تونس: وفد إلى الجزائر لتبديد "سوء التفاهم" واعتقال عناصر ارهابية
٥ أغسطس ٢٠١٣أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو خلال مؤتمر صحافي ليل أمس الأحد (4 أغسطس/ آب 2013) أن عمليات "مكافحة الإرهاب" التي تنفذها القوات العسكرية والأمنية منذ الجمعة في مناطق مختلفة من البلاد أتاحت القبض على عدد من المطلوبين في قضايا "إرهابية". وقال الوزير إن إحدى هذه العمليات جرت في سوسة (140 كلم جنوب العاصمة) حيث ألقت قوات الأمن القبض على لطفي الزين، المشتبه بتورطه في اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في الـ25 تموز/ يوليو، في أول اعتقال يتم في هذه القضية.
ولم يعط الوزير أيّ تفاصيل عن دور المتهم في جريمة الاغتيال التي وجهت أصابع الإتهام فيها إلى التيار السلفي والتي أججت الأزمة السياسية في البلاد. كما أعلن الوزير أن عملية أخرى جرت فجر الأحد في العاصمة تونس أتاحت القبض على عز الدين عبد اللاوي، المتهم بالتورط في اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد في شباط/ فبراير الماضي، لقي فيها أيضا "إرهابي" ثان مصرعه، وأصيب أربعة آخرون بجروح، حسب ما أوضح الوزير بن جدو.
وفي وقت سابق من أمس الأحد، قتل جنديان وأصيب ستة آخرون إثر انفجار لغم أرضي في دبابتهم أثناء قيامهم بتمشيط منطقة في جبل الشعانبي التي تقع قرب الحدود الجزائرية. وهي المنطقة ذاتها التي قتل فيها متشددون ثمانية جنود الأسبوع الماضي في أعنف هجوم على القوات التونسية منذ عقود.
في ما أفادت جريدة الخبر الجزائرية في عددها الصادر صباح اليوم الإثنين، أن الجيش الجزائري قتل ثلاثة مسلحين في منطقة بئر العاتر الحدودية مع تونس، مانوا قد تسللوا إلى الأراضي الجزائرية ليلة الجمعة/ السبت الماضية، هربا من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التونسي في جبل الشعباني.
زيارة إلى الجزائر لـ"تبديد سوء التفاهم"
سياسيا، يستعد اليوم الاثنين وفد سياسي أمني تونسي يقوده وزير الخارجية عثمان الجراندي، إلى التوجه إلى الجارة الجزائر في مهمة تبديد سوء التفاهم بين البلدين. وذلك على خلفية اتهام بعض الأطراف داخل تونس الجزائرَ بالتورط في الأحداث الأمنية التي شهدتها البلاد مؤخرا.
وكانت الخارجية الجزائرية أدانت بشدة يوم الخميس الماضي اتهامات ساقتها بعض الجهات السياسية والإعلامية في تونس تتهم الجزائر بالتورط في تدهور الوضع الأمني في البلاد. وهو ما دفع بنظيرتها التونسية إلى إصدار بيان رسمي ينزه الجزائر من أية شبهة، فيما دعت حركة النهضة الحاكمة إلى الحفاظ على العلاقة الممتازة مع "الأخت الكبرى" في إشارة إلى الجزائر.
وذكرت صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن عبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري ومراد مدلسي وزير الخارجية ودحو ولد قابلية وزير الداخلية سيكونون في استقبال الجراندي. وأوضحت تقارير صحفية متطابقة عن مسؤولين تونسيين قولهم، إن الزيارة جاءت بأمر من الرئيس التونسي منصف المرزوقي، وترمي أساسا إلى تقديم توضيحات عن محاولات لضرب العلاقات الجزائرية - التونسية وخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين. كما يراد منها أيضا بحث آليات وسبل جديدة للتنسيق الأمني والإستخباراتي.
و.ب/ ح.ز (رويترز؛ أ.ف.ب)