قلق في إسرائيل من وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر
٤ ديسمبر ٢٠١١قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أول تعليق رسمي له على فوز أحزاب إسلامية في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، "نأمل أن تعترف أي حكومة قادمة في مصر بأهمية الحفاظ على معاهد السلام مع إسرائيل كما هي وكأساس للأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي". وأظهرت نتائج المرحلة الأولى للانتخابات أن الإخوان المسلمين يتجهون للحصول على اكبر عدد من المقاعد في أول برلمان منتخب بشكل حر منذ ستة عقود. كما حل حزب النور السلفي في المركز الثاني تليه كتلة ليبرالية. ولن تعرف النتيجة النهائية للانتخابات إلا بعد انتهاء التصويت في مرحلتين قادمتين على يومين لكل منهما وهي عملية لن تنتهي قبل ال 11 يناير/ كانون الثاني.
قلق إسرائيلي من تولي أحزاب إسلامية السلطة في مصر
أعربت إسرائيل عن قلقها من إمكانية وصول الجماعات الإسلامية المعادية لها إلى السلطة بعد ثورات "الربيع العربي" التي أطاحت بزعماء كل من تونس ومصر وليبيا واليمن. وكانت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل ووقعت معها معاهدة سلام عام 1979 ضمنت انسحاب إسرائيل من سيناء. وتراجع الأمن في سيناء بعد سقوط الرئيس حسني مبارك في فبراير شباط ، مما دفع إسرائيل إلى الإسراع في بناء سياج امني على الحدود مع مصر.
وأعرب يوفال شتاينتس، وزير المالية الإسرائيلي في حديث للإذاعة الإسرائيلية، عن أمله "في أن تحافظ مصر على الديمقراطية وألا تتحول إلى دولة إسلامية متطرفة الأمر الذي من شأنه تعريض أمن المنطقة برمتها إلى الخطر".
من جانبه، انتقد وزير البيئة جلعاد إردان تصريحات بعض السياسيين الإسرائيليين حول الأوضاع في مصر، وأكد على ضرورة أن تقوم إسرائيل "بتطوير علاقاتها مع أي نظام مصري منتخب مهما كانت تركيبته السياسية والعقائدية سعيا للحفاظ على معاهدة كامب ديفيد". وتجدر الإشارة إلى أن شتاينتس وإردان ينتميان إلى حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد وصف في وقت سابق ما أسماه "عملية أسلمه الدول العربية" بأنه "أمر مزعج للغاية". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" السبت عنه القول :"من المبكر الحديث عن مدى تأثير هذه التغيرات على المنطقة .. وآمل أن تتفهم أي حكومة تتشكل في مصر أنه لا خيار سوى احترام أطر الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل".
ولم تخف وسائل الإعلام الإسرائيلية قلقها. وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت أن النتيجة "أسوأ مما كان متوقعا". وأضافت أن "ما كان خطرا أصبح تهديدا". وأوضح مسؤول إسرائيلي لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الحذر الذي دعت إسرائيل على الدوام إلى إتباعه في النظرة إلى الربيع العربي أصبح مبررا أكثر من إي وقت مضى". وأضاف أن "من ينسب عزلتنا إلى عدم التفاوض مع الفلسطينيين يفتقر إلى التبصر"، مشيرا ضمنا إلى انتقادات وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، الذي اعتبر الجمعة أن على إسرائيل أن "تبذل جهودا من اجل التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين".
(أم أ/ رويترز/ د ب أ/ أ ف ب )
مراجعة: عبده جميل المخلافي