توماس توخيل مدرب يبحث عن الكمال فيثير المخاوف والسخرية!
١٣ أغسطس ٢٠١٥يلتقي عصر السبت (15 آب/ أغسطس) بروسيا دورتموند مع مونشنغلادباخ في أولى مبارياتهما في الموسم الجديد (2015/2016) للدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولأول مرة في البوندسليغا يقود دورتموند مدربه الجديد توماس توخيل، الذي خلف المدرب القدير يورغن كلوب، الذي قاد دورتموند طوال سبع سنوات حقق معه أرقاما من الصعب تكرارها، على الأقل حاليا.
ويتابع توماس توخيل (41 عاما) مدرب دورتموند الحالي وماينز السابق كل شيء يدور حوله بدقة ويتدخل في أدق التفاصيل التي تحيط به كمدرب سواء ما يتعلق باللاعبين أو حتى الملعب نفسه. ويذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"، أنه مثلا أثناء المعسكر التدريبي الأخير الذي أقامه دورتموند في سويسرا استعدادا لانطلاق الموسم الجديد للدوري الألماني لكرة القدم، كان هناك صبيان يحاولان إصلاح العشب على أرضية ملعب التدريب، فتوجه إليهما توخيل وقام بالتوضيح لهما الكيفية الأفضل لاستخدام ماكينة جز العشب. ويسعى توخيل لتحقيق الكمال حتى أثناء التدريبات، فيتدخل إذا لاحظ مثلا أن أقمعة التدريب ليست مصفوفة بمنتهى الدقة، أو أن هناك عصا راية ليست في موضعها. ويقول المدرب الألماني الذي يحاول تجنب حتى أصغر الأخطاء التي تقف في طريق الفعالية والدقة المتناهية: "أنا المدرب وأنا مسؤول عن كل شيء."
الاستفادة من أحدث المعارف العلمية
وحسب الموقع الإلكتروني لفرانكفورتر الغماينه، فإن توخيل يقوم أحيانا قبل التدريب بتركيب كاميرات فيديو أو مد اللاعبين بأجهزة تحديد المواقع (جي بي اس) لكي يتم تسجيل بيانات مهمة مثل طرق جري اللاعبين والمسافة التي يجرونها. ويسخر البعض من طريقة توخيل هذه ويقولون "توخيل الكبير يراقبك"، ومنهم من يقترح أن يتم تطوير الأجهزة لتشبه أجهزة الملاحة في السيارات "فتدل اللاعب إلى طريق المرمى لتوفر عليه بعض المجهود".
أما توماس توخيل فيقول: "إن رؤية اللاعب لنفسه وهو يلعب لها تأثير تعليمي كبير، عندما يتعلق الأمر مثلا بمحاولة تخليص لاعب ما من عادة تمرير الكرة للأمام لمسافات طويلة من عند خط الجانب." وهذه مسألة ممنوعة منعا باتا في فكر توخيل التدريبي ويفضل بدلا منها تمرير الكرات العرضية.
لكن الأمر بالنسبة لتوخيل لا يتوقف عند هذا الحد، فالمدرب الجديد لدورتموند يحاول الاستفادة من أحدث المعارف المتعلقة بأبحاث المخ بهدف تجهيز لاعبيه لكي يكونوا مستعدين بمرونة على أرضية الملعب للرد على طرق لعب المنافس والتحول من أسلوب لعب إلى آخر، حسب ظروف المباراة. وخلال التدريبات يتمنى توخيل أن يبذل لاعبوه أقصى مجهود ذهني حتى لا يشعروا خلال المباريات الرسمية بأنهم مطالبون بتقديم أداء يفوق طاقتهم.
مخاوف من تحول اللاعبين إلى روبوتات
وهناك همهمات وهمسات بأنه في يوم ما يمكن أن يتحول اللاعبون إلى "روبوتات" يحولون ممارسة الكرة إلى "خيال علمي". لكن المدير التنفيذي لبروسيا دورتموند هانز يوآخيم فاتسكه والمدرب توماس توخيل حاولا طمأنة الجمهور بشأن تلك المخاوف، وقال توخيل خلال استعداداته للموسم الجديد حسب ما ذكرت صحيفة فرانكفورتر الغماينه: "إننا نطالب (اللاعبين) بالكثير وبسرعة، لكن يجب علينا أن ننتبه حتى لا ندير العجلة أكثر من اللازم. نحن لا ندعي اختراع كرة القدم من جديد." كلمات تتفق مع كلمات فاتسكه، حسب فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ.
ويشكو توخيل من قيام وسائل إعلام طوال الأسابيع الماضية بتقديمه كمدرب يستخدم وسائل دقيقة بشكل غير معتاد خلال الحصص التدريبية وأنه ينصُب بنفسه أعمدة وحواجز التدريب، وقال حسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "دي فيلت": "إن ذلك يوضح أن من يكتب مثل هذا الكلام لم يشاهد كيف كان يتم التحضير للتدريبات في ماينز في السنوات الخمس الماضية. والآن في دورتموند حيث يبدو كل شيء أكبر وأكثر أهمية يتم شرح كل شيء بدقة متناهية." لكن ما يضايق توماس توخيل هو أن الصحف تقوم باستنتاج أشياء من تلقاء نفسها وتنسبها إلى شخصيته، ويقول مدرب دورتموند: "أكثر من نصف هذه الاستنتاجات ليست صحيحة".
رغم ذلك، فقد نجح توخيل من خلال سعيه إلى الكمال في تقديم نفسه كمدرب مبتكر ومنح لاعبيه في دورتموند لمسة غامضة. مثلما نجح من قبل في إعلانه فجأة عن ترك تدريب ماينز، وبقي بعدها لمدة عام ينتظر ناديا أفضل، حسب فرانكفورتر الغماينه.