تنديد بتجدد القصف الجوي على أكبر مشافي شرقي حلب
١ أكتوبر ٢٠١٦أدانت فرنسا قصف واحد من آخر المستشفيات المتبقية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في مدينة حلب. وقال جان-مارك إيرولت، وزير الخارجية الفرنسي اليوم السبت (الأول من تشرين الأول/ نوفمبر 2016) إن من الأمور التي لا يمكن تصديقها أن يتم استهداف مؤسسات الرعاية الصحية وأطقمها بشكل منهجي.
وطالب إيرولت بإنهاء الاشتباكات الحربية في حلب الواقعة شمال سوريا، مضيفا أن الهجوم الأخير يمثل جريمة ضد الإنسانية وأنه يجب محاسبة المسؤولين عنه.
وتعرض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لقصف بالبراميل المتفجرة للمرة الثانية خلال أربعة أيام، في وقت تشن قوات النظام السوري بدعم روسي هجوما على محورين في محاولة للسيطرة على مناطق الفصائل المعارضة.
ومنذ إعلان قوات النظام السوري في 22 أيلول/سبتمبر 2016 بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، تتعرض المنطقة لغارات كثيفة لم تسلم منها المستشفيات القليلة العاملة في شرق المدينة في ظل نقص كبير في الطواقم والمعدات، الأمر الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء بـ "جريمة حرب".
وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأمريكية أدهم سحلول لوكالة فرانس برس السبت "تعرض مستشفى (إم10) للقصف ببرميلين متفجرين (صباحا)، كما أفادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية" على المشفى الواقع في شرق حلب. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان توقف عمل المستشفى جراء استهدافه، مشيرا إلى مقتل شخص على الأقل. وبحسب سحلول، فإن عددا قليلا من الجرحى والأطباء "كانوا داخل المستشفى" حيث كانوا يعملون على "تقييم خطورة الإصابات وتضميد الجروح للحالات الطارئة" عند بدء القصف.
وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى آخر تدعمه الجمعية الطبية ومقرها الولايات المتحدة، لضربات جوية الأربعاء أدت إلى وقف الخدمة فيهما موقتا. ويعد المستشفيان الأكبر في أحياء حلب الشرقية ويستقبلان الإصابات الخطرة.
وندد مجلس التعاون الخليجي السبت بـ"الهجوم المتواصل على مدينة حلب (...) والتدمير الممنهج لأحيائها"، واستنكر "الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء مدينة حلب والمدن السورية كافة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة"، وطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري "لوقف العدوان على مدينة حلب ورفع معاناة الشعب السوري". فيما طلبت الكويت اليوم السبت عقد جلسة فورية وطارئة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين وذلك لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى مدينة حلب السورية.
من جانبه أعلن الجيش السوري الحر اليوم السبت استعادة نقاط سيطرت عليها القوات الحكومية في مدينة حلب أمس الجمعة. وقال قائد عسكري في الجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن " الثوار استعادوا السيطرة على كتل الأبنية التي سيطر عليها جيش النظام يوم أمس جراء القصف المدفعي والصاروخي العنيف في حي بستان الباشا بمدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة قتل خلالها أكثر من 17 عنصرا للنظام وميليشياته". وأشار إلى مقتل ثلاثة عناصر من الجيش الحر خلال هذه الاشتباكات .
في موازاة ذلك، تخوض قوات النظام السبت اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المعارضة، تدور وفق المرصد "على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة"، وتترافق الاشتباكات وفق المرصد مع غارات تنفذها طائرات روسية وقصف صاروخي كثيف من قبل قوات النظام. وقال مراسل لفرانس برس ان معظم الأحياء الشرقية شهدت هدوءا إلى حد ما وتركزت الغارات على مناطق الاشتباك وتحديدا في حيي بستان الباشا وسليمان الحلبي الذي تتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة عليه. وتسببت المعارك السبت بقطع المياه عن معظم أحياء حلب، وفق مراسل فرانس برس.
ونقل عن مسؤول في الهيئة التي تتولى إدارة محطة سليمان الحلبي –والموجودة في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة – أن المياه انقطعت بعد ظهر السبت جراء تضرر خطوط الكهرباء التي تغذيها وعدم قدرة عمال الصيانة على إصلاحها مع استمرار المعارك والغارات. وتضخ المحطة المياه إلى معظم أحياء المدينة، وبشكل رئيسي إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وتدور معارك عنيفة في اليومين الأخيرين في محيط المحطة، تترافق مع غارات روسية على مناطق الاشتباك، بحسب المرصد. وترد الفصائل المقاتلة باستهداف الأحياء الغربية بالقذائف التي أدت السبت إلى اصابة 13 شخصا بجروح، وفق حصيلة للإعلام السوري الرسمي. وقُتل الجمعة 15 شخصا وفق الإعلام الرسمي جراء سقوط قذائف على غرب حلب.
وتسببت الغارات الكثيفة التي تنفذها طائرات روسية وأخرى سورية على شرق حلب منذ تسعة أيام، بمقتل 220 شخصا على الأقل وإصابة المئات بجروح، وفق المرصد. وتأتي المواجهات في حلب فيما يتصاعد التوتر الأمريكي الروسي مع وصول المحادثات بين الجانبين حول سوريا إلى طريق مسدود.
ع.م/ ف ي (د ب أ ، أ ف ب)