توقيف نساء رفعن الحجاب عن رؤوسهن بمكان عام في طهران
٢ فبراير ٢٠١٨أوقفت شرطة طهران نحو ثلاثين امرأة في طهران كشفن رؤوسهن في مكان عام احتجاجاً على قانون يفرض الحجاب منذ الثورة الإسلامية في 1979، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إيرانية الجمعة (الثاني من شباط/فبراير 2018). وأفادت وكالتا "فارس" و"تسنيم" للأنباء ووكالة الأنباء العمالية (ايلنا) أن النساء أوقفن بتهمة الإخلال بالنظام العام.
وكان النائب العام محمد جعفر منتظري قد قلل الأربعاء من أهمية الاحتجاجات المتصاعدة قائلاً إنها تصرفات "تافهة" وصبيانية" بتحريض من أجانب على الأرجح. وكان منتظري يرد على سؤال بشأن توقيف امرأة في وقت سابق هذا الأسبوع بعد أن وقفت في وسط شارع مزدحم في طهران وقد خلعت حجابها وعلقته على عصا تلوح بها.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا لـ11 امرأة على الأقل ظهرن في طهران بالطريقة نفسها من دون حجاب. وقال محامية بارزة ناشطة في مجال حقوق الإنسان لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن القضاء حدد كفالة تتجاوز 100 ألف دولار (80 ألف يورو) لقاء الإفراج عنها.
لكن حتى الإيرانيين المتدينون المحافظون أعربوا عن تأييدهم لهاتيك النساء وقال العديد منهم إن القواعد الدينية يجب أن تكون خياراً شخصياً.
ونشرت على تويتر الأربعاء صورتان على الأقل لامرأتين ترتديان العباءة السوداء (التشادور) واقفتين في وسط أحد الشوارع حاملتين لافتات تؤيد حرية الاختيار للنساء. وكتب على إحدى اللافتات "أحب حجابي لكنني ضد الحجاب الإلزامي".
وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق النساء آزار منصوري من حزب "اتحاد الشعب الإيراني الإسلامي" الإصلاحي أن المحاولات للتحكم بما ترتديه النساء فشلت لعقود عدة. وكتبت في سلسلة من التغريدات هذا الأسبوع "إن النساء يظهرن معارضتهن لمقاربات شديدة كتلك المتصلة بملابسهن وعدم تغطية شعورهن إلى ارتداء الأحذية العالية والسراويل الضيقة".
ويتزايد عدد النساء اللواتي يتحدين قواعد اللباس الشرعي في ايران في السنوات الماضية وكثيرا ما يكون الحجاب لا يغطي كل شعرهن متراجعاً إلى أعناقهن.
وكانت الشرطة الدينية تتشدد في فرض الالتزام باللباس الشرعي لكن حضورها أصبح أقل منذ تولي الرئيس حسن روحاني الحكم في 2013 ووعوده بمزيد من الحريات المدنية.
ومن جانبها، قالت النائبة الإصلاحية سهيلة جيلودار-زاده إن الاحتجاجات رد فعل على السياسات المتشددة خلال الفترة الماضية. وقالت لوكالة ايلنا "في فترة ما فرضنا قيوداً على النساء ومارسنا عليهن ضغوطا غير ضرورية وهذا ما أثار هذه الاحتجاجات وقيام نساء بخلع حجابهن في الشارع". وأضافت "إن ذلك هو نتيجة أخطائنا".
أما نائب رئيس البرلمان علي مطهري الذي كان من المنتقدين البارزين للسلطات في قضايا أخرى منها فرض الإقامة الجبرية على قادة المعارضة، فقلل من أهمية الاحتجاجات. وقال لوكالة ايسنا للأنباء "ليس هناك إكراه بالنسبة لموضوع الحجاب والعديد من النساء يخرجن في الشارع باللباس الذي يردنه". وأضاف "إن قيام قلة من النساء بالتلويح بحجابهن في الهواء ليس بالحدث الكبير". وتابع "إن مشكلة البلاد ليست الحجاب والنساء يحترمنه إلى حد ما. لا نريد القيام بعرض قوة".
خ.س/ح.ع.ح (أ ف ب)