تفاوت كبير في الأجور بين الرجل والمرأة في ألمانيا
٩ يونيو ٢٠٠٨قال فلاديمير شبيدله، مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص، للصحيفة اليومية "دي فيلت" الألمانية إن دراسة جديدة قامت بها المفوضية الأوروبية أظهرت أن "متوسط أجور النساء في ألمانيا يقل بنسبة 22% مقارنة بمتوسط أجور الرجال". وبالتالي فإن ألمانيا تنتمي إلى جانب أستونيا وقبرص وسلوفاكيا إلى الدول التي تتميز بأعلى نسبة تفاوت بين أجور الرجال والنساء.
كما أشار شبيدله إلى أن النساء في دول الاتحاد الأوروبي يتقاضين في المتوسط أجورا تقل عن أجور الرجال بنسبة 15%. وطالب شبيدله بتوظيف المؤسسات والشركات الأوروبية بتوظيف نسبة أكبر من النساء في المناصب القيادية، وحث أرباب العمل على تطبيق مبدأ "نفس الأجر لنفس الوظيفة" وذلك للحيلولة دون اتساع الفجوة بين الرجل والمرأة في الأجور وإعطاء الجنسين حقوقا عادلة.
"المرأة الألمانية تكافح ضد النظرة التقليدية للمرأة"
وعلى الرغم من أن نسبة النساء العاملات داخل الإتحاد الأوروبي في تزايد مطرد خلال السنوات الماضية، حيث ارتفع عدد النساء العاملات في الفترة من عام 2000 إلى 2006 إلى حوالي 7،5 مليون عاملة، في حين بلغ عدد الرجال العاملين أربعة ملايين ونصف المليون، بيد أن الأجور مازلت على مستواها القديم. في هذا الإطار تقول كريستيانه هاوك، نائبة رئيسة رابطة نساء الأعمال الألمانيات، إن السبب في تفاوت الأجور بين الرجل والمرأة يعود إلى عدة أسباب، من بينها الرؤية التقليدية لدور المرأة التي تختصر المرأة في دورها البيولوجي في الحمل وتربية الأطفال وتكريس وقتها واهتمامها بالعائلة، وعليه فإنه يُنظر للمرأة في ألمانيا من منظور الأمومة، في حين يُنظر على الرجل على أنه عنصر يكرس وقته واهتمامه للحياة المهنية.
كما تضيف كريستيانه هاوك التي تدير شركة استشارية للاستيراد والتصدير، أن العديد من النساء لسن على علم بأنهن يتقاضين أجورا أدنى من زملائهن الرجال، على الرغم من أنهن يتمتعن بنفس المؤهلات والكفاءات ويؤدين نفس العمل، لذلك تطالب بتوعية النساء حول هذا الموضوع وحثهن على المطالبة بنفس الحقوق التي يتمتع بها زملاؤهن الرجال بنفس المواصفات والمؤهلات.
المرأة الألمانية ومشكلة التوفيق بين العائلة والعمل
هذا، وتعزو كريستيانه هاوك المشاكل التي تواجهها النساء العاملات في التوفيق بين العائلة والعمل إلى النقص المتزايد في دور الحضانة المؤهلة لرعاية الرضع والأطفال الصغار، وبالتالي فإن النسوة يجبرن في أحيان كثيرة إلى العمل بنصف دوام ونصف راتب للحفاظ على حقها في العودة إلى العمل بدوام كامل. وبالتالي فإن المرأة في ألمانيا مجبرة أحيانا على الاختيار بين حياتها العائلية وحياتها المهنية.
وتؤكد سيدة الأعمال الألمانية إنه يتعين على المرأة الألمانية الكفاح من أجل الحصول على نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل، مشيرة في نفس الوقت إلى أن بند المساواة بين الرجل والمرأة قد تم إدراجه في الدستور الألماني قبل خمسين عاما، وأن المساواة المطلقة بين الجنسين مازالت أمرا بعيد المنال.
وتضيف كريستينه هاوك أن رابطة نساء الأعمال الألمانيات تبذل جهودا كبيرة لدى عدد من المؤسسات الحكومية الألمانية من أجل تحسين وضع المرأة في الحياة العملية ومساعدتها على التوفيق بين واجباتها العائلية وبين متطلبات العمل.