مؤيد للزيارة ورافض لها. ومن المعارضين لهذه الزيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي قال إنه فوجئ بزيارة المفتي في وسائل الإعلام. ونقلت الأهرام عن الطيب قوله إن "الأزهر لم يوافق قط على زيارة القدس تحت الاحتلال". وأكد ناطق باسم الأزهر لوكالة فرانس برس أن مجمع البحوث الإسلامية سيجتمع الخميس (19 نيسان/ أبريل 2012) لبحث هذه الزيارة واتخاذ موقف منها. ووصف حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، زيارة مفتي الديار المصرية إلى القدس في بيان بـ"الكارثة" للقضية الفلسطينية. وأكد "رفضه بشكل قاطع للزيارة مهماً كانت المبررات والأسباب". ودعا البيان إلى "مساءلة" المفتي "بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذه المواقف من أي شخصية اعتبارية رسمية بما فيه أضرار بالقضية الفلسطينية".
فيما خرج نحو 1500 طالب في جامعة الأزهر للتعبير عن احتجاجهم ضد زيارة مفتي مصر إلى القدس، معتبرين أنه ما كان يجوز له زيارة المدينة الواقعة تحت الاحتلال، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية. يشار إلى أنه وبالرغم من أن مصر كانت أول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، إلا أن العديد من المصريين ما زالوا يعارضون أي تطبيع مع إسرائيل "طالما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم بعد".
مفتي مصر يعود إلى بلاده لمواجهة الانتقادات
من جهته عاد مفتي مصر إلى القاهرة ظهر الخميس قادماً من عمان بعد أن قطع جولته التي كانت ستشمل زيارة الإمارات وتركيا وذلك لمواجهة تداعيات زيارته المثيرة لمدينة القدس. وذكرت مصادر مطلعة بمطار القاهرة أن المفتي وصل على الطائرة الأردنية من عمان بعد أن قرر العودة لمصر بدلاً من التوجه من الأردن إلى أبو ظبي، حيث رفض الإدلاء بأي تصريحات لدى دخوله صالة كبار الزوار وخرج مسرعاً إلى مقر دار الإفتاء المصرية في بداية تحرك لمواجهة الهجوم الشديد من بعض الشخصيات والمؤسسات المصرية ضد زيارته المفاجئة للقدس.
وزار المفتي علي جمعة بصحبة الأمير الأردني غازي بن محمد أمس الأربعاء لأول مرة المسجد الأقصى في القدس الشرقية. كما قاما بزيارة كنيسة القيامة وبطريركية الروم الارثوذكس في مدينة القدس. وفي تصريحات نشرتها صحيفة الأهرام الحكومية الخميس دافع المفتي عن نفسه، مؤكداً أنها لم تكن زيارة رسمية. وقال الشيخ علي جمعة "الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ودون الحصول على تأشيرة أو ختم دخول إسرائيلي". ويعتبر الأردن تقليدياً مسؤول دينياً عن المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ويقوم بالإشراف عليهما بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
الأحزاب الإسلامية في الأردن وغزة تندد
وفي الأردن نفسها اعتبرت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، في بيان أصدرته الخميس أن زيارة القدس أو المسجد الأقصى تمثل "اعترافاً بأن فلسطين إسرائيلية". يذكر أن مصر والأردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان وقعتا اتفاق سلام مع إسرائيل ولكن ما زالت زيارة الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967 موضع خلاف خاصة مع الحركات الإسلامية.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 بعد حرب الأيام الستة وضمتها إليها وأعلنتها بشطريها "عاصمتها الأبدية والموحدة"، بينما يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية وينددون دائما بالاستيطان في الجزء الشرقي من المدينة.
من جهتها، انتقدت حركة حماس زيارة مفتي مصر إلى القدس معتبرة أنها "زيارة خاطئة وما كان ينبغي لها أن تتم لأن مثل هذه الزيارات هي نوع من التطبيع والتي يستغلها الاحتلال لشرعنة وجوده" وفقاً لسامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة. كما دعا زهري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إلى "عدم تكرار مثل هذه الزيارات"، فيما أشاد وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش الخميس بزيارة مفتي مصر والأمير الأردني إلى القدس. وقال الهباش، في بيان صحفي له الخميس، إن تلك الزيارة "تأتي في سياق تعزيز ودعم صمود أهالي المدينة ومشاركتهم آلامهم التي يعانونها من قبل الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف أن السلطة الفلسطينية تثمن هذه الزيارة المهمة من قبل شخصية دينية كبيرة بحجم مفتي مصر الشيخ علي جمعة "الذي جاء لزيارة القدس باعتبارها فضيلة دينية وضرورة سياسية".
(ش.ع / د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عماد غانم