تنديد كبير بعد هجوم سيبراني واسع على مواقع حكومية أوكرانية
١٤ يناير ٢٠٢٢تعرضت أوكرانيا لهجوم إلكتروني استهدف فيما يبدو توجيه رسالة تحذير عبر المواقع الحكومية تقول "عليكم أن تخافوا وتتوقعوا الأسوأ"، في حين نشرت روسيا، التي حشدت مئة ألف جندي على حدود الدولة المجاورة لها، مزيدا من القوات.
ووقع الهجوم الإلكتروني بعد ساعات من اختتام محادثات دون تحقيق انفراجة بين روسيا والحلفاء الغربيين الذين يخشون أن تشن موسكو هجوما جديدا على الدولة التي غزتها في عام 2014. وقال مايكل كاربنتر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عقب محادثات مع روسيا في فيينا "أصوات طبول الحرب تدوي عاليا، ولهجة الخطاب أصبحت أكثر حدة".
وأدان أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بشدة الهجوم الإلكتروني الذي استهدف في وقت مبكر من اليوم الجمعة المواقع الإلكترونية الحكومية الأوكرانية. وقال ستولتنبرغ إن الحلف يدعم أوكرانيا في ردها على هذا الهجوم.
وأضاف "يتبادل خبراء الانترنت بالناتو في بروكسل المعلومات مع النظراء الأوكرانيين بشأن الأنشطة السيبرانية الخبيثة الحالية. كما يدعم الخبراء المتحالفون في البلاد السلطات الأوكرانية على الأرض".
واتّهمت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون موسكو عدّة مرّات بشن بهجمات معلوماتية على مواقع إلكترونية وبنى تحتية تابعة لهم، الأمر الذي تنفيه روسيا.
ولاحظت وكالة فرانس برس تعذّر الدخول إلى مواقع الكترونية وزارية، من بينها مواقع وزارة الخارجية ووزارة حالات الطوارئ، صباح الجمعة. ولم تُحدّد السلطات ما إذا كانت بنى تحتية معلوماتية تعرّضت للتعطيل أو العرقلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانيةإن "المواقع الالكترونية لوزارة الخارجية وعدد من الهيئات الحكومية الأخرى معطّلة بشكل مؤقّت".
وأضاف "خبراؤنا يعملون بشكل حثيث لاستعادة عمل الأنظمة المعلوماتية، وقد فتحت الشرطة تحقيقًا".
وأعلن جهاز الاستخبارات الأوكراني الجمعة أن الهجوم المعلوماتي لم يُسفر عن أي تسرّب لبيانات شخصية، مؤكدا بدء التحقيقات.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة أن الاتحاد يحشد "كافة موارده" لمساعدة أوكرانيا في أعقاب الهجوم المعلوماتي.
وأكّد بوريل أن ممثّلي اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا عاجلا لمناقشة الهجوم الذي "يستحق الإدانة" بحسب قوله.
كما عرضت ألمانيا المساعدة على أوكرانيا بعد تعرض مواقع إلكترونية تابعة للحكومة الأوكرانية لهجوم سيبراني.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين اليوم الجمعة إن الحكومة الألمانية بصفتها شريكا وثيقا مستعدة لدعم أوكرانيا في مثل هذه "الأزمة السيبرانية الخطيرة"، مضيفا أنه يُجرى حاليا فحص كيفية هذا الدعم، مشيرا إلى أنه يُجرى أيضا تبادل للأفكار حول هذا الشأن على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مدينة بريست الفرنسية.
أما وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت روسيا من العواقب في حال شنت هجوما على أوكرانيا.
وقالت الوزيرة اليوم الجمعة في البرلمان الألماني (بوندستاغ): "ليس لروسيا حق النقض عندما يتعلق الأمر بقضايا التحالف، ولا يمكنها ابتزازنا هنا أيضا"، موضحة في المقابل أنه بين الخطوط الحمراء والمناوشات العسكرية، هناك هامش كبير يجب استغلاله، وقالت: "يجب أن نستنفد كل الوسائل لتهدئة هذا الصراع".
ولم تتبنّ أي جهة على الفور الهجوم الذي حصل الجمعة ولم توجه السلطات أي اتهامات، غير أنه يأتي وسط تصاعد التوتر بين اوكرانيا وروسيا المجاورة التي تتهمها كييف وحلفاؤها الغربيون بالتخطيط لغزو جديد للأراضي الأوكرانية.
ع.أ.ج/ ف.ي (د ب ا، أ ف ب)