تونس: العريض يدعو الجهاديين للاستسلام والشرطة تقتل وتعتقل متشددين
٤ أغسطس ٢٠١٣دعا رئيس الوزراء التونسي علي العريض الجهاديين الإسلاميين إلى الاستسلام وإلقاء السلاح، في حين واصلت قوات الأمن هجماتها على معاقلهم وسط أزمة سياسية خانقة أججتها الاغتيالات السياسية. وقال العريض حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء التونسية الرسمية اليوم الأحد (04 آب / أغسطس) "الإرهاب ليس له مستقبل، الأفضل أن تسلموا أسلحتكم وتسلموا أنفسكم للأمن والمجتمع والقضاء سيأخذ ذلك بعين الاعتبار". كما أعلن العريض توقيف مشتبه به جديد في قضية اغتيال المعارض شكري بلعيد. لكنه لم يوضح دوره في عملية الاغتيال التي أدت إلى سقوط أول حكومة شكلتها حركة النهضة الإسلامية الحاكمة. وتقول السلطات إن مطلق النار على بلعيد لا يزال هاربا ولم يتم نشر هوية المحرض على الاغتيال، رغم اعتقال عدد من المشتبه بهم.
القبض على متشديين
وفي أحدث تطور، قتل جندي تونسي وأصيب سبعة آخرون اليوم الأحد في انفجار لغم قرب الحدود الجزائرية حيث تلاحق قوات الأمن إسلاميين متشددين. وقال المصدر العسكري: "زرع المتطرفون الإسلاميون اللغم. انفجر حين مرت دبابتهم (الجنود) فوقه أثناء اجتياح أمني في جبل الشعانبي"، مشيرا إلى منطقة حدودية نائية قتل فيها متشددون ثمانية جنود الاثنين الماضي في واحد من أكثر الهجمات دموية ضد قوات الأمن التونسية منذ عقود.
وكثفت قوى الأمن خلال الأيام الماضية عمليات مطاردة الإسلاميين المسلحين، حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل مشتبه بتورطه في "الإرهاب" واعتقال أربعة آخرين خلال عملية نفذت االيوم الأحد قرب العاصمة تونس. وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب أنه "بعد تبادل كثيف لإطلاق النار تمكنت فجر الأحد وحدات أمنية مختصة من القضاء على أحد عناصر مجموعة إرهابية وإصابة آخر مع إيقاف البقية وعددهم أربعة".
وأعلنت الشرطة أيضا أنها أحبطت ليل السبت الأحد محاولة اغتيال سياسي استهدفت شخصية لم تكشف هويتها واعتقلت "إرهابيين خطيرين" وضبطت أسلحة بينما تمكن ثالث من الفرار. وأفاد مصدر في الجمارك لفرانس برس عن اعتقال مهربي أسلحة تونسيين بعد تبادل إطلاق النار في جنوب البلاد قرب بن قردان عند حدود ليبيا وضبط حمولتهم وجرح أحد عناصرهم.
الغنوشي يشبه مظاهرة أنصاره "بفتح مكة"
من جهة أخرى أثار تشبيه رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي مظاهرة لأنصار حزبه بحشد المسلمين الذي فتح مكة بقيادة النبي محمد انتقادات في تونس. إذ قال الغنوشي، في كلمة أمام الآلاف من أنصار الحزب إن "هذا الحشد العظيم يذكرنا بحشد فتح مكة لرسول الله وقد كان فتحا سلميا وتصالحيا وحد الجزيرة العربية". وواصل الغنوشي في كلمته "أتذكر كيف اجتمعنا منذ أربعين عاما في مسجد سيدي يوسف وكنا ستة أنفار أغلبهم من طلاب الثانوية من تلك النواة الصغيرة انطلقنا كما انطلق الإسلام من غار حراء". وأحدث التشبيه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب خالد عبيد وهو مؤرخ ومختص في التاريخ السياسي المعاصر على صفحته على فيسبوك "أخيرا دخلت تونس إلى الإسلام.. والحمد لله على هذا الفتح المبين، فهل سينتهي خطاب التكفير وتقسيم التونسيين إلى مسلمين وكفار في جوامعنا المحايدة جدا".
ش.ع/ ع.ج (د.ب.أ، أ.ف.ب)