تقرير أميركي: "هجوم بنغازي سببه"إخفاقات" في وزارة الخارجية"
١٩ ديسمبر ٢٠١٢وجهت لجنة تحقيق أمريكية رسمية انتقادات حادة إلى وزارة الخارجية عن أخطاء ممنهجة وعيوب في الإدارة و"قصور جسيم" للموقف الأمني أثناء الهجوم، الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في 11 سبتمبر أيلول والذي أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وخلص تقرير لجنة التحقيق أمس الثلاثاء إلى قصور في "القيادة والإدارة" في مكتبين من مكاتب الخارجية الأمريكية ونقص في التنسيق بين المسؤولين و"ارتباك حقيقي" في واشنطن وفي الميدان عمن له المسؤولية والسلطة لاتخاذ قرارات متعلقة بمخاوف سياسية وأمنية.
وانتقد التقرير الإدارة العليا في وزارة الخارجية الأمريكية لفشلها في اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على مخاوف أمنية أثارها دبلوماسيون أمريكيون في ليبيا. وفجر هجوم بنغازي جدلا سياسيا وحاول الجمهوريون استغلال القضية لمهاجمة الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني والتي فاز فيها بفترة ثانية في البيت الأبيض.
سجل كلينتون
ويبدو أن التقرير الشديد اللهجة سيشوب على الأرجح سجل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي قالت إنها تقبل النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق والتي أشارت إلى أخطاء لوزارة الخارجية، فيما يتصل بالهجوم الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية والأمريكية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا في سبتمبر. وقالت كلينتون إنها أمرت بتغييرات واسعة النطاق لتعزيز أمن البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج وإنها ستلتزم بكل التوصيات الواردة في التقرير.
وفي رسالة إلى لجان بالكونغرس الأمريكي قالت كلينتون إنها أصدرت تعليمات إلى وزارة الخارجية لتنفيذ توصيات لجنة التحقيق "بسرعة وبشكل كامل" وحددت سلسلة خطوات تهدف إلى تحسين امن المنشآت الدبلوماسية الأمريكية. وأضافت كلينتون أن الولايات المتحدة سترسل مئات من الحراس الإضافيين من مشاة البحرية لحماية المنشآت الدبلوماسية في الخارج وستطلب مزيدا من الأموال لتحسين إجراءات الأمن، وستعين مسؤولا جديدا بوزارة الخارجية للإشراف على "المواقع التي تواجه تهديدا مرتفعا".
"قصورا ممنهجا"
وجاء في نسخة غير سرية من تقرير "لجنة مراجعة المسؤولية" أن هناك "قصورا ممنهجا في القيادة والإدارة على المستوى الرفيع في مكتبين لوزارة الخارجية...تسبب في موقف أمني خاص بالبعثة لم يكن مناسبا لبنغازي ولم يكن مناسبا على الإطلاق للتعامل مع الهجوم الذي حدث". وخطأ التقرير تحديدا مكتب وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وهو المكتب الإقليمي للوزارة المسؤول عن شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأيضا مكتب الأمن الدبلوماسي وهو ذراع تطبيق القانون والأمن للمكتب الأول.
وخلص تقرير اللجنة المكونة من خمسة أعضاء إلى أن معلومات أجهزة المخابرات الأمريكية لم تقدم "تحذيرا تكتيكيا محددا" من الهجوم وأنه كان هناك "قصورا في فهم ميليشيات بنغازي والخطر الذي تمثله على المصالح الأمريكية"، في المدينة الواقعة في شرق ليبيا، حيث لا تتمتع الحكومة المركزية الليبية بنفوذ كبير. ووجه التحقيق انتقادات حادة إلى وزارة الخارجية لعدم استخدامها أفراد امن متمرسين واعتمادها على ميليشيات محلية لم تختبر لحماية المجمع. وأشار التقرير إلى خطأ اعتماد البعثة على الدعم الأمني المقدم من لواء شهداء 17 فبراير الليبي "المسلح لكنه يفتقر للمهارة" وعلى حراس غير مسلحين استأجرنهم شركة (بلو ماونتين ليبيا) المتعاقدة مع الخارجية الأمريكية.
ع.خ/ (ا.ف.ب، رويترز)