"تنظيم فورمولا 1 في البحرين قد يساهم في حل الأزمة السياسية"
١٣ أبريل ٢٠١٢
أعلن الاتحاد الدولي للسيارات قراره بالإبقاء على موعد سباق الفورمولا 1 في البحرين بالرغم من استمرار الاحتجاجات وقمع الشرطة البحرينية لها، مما أثار جدلا في الأوساط الرياضية وانزعاجا وسط المعارضة البحرينية. من جانبه أعرب رئيس المرصد البحريني لحقوق الإنسان حسين الشفيعي في مقابلة مع DW عن أمله في أن تساهم المسابقة في حل الأزمة في البلاد.
DW عربية: كيف تنظر إلى قرار الاتحاد الدولي للسيارات بإقامة سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 في موعده المحدد في 22 أبريل بالرغم من استمرار الاحتجاجات وقمع قوى الأمن لها؟
حسين الشفيعي: في الحقيقة أنا من المؤيدين لإجراء المسابقة لأن هذه المسابقة فاعلية رياضية ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية. وقد تكون فرصة لتضميد جراح البحرين بعد التمزق الاجتماعي والاستقطاب السياسي والطائفي الذي حصل.
فيما يخص استمرار انتهاك حقوق الإنسان في البحرين فهذا يرجع في ظني إلى أن الصراع بين المعارضة والسلطات ما زال يجري في الشارع بدلا من أن يحدث ذلك في البرلمان أو من خلال القنوات الرسمية.
الحكومة البحرينية تعتبر قرار الإبقاء على موعد السباق نجاحا لها في التأكيد على استقرار الأوضاع بعد أكثر من سنة من الاضطرابات التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن العشرات من القتلى وأدت إلى إلغاء المسابقة في السنة الماضية. هل سيعزز هذا القرار موقف الحكومة في مواجهتها مع المعارضة؟
بعيدا عن الاستفادة السياسية من مسابقة الفورمولا 1، على الحكومة الالتزام بتنفيذ توصيات لجنة "بسيوني" (اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق) من أجل إنقاذ البحرين من الطائفية والانسداد السياسي. هذه التوصيات كفيلة بتحسين أداء رجال الأمن والحد من الاستخدام المفرط للقوة.
مالك الحقوق التجارية للفورمولا 1 بيرني ايكيلستون علل قراره قائلا "عندما نذهب إلى بلد معين، علينا احترام الطريقة التي يدار بها وقوانينه". ما موقف المعارضة من هذا القرار؟
فعلا الالتزام بالقانون هو الكفيل بالحد من انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في البحرين. يجب على كل الأطراف السياسية أن تلتزم بالقانون في تعاملها مع خصومها. القانون يضمن حق المتظاهرين في التعبير عن رأيهم، ولكن من الضروري أن يلتزموا هم أيضا بالقانون من خلال التعبير السلمي عن آرائهم ومواقفهم السياسية. فيما يخص آراء المعارضة إزاء إجراء السباق، فالمعارضة المتشددة تحاول تصعيد العنف في سبيل إلغاء السباق. ولكن المعارضة المعتدلة ترى أن السباق من شأنه أن يقرب بين فئات المجتمع.
هل تتوقع أن يترتب عن التفات الانتباه العالمي إلى البحرين بسبب السباق، فرصة في تحسين أوضاع حقوق الإنسان هناك؟
مبدئيا، تحسين أوضاع حقوق الإنسان في البحرين مرهون بإيجاد حل سياسي يحفظ مصالح كل الأطراف المتصارعة في البلاد. نحن المدافعون عن حقوق الإنسان نستنكر كل أشكال العنف وندعو السلطات ورجال الأمن إلى أقصى درجة لضبط النفس للحد من الاستخدام المفرط للقوة واستعمال الكميات الهائلة من الغازات المسيلة للدموع التي أدت إلى وفاة العديد من المواطنين. من طرف آخر، يتعين على المتظاهرين أيضا تجنب استخدام أدوات العنف كرمي رجال الأمن بالمولوتوف والتفجير الذي حصل مؤخرا. هذا كفيل بأن يجعل الصراع سياسيا محضا وأن يقلل من إمكانية سقوط المزيد من الضحايا.
فيما يخص المسابقة، فأظن أنها ستجلب فوائد اقتصادية وأن تنعش السوق البحريني والقطاع السياحي. كل هذا سيكون له فائدة على الصعيد الاجتماعي وأتمنى أن ينعكس هذاعلى الصعيد السياسي ويقلل من التوتر والتشنج بين اللاعبين السياسيين في البلاد.
أجرى الحوار: بشير عمرون
مراجعة:هبة الله إسماعيل