تهديد واستياء روسي من قرار الناتو بوقف التعاون
٢ أبريل ٢٠١٤
قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء (2 أبريل/ نيسان) إن قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) بوقف التعاون مع روسيا في المسائل المدنية والعسكرية أمر مؤسف حيث أنه لا يفيد لا الحلف العسكري ولا موسكو. وكان وزراء خارجية الحلف قرروا في بروكسل أمس الثلاثاء تعليق التعاون مع روسيا في الشؤون المدنية والعسكرية، كما بحثوا إمكانية نشر قوات في إطار رد الفعل تجاه الأزمة الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن لغة بيان الوزراء تذكر بالمفردات التي استخدمت خلال الحرب الباردة. وذكر المتحدث أن قرار الناتو سيفيد الإرهابيين ومن يقفون وراء الجريمة المنظمة.
وقال كبير مسؤولي السياسة الخارجية أليكسي بوشكوف إن التحالف العسكري (الناتو) فقد مغزاه بنهاية الحرب الباردة وأنه يستخدم الأزمة الأوكرانية لضخ دماء جديدة في شرايينه. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب (الدوما) قوله إنها محاولة لإحياء التحالف من "حالته نصف الميتة".
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن روسيا ستتخذ إجراءات ضد دبلوماسيين أمريكيين، ردا على وقف مصرف جي بي مورغان الأمريكي عملية تحويل لدبلوماسي روسي. وقال في بيان نشر مساء الثلاثاء إن روسيا ترى أن "قرار المصرف وقف عملية تحويل السفير الروسي في استانا لأموال إلى شركة سوغاز للتأمين بحجة فرض عقوبات على روسيا غير مقبول وغير شرعي وغير منطقي".
وسوغاز مملوكة جزئيا من مصرف روسيا المدرج على قائمة الشركات والأفراد التي تطالها العقوبات الأمريكية، ردا على إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. وحذر لوكاشيفيتش من أن "واشنطن يجب أن تفهم أن أي عمل عدائي حيال الدبلوماسيين الروس لا يشكل فقط انتهاكا فاضحا للقانون الدولي، بل هو بداية لعمليات رد سيكون لها بالتأكيد آثار على عمل السفارة والقنصلية الأمريكية في روسيا".
وفي رد فعل على هذا الإعلان، قال مصرف جي بي مورغان الذي يتمتع بوجود قوي في القطاع المالي الروسي إنه "سيواصل تنفيذ توصيات الحكومة الأمريكية لتطبيق العقوبات الأخيرة".
دعم أمريكي لأوكرانيا
وفي إطار الجهود الأمريكية لدعم الحكومة الأوكرانية، وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة أمس الثلاثاء على تقديم معونات إلى أوكرانيا ومساندة ضمانات قروض بقيمة مليار دولار لحكومة كييف وفرض عقوبات بسبب ضم روسيا منطقة القرم. ووافق المجلس بأغلبية 378 صوتا، مقابل 34، على حزمة إجراءات وافق عليها من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي وهو ما يعني أن مشروع القانون سيرسل إلى البيت الأبيض ليوقع عليه الرئيس باراك أوباما ليصبح قانونا. وقال أنصار مشروع القانون إنه من المتوقع أن يوقعه أوباما.
من جانب آخر، قال مسؤول عسكري أمريكي لرويترز إن أرفع جنرال أمريكي في أوروبا يدرس خيارات من بينها إرسال سفينة حربية أمريكية إلى البحر الأسود وتعزيز المناورات المقررة لحلف شمال الأطلسي، ردا على ضم روسيا منطقة القرم إلى أراضيها. وقد يتوجه أيضا فريق صغير من نحو 10 جنود من لواء بالجيش إلى أوروبا "قريبا جدا" لتحسين الاستعداد لنشر قوة أكبر في فصل الصيف في إطار قوة للرد تابعة لحلف الأطلسي.
ف.ي/ ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب ا)