تقرير: أكبر زيادة في عدد ضحايا المهاجرين بالمتوسط منذ 2017
٥ يوليو ٢٠٢٣شهد النصف الأول من عام 2023 تسجيل المزيد من أعداد المهاجرين الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط، أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2017.
وبصورة إجمالية توفي أو فُقد ما لا يقل عن 1874 شخصًا خلال الأشهر الستة الأولى من العام، بحسب ما ورد في بيانات صادرة عن "مشروع المهاجرين المفقودين" الخاص بالمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. وكان قد تم تسجيل 1108 أشخاص خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وفي عام 2017، لقي ما لا يقل عن 2278 مهاجرًا حتفهم في ثلاثة طرق عبر البحر المتوسط، بالمقارنة مع وفاة 2946 شخصًا في عام 2016، بحسب ما ورد في بيانات المنظمة الدولية للهجرة. وفي المجمل، توفي ما لا يقل عن 27 ألفًا و633 شخصًا في طرق البحر المتوسط منذ عام 2014، وفقًا لتلك البيانات.
وتؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن الأرقام الحقيقية أعلى -على الأرجح- من المعلن عنها، مشيرة إلى أن العديد من القوارب تغرق دون العثور عليها على الإطلاق. وكانت أسوأ مأساة هذا العام حتى الآن هي غرق قارب مكتظ قبالة سواحل اليونان في أيار/مايو الماضي، ما أسفر عن وفاة مئات المهاجرين الذين كانوا انطلقوا من ليبيا سعيًا للوصول إلى أوروبا.
طرد مهاجرين من مدينة تونسية
ويواجه المهاجرون ظروفًا صعبة وضغوطات في دول شمال إفريقيا المطلة على البحر المتوسط والتي يتخذونا طرق عبور باتجاه أوروبا. ففي تونس، تعرض العشرات من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى عمليات طرد من مدينة صفاقس، والتي شهدت ليلة أخرى من العنف إثر وفاة أحد السكان في صدامات مع مهاجرين غير قانونيين، وفقًا لشهادات وصور تم بثها على الإنترنت.
وتجمع مئات السكان في عدة أحياء في هذه المدينة الساحلية الواقعة في وسط شرق تونس في الشوارع طوال الليل مطالبين بمغادرة جميع المهاجرين غير القانونيين على الفور، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
وأغلق البعض الشوارع وأضرموا النار في إطارات مطاطية للتعبير عن غضبهم بعد مقتل مواطن يبلغ من العمر 41 عامًا طعنًا في صدامات ليل الإثنين (الثالث من تموز/يوليو 2023) مع مهاجرين من جنسيات دول إفريقية جنوب الصحراء.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر شرطة وهم يطردون عشرات المهاجرين من منازلهم وسط هتافات سكان المدينة، قبل تجميعهم في سيارات الشرطة. وأظهرت مقاطع أخرى مهاجرين على الأرض وأيديهم على رؤوسهم ومحاطين بعدد من السكان في انتظار وصول الشرطة لتسليمهم.
وأثار مقتل أحد سكان المدينة سيلًا من ردود الفعل العنصرية المطالبة بطرد المهاجرين غير القانونيين من صفاقس، وهي أهم نقطة عبور للمهاجرين غير القانونيين عبر البحر في اتجاه السواحل الايطالية.
وينتشر العنف اللفظي والجسدي بين السكان والمهاجرين. وتضاعف بعد خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيّد في شباط/فبراير الفائت انتقد فيه الهجرة غير القانونية واعتبرها تهديدًا للتركيبة الديموغرافية لبلاده.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ ، أ ف ب)