الناخبون الأفغان يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس جديد
٥ أبريل ٢٠١٤بدأت الدورة الأولى صباح اليوم السبت(الخامس من نيسان2014) في حوالي ستة آلاف مركز للاقتراع موزعة في جميع أنحاء البلاد وخصوصا في كابول حيث يتحدى الناخبون المطر، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. ويشكل انتقال السلطة من رئيس أفغاني منتخب ديمقراطيا إلى آخر للمرة الأولى، اختبارا كبيرا للاستقرار في البلاد ومتانة مؤسساته بينما يثير انسحاب قوات الحلف الأطلسي من البلاد بحلول نهاية العام، مخاوف من عودة الفوضى إليه.
وأدلى الرئيس المنقضية ولايته حامد كرزاي بصوته في مركز اقتراع في كابول وطلب من الناخبين الإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم .وقال عقب إدلائه بصوته في مدرسة "أماني" الثانوية: "لقد أدليت بصوتي. أشعر بسعادة وفخر كمواطن أفغاني". وأضاف: "أطالب الشعب الأفغاني بالخروج من منازله والتوجه للتصويت رغم هطول الأمطار والطقس البارد وتهديد الأعداء". وتابع :"أطالبهم أن يجعلوا بلادهم ناجحة".
ويتنافس ثمانية مرشحين على خلافة كرزاي الذي قاد هذا البلد الفقير الذي يضم 28 مليون نسمة، منذ سقوط حكم طالبان في 2001، لكن الدستور يمنعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة. ويبدو ثلاثة من الوزراء السابقين في حكومته الأوفر حظا في هذا الاقتراع، وهم زلماي رسول الذي يعتبر مرشح الرئيس المنتهية ولايته، وأشرف غني وهو اقتصادي معروف، وعبد الله عبد الله الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الماضية.
ولن تعرف النتائج الأولية للدورة الأولى من الانتخابات قبل 24 نيسان/ أبريل، قبل دورة ثانية محتملة في 28 أيار/ مايو المقبل. وهددت حركة طالبان التي تعتبر أن هذا الاقتراع موجه من قبل الغربيين، بمهاجمة مراكز الاقتراع والموظفين المكلفين تنظيمه مع انتخابات لتجديد مجالس الولايات تواكبه. وفي مواجهة هذه التهديدات نشر مئات الآلاف من الجنود والشرطيين الأفغان في جميع أنحاء البلاد وخصوصا في كابول التي فرضت فيها إجراءات أمنية مشددة اليوم السبت.
ولم تنجح حركة طالبان في وقف الحملات الانتخابية إلا أنها نفذت هجمات أوقعت قتلى. ففي 20 آذار/ مارس قتلت عشرة شرطيين في جلال آباد (شرق) ثم تسعة أشخاص آخرين من بينهم أربعة أجانب في هجوم على فندق سيرينا في كابول وبعد ذلك ستة شرطيين آخرين الأربعاء في اليوم الأخير من الحملات الانتخابية في هجوم على وزارة الداخلية.
كما أودت أعمال العنف بحياة مصورة ألمانية معروفة عالميا تعمل مع وكالة اسوشييتد برس الأمريكية (ايه بي) الجمعة في شرق أفغانستان برصاص شرطي أصاب أيضا زميلتها الكندية بجروح. والصحافيتان وهما المصورة انيا نيدرينغهاوس (48 عاما) وكاثي غانون (60 سنة) كانتا تغطيان التحضيرات للدورة الأولى من الانتخابات.
وإلى جانب التهديد الأمني، تواجه الانتخابات خطرين آخرين هما عمليات التزوير ونسبة الامتناع عن التصويت التي كانت مرتفعة جدا في الانتخابات الرئاسية لعام 2009. فبعد الهجمات الأخيرة، اضطرت بعثات عديدة لمراقبين أجانب لمغادرة البلاد مما يعقد فعليا مراقبة التزوير. وأكدت السلطات الانتخابية الأفغانية أنها نشرت أكثر من 300 ألف مراقب أفغاني من مستعلين وتابعين للمرشحين للإشراف على الاقتراع وتعتمد وسائل جديدة لمنع التزوير مثل الحبر غير المرئي الذي يبصم به الناخبون.
ونسبة المشاركة كانت دائما منخفضة، ففي 2009 لم يتوجه سوى ثلاثين بالمئة من الناخبين إلى مراكز التصويت. وهذه السنة يمكن لتهديدات طالبان أن تثني الناخبين عن التوجه إلى مراكز الاقتراع خصوصا في المناطق النائية.
ف.ي/ ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب، د ب ا)