تهديد واحتجاج.. هل يعود مسلحو بوكو حرام السابقون إلى القتال؟
١٠ مارس ٢٠٢٤حذر مقاتلون منشقون عن جماعة بوكو حرام من أنهم قد يعودون إلى القتال على وقع اتهامهم الحكومة النيجيرية بإهمال حقوقهم منذ استسلامهم، وسط تزايد الاستياء من عدم تلبية احتياجاتهم الأساسية منذ أشهر.
وفي مقابلة مع DW، قال بعض عناصر بوكو حرام السابقون: إن القتال في كنف الجماعة المتشددة يعد أفضل من البقاء في المخيمات التي جرى إنشاؤها بولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا.
وفي مقابلة مع DW، قال أحد المسلحين المنشقين "أقولها صراحة: إذا لم تنفذ الحكومة ما وعدتنا به، فسوف يتسبب ذلك في مشكلة خطيرة. لقد خسرت الكثير من وزني وظهر الوهن على ملامح وجهي. أفضل العودة إلى الأدغال مرة أخرى".
الجدير بالذكر أن سلطات ولاية بورنو والحكومة النيجيرية قد وعدت مسلحي بوكو حرام بحصولهم على التدريب وأموال في مقابل الانشقاق عن الجماعة المتشددة وتمهيد الطريق أمام إدماجهم في المجتمع. بيد أنه خلال العامين الماضيين، لم تف الحكومة إلا بالقليل من تعهداتها وسط تقديرات تشير إلى أن أكثر من مئة ألف من مسلحي بوكو حرام السابقين يعيشون في مخيمات مختلفة بولاية بورنو. وأفادت تقارير بأن المسلحين السابقين ينتظرون إعادة دمجهم في المجتمع.
احتجاجات وتهديد بالعودة إلى الأدغال
وشهد فبراير/ شباط الماضي مظاهرة نظمها بعض مسلحي بوكو حرام السابقين بمشاركة ذويهم خارج مخيم ديكوا الواقع في ولاية بورنو، لتسليط الضوء على حالة القلق التي تساورهم فيما شهد مخيم مافا احتجاجات مماثلة. وهدد عناصر بوكو حرام المنشقون في مخيمات ولاية بورنو بالعودة إلى الأدغال إذا لم تتم تلبية احتياجاتها.
وقال بعض المسلحين السابقين في مقابلات مع DW إن العديد منهم قد عادوا بالفعل إلى الغابات وهو ما أشار إليه أحدهم بقوله: "حياتنا كانت أفضل في كنف بوكو حرام عندما يتعلق الأمر بالحصول على الغذاء وتلبية احتياجاتنا الأساسية. معظمنا على استعداد للعودة من حيث أتينا".
نفي حكومي
وفي ردها، نفت الحكومة النيجيرية هذه المزاعم حيث أكدت أنها تبذل قصارى جهدها لدعم المقاتلين السابقين، متهمة عناصر بوكو حرام المنشقة بنكران الجميل.
وفي مقابلة مع DW، قال حاكم ولاية بورنو، باباجانا زولوم، "لا توجد إدارة سواء أكانت فيدرالية أو جهوية تمتلك القدرة على توفير المواد الغذائية وغير الغذائية للملايين من السكان بشكل يومي"، مضيفا أن "أي شخص لا يرغب بالبقاء في المخيم ويريد العودة إلى الغابات، يمكنه ذلك".
وأشار زولوم إلى استمرار جهود الحكومة في معالجة مشكلة نقص الغذاء في المخيمات التي تأوي مقاتلي بوكو حرام المنشقين، محذرا في الوقت نفسه من مغبة إثارة مثل هذه الإضطرابات. وفي ذلك، قال "سيتم التعامل مع أي شخص يحاول تخريب هذه المنظومة".
مخاطر أمنية كبيرة
وإزاء ذلك، حذر خبراء أمنيون الحكومة من مغبة تجاهل دعوات التحريض والتهديدات التي تخرج من مقاتلي بوكو حرام السابقين.
وفي مقابلة مع DW، قال الميجور المتقاعد محمد بشير شعيبو: إن تهديد مسلحي بوكو حرام السابقين بالعودة إلى القتال لا يشكل تهديدا خطيرا على نيجيريا فقط وإنما على منطقة الساحل. وأضاف أن "السماح لهذه العناصر بالعودة إلى القتال يعد أسوأ سيناريو من الناحية الأمنية، لأنهم بالتأكيد اُطلعوا على بعض الأسرار العسكرية وتعرفوا على بعض القيادات العسكرية، لذا يمكن القول إن عودتهم إلى القتال ستكون بمثابة نكسة".
ويتفق مع هذا الرأي البروفيسور جعفر طاهر، المحلل السياسي في جامعة ولاية يوبي داماتورو، معبرا عن مخاوفه إزاء تدهور الوضع الأمني في نيجيريا إذا ما قرر مسلحو بوكو حرام المنشقون حمل السلاح مرة أخرى. وقال "باتت هذه العناصر في الوقت الراهن بمثابة قنبلة موقوتة تهدد المجتمع. إذا عادت إلى القتال، فسوف يصبح الأمر أكثر خطورة خاصة أن مسلحي بوكو حرام المنشقون قد عرفوا معلومات ليست بالهينة عن تمركز الجنود والسكان، مما يعزز فرص استهداف المدنيين".
ودعا الخبير الأمني الحكومة إلى تلبية احتياجات ومطالب مسلحي بوكو حرام السابقين على وجه السرعة لأنهم إذا "تمردوا فسيكون من الصعب على الحكومة السيطرة عليهم".
وكان معهد الدراسات الأمنية قد كشف العام الماضي عن أن بوكو حرام تشكل أكبر التحديات التي تواجه الرئيس بولا تينوبو، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات تدل على قرب نهاية الجماعة المتطرفة رغم جهود الجيش النيجيري للقضاء عليها.
ويتمركز مسلحو بوكو حرام بشكل رئيسي في شمال شرق نيجيريا، لكن تمتد مناطق تواجدهم إلى دول الجوار لا سيما تشاد والنيجر والكاميرون.
أعده للعربية: محمد فرحان