"ثورة الياسمين" توقظ الشارع اليمني من سباته العميق
٢٧ يناير ٢٠١١"ثورة ثورة سلمية يا أعداء الحرية"، "لا لتوريث الأولاد، ارحلوا من البلاد"، "يا تاريخ سجل واكتب الحاكم لا يهرب"، "ثورة ثورة يا شباب متى يذهب الخراب، و"أين الوحدة والثورة أصبحنا ملك الأسرة". شعارات كثيرة رددت لأول مرة في اليمن منذ تولي الرئيس اليمني على عبدالله صالح الحكم في عام 1978م. وتأتي هذه الشعارات لتعبر عن التأثر الواضح بالثورة التونسية، ومحاولة محاكاة النموذج التونسي، إذ طالبت المظاهرات الاحتجاجية بتحسين الوضع السياسي والاقتصادي وتخلي النظام اليمني عن سيطرته الكاملة على مقاليد الحكم.
وتقول الطالبة أحلام محمد، التي تشارك لأول مرة في مظاهرات لدويتشه فيله: "هذه المرة الأولى، التي أشارك فيها بمظاهرة وأطالب من خلالها برحيل النظام الحاكم وكم أتمنى أن تستمر هذه المظاهرات إلى أن يرحل النظام". أما المواطن اليمني عبد الله إبراهيم فكان يردد الشعارات بشكل حماسي جدا لدرجة أن صوته بدء يبح وأخبرنا بأنه "يريد للشعب أن يثور على الظلم وأن يغير هذا النظام، الذي لم يحافظ على الوطن ولا على الشعب، حسب قوله.
وبينما يلاحظ تحمس الكثير من المواطنيين اليمنيين لخيار السير على خطى "ثورة الياسمين"، نجد في الجانب الآخر من هم مع النظام الحاكم وضد من يخرج إلى الشارع ويتظاهر مطالبا برحيله. فعلى سبيل المثال يرى وسام الكبسي أن "كل المظاهرات، التي بدأت تظهر بعد الثورة التونسية ستذهب هباءً وأن الشعب اليمني لا يريد بديلا للنظام الحالي وأن من يتظاهرون في الشارع ماهم إلا مدفوعين من الخارج". أما علي سالم فيقارن المتظاهرين بالعراقيين، الذين "باعوا أنفسهم للأمريكان، مشيرا إلى أنه "هناك مئات من أمثال أحمد الجلبي في اليمن ".
"لابد من ثورة شعبية"
ومن جانبه يقول حسن زيد، أمين عام حزب الحق المعارض لدويتشه فيله: "نحن مع أن تنتقل الثورة التونسية إلى اليمن وذلك من أجل التخلص من الاستبداد والاستئثار بالسلطة والثروة وتجاوز القانون والفقر"، مؤكداً أن "الثورة الشعبية السلمية هي وسيلة آمنة والثمن المترتب عليها أقل من ضحايا غياب العدالة ودولة النظام والقانون".
كما يعتبر زيد "القمع المستمر في تونس سبباً رئيسياً لتوحيد المجتمع اليمني عبر هبة سلمية، منوهاً إلى تعذر حدوث ذلك في اليمن وذلك بسبب انتشار السلاح من جهة وتفكك المجتمع قبلياً ومذهبياً ومناطقياً من جهة أخرى". كما يشير إلى سبب أخر وهو انتشار الأمية في اليمن، وفضلا عن ذلك يؤكد زيد أن "المظاهرات ستستمر وستتصاعد إلى أن يقوم النظام بالاستجابة فيقود التغيير أو يكابر فيحدث التغيير بأسلوب ووسائل تختلف عن الأسلوب التونسي".
اليمن تختلف عن تونس..والطريق لايزال طويل
ووفق قراءة المعارض علي سيف حسن قدمت "ثورة الياسمين" في تونس نقيضاً ايجابياً للنموذج العراقي، مؤكداً أن "الواقع الاجتماعي اليمني يختلف كلياً عن الواقع الاجتماعي التونسي". وعبر عن مخاوفه بخصوص مستقبل اليمن نظرا لخطر تمزق البلاد، متمنيا أن ينتقل "نسيم ثورة الياسمين" إلى اليمن على وجه الخصوص والأقطار العربية على وجه العموم، وذلك لأنها "أعادت الاعتبار للمجتمعات المدنية العربية وأثبتت إمكانية التغير السلمي في المنطقة العربية".
وفضلا عن ذلك يعتقد المعارض والناشط الحقوقي علي الديلمي أن "الطريق إلى الثورة في اليمن لايزال طويلا في ظل غياب المبادرة الوطنية التي يجب أن تشمل كل أبناء الوطن". ولم يخف الديلمي تطلعه إلى انتقال روح الثورة التونسية إلى اليمن، حيث قال "أتمنى أن تنتقل عدوى ثورة الياسمين لليمن كونها كانت سلمية ومدنية وتحركها وطني ولم يكون لمصلحة حزب معين أو فئة معينة ولهذا كان هدفها واضح وشامل للجميع".
أما عبد السلام الكبسي (مؤتمري) فيرى أن ما حدث في اليمن هو "رد فعل طبيعي"، مؤكدأ أنه "ليس خطيراً، لأن اليمنيين بسطاء بما فيهم رئيس الجمهورية"، مضيفا أن "الأمور لن تخرج عن سياقها، ومن جهة أخرى يؤكد عادل الذيب (موظف) أن "اليمن ليست تونس كون اليمنيين يملكون أسلحة ولو خرجت سيحدث مالا يحمد عقباه ويؤكد أن النظام اليمني، شأنه شأن الأنظمة العربية الأخرى، خائف من تكرار التجربة التونسية".
فاطمة الأغبري
مراجعة: لؤي المدهون