تنظيم داعش يدمر الموروث الثقافي للعراق
٢١ يوليو ٢٠١٤عبرت عالمة الآثار الألمانية زيمونه مول، التي عملت على مدى سنوات طويلة في العراق عن خشيتها من أن ما يقع الآن في العراق لا يشكل إلا بداية لأحداث محزنة في المستقبل. ولذلك فهي تنشر في صفحها على موقع فيسبوك معلومات عن الآثار المهددة في العراق، خصوصا مع إعلان تنظيم داعش بالعمل على تدمير 18 كنزا ثقافيا في البلاد. وبغض النظر عن ذلك، فهناك مجموعة أخرى من الكنوزا الثقافية المهددة بالدمار بسبب الاشتباكات المسلحة القائمة.
ومن خلفية موقفها المنطلق من فكرة صراع الثقافات، أقدمت ميليشيات داعش بعد أسبوع مناستيلائها على مدينة الموصل على تدمير تماثيل لشعراء وشخصيات تاريخية مشهورة من خلال استخدام الجرافات، وذلك بأمر من قيادات التنظيم التي اعتبرت ذلك "أصناما كاذبة".وبعد ذلك بفترة قصيرة انتقلت تلك القوات إلى تدمير عدد من الأضرحة الصوفية أيضا.
ويتخوف علماء الآثار من أن يقوم مقاتلو تنظيم داعش بتكرار ما قاموا به في سوريا سابقا، حيث دمروا جزءا من الآثار الآشورية، حسب الخبيرة زيمونه مول، التي صرحت أن التنظيم "يوظف أعمال التدمير لأهداف إعلامية".
جزء من التراث الثقافي العالمي مهدد
في منطقة الموصل مواقع أثرية كثير يقدر عددها بحوالي 1800 موقع أثري. بعضها يعود الى سبعة آلاف عام مضت. ومن أبرز المناطق الأثرية هناك نينوى القريبة من الموصل. وتعود بقايا أحد القصور فيها إلى عهد الملك سنحاريب، حيث يعتبر من أشهر الحكامالآشوريين. ويقال أنه هناك تم إنشاء حدائق بابل المعلقة التي تعد من عجائبالدنيا السبع. ويوجد قرب نينوى مسجد دفنت فيه بقاياعظام أحد الأنبياء وأنه تم تدمير المسجد من طرف مقاتلي داعش.
وعبرت الباحثة في علم الآثار زيمونه مول عن اعتقادها أن أعمال التدمير هذه تشكل جزءا من إستراتيجية شاملة، حيث إن تنظيم داعش "لايريد إبادة أديان أخرى فقط، بل أيضا القضاء على الهوية الثقافية للناس. وأفادت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وجود دوافع أخرى خلف ما يقوم به تنظيم داعش من خلال التدمير، كما اتضح ذلك في سوريا، حيث إن التنظيم استفاد مما نهبه هناك عبر بيع التحف المسروقة. فبعد الاستيلاء على مدينة الرقة مثلا قام مقاتلو التنظيم بسرقة التحف المعروضة في متحف المدينة. ورغم ظهور بعض هذه التحف الثمينة في الأسواق السوداء، فلازالت أكثر القطع الأثرية مختفية. ونشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا جاء فيه أن تنظيم داعش حصل على حوالي 36 مليون دولار أمريكي من مبيعات الكنوز الأثرية التي سرقها مقاتلوها في منطقة جبل القلمون وحدها.