تونس: النهضة تحشد مؤيديها والجبالي يلوح بالاستقالة
٩ فبراير ٢٠١٣لوح حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس (السبت التاسع من شباط/ فبراير 2013) بالاستقالة إن فشلت جهوده في تشكيل حكومة تكنوقراط تضم "كفاءات وطنية" غير حزبية. وقال الجبالي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الحكومية التونسية "في حال عدم القبول أو حيازة الثقة، فاني سأتوجه إلى رئيس الجمهورية لأطلب البحث عن مرشح آخر لتشكيل حكومة جديدة تفوز بثقة المجلس الوطني التأسيسي".
وأكد رئيس الحكومة التونسية أنه سيتم استبدال الوزراء الإسلاميين الذين يتولون الوزارات السيادية في الحكومة بوزراء مستقلين. وأوضح الجبالي في مقابلة مع قناة فرانس 24، أن كل الوزراء سيكونون من المستقلين و"لن يظل في الحكومة لا وزير العدل ولا الداخلية ولا الخارجية". ويتولى هذه الوزارات حاليا قياديون في حزب النهضة. وكان حزب النهضة أكد مرارا في الأسابيع الأخيرة ردا على مطالبة المعارضة، أنه لن يتخلى عن الوزارات السيادية.
وأفاد الجبالي أنه سيعلن "أواسط الأسبوع القادم على أقصى تقدير" تشكيلة حكومة التكنوقراط. وأضافت الوكالة أن الجبالي "وجه رسائل إلى كل الأطراف (السياسية)، ليطلب منهم النصح من خلال تقديم مقترحات بخصوص تركيبة (تشكيلة)" حكومة التكنوقراط واشترط ألا يتجاوز اجل تقديم هذه المقترحات "الاثنين القادم".
وشدد الجبالي على أنه "لن يقبل بشروط من أي حزب كان" حول تشكيل الحكومة. وأوضح أن المقترحات المتعلقة بتشكيلة الحكومة "تخضع لأربعة مقاييس وهي ألا يكون المرشح شارك في الجريمة ضد الشعب التونسي، أو أن يكون منتميا سياسيا انتماء واضحا، وألا يترشح للانتخابات القادمة، وبطبيعة الحال أن يكون كفاءة في مجاله".
مظاهرة تأييد لحركة النهضة
ونظم آلاف الإسلاميين مسيرة في العاصمة التونسية السبت في استعراض للقوة بعد يوم من جنازة السياسي المعارض شكري بلعيد الذي اغتيل الأسبوع الماضي، وشاركت في جنازته أكبر حشود شهدتها شوارع تونس منذ الانتفاضة التي اندلعت قبل عامين.
وتظاهر أكثر من ثلاثة آلاف إسلامي بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس بدعوة من حركة النهضة للدفاع عن "شرعية الحكم" وإدانة "التدخل الفرنسي" في الشؤون التونسية بعد تصريحات وزير فرنسي أغضبت الإسلاميين. وكانت التظاهرة أصلا للتنديد بالعنف إثر مقتل القيادي البارز شكري بلعيد ، لكن سرعان ما تحولت إلى مسيرة مؤيدة لحركة النهضة الإسلامية. فقد رفعت خلال التظاهرة أعلام حركة النهضة و"حزب التحرير" الإسلامي، الذي يطالب بإقامة دولة خلافة إسلامية، وبعض أعلام تنظيم القاعدة التي عادة ما ترفعها التنظيمات السلفية خلال تحركاتها في تونس.
وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "الشعب يريد حماية الشرعية" و"الشعب يريد النهضة من جديد" و"فرنسا ارحلي" و"وحدة وطنية ضد الهجمة الخارجية". ودعوا حركة النهضة وحزب التحرير والسلفيين للتوحد وإقامة "وحدة إسلامية" والتصدي لـ"الهجمة الفرنسية" مرددين "تحرير، نهضة، سلفية.. ضد الهجمة الفرنسية" وتحرير، نهضة، سلفية..وحدة إسلامية" و"الشعب يريد وحدة إسلامية".
ودعا القيادي في حركة النهضة حبيب اللوز من أعلى منصة وسط شارع الحبيب بورقيبة أنصار الحركة إلى الخروج في مسيرة مليونية الجمعة المقبلة لدعم الشرعية. وقال اللوز: "سنخرج الجمعة القادم من المساجد في مسيرة. نريدها مليونية لدعم الشرعية".
باريس تمتنع عن التعليق
من جانبها امتنعت باريس عن التعليق وقالت وزارة الخارجية الفرنسية التي اتصلت بها وكالة فرانس برس إنها لا ترغب في "الإدلاء بتعليق" على الدعوة إلى التظاهر التي وجهتها حركة النهضة للتنديد "بالتدخل الفرنسي" بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس.
وقد انتقد فالس الخميس "فاشية إسلامية تبرز في كل مكان تقريبا" بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في تونس. وقال وزير الداخلية الفرنسي إنه "ما زال يعلق آمالا على الاستحقاق الانتخابي حتى تفوز به القوى الديمقراطية والعلمانية وتلك التي تحمل قيم ثورة الياسمين".
ع.خ/ع.ج.م (د.ب.ا، أ.ف.ب،رويترز)