تصريحات كولر في أفغانستان تثير انتقادات واسعة
٢٨ مايو ٢٠١٠صرح الرئيس الألماني هورست كولر بأن التواجد العسكري للقوات الألمانية في أفغانستان يهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية وضمان طرق التجارة العالمية لألمانيا، وذلك عقب زيارة مفاجئة وخاطفة يوم الجمعة الماضي(21 مايو/ايار) لمعسكر القوات الألمانية في منطقة قندز شمال أفغانستان.
تواجد عسكري لضمان المصالح الاقتصادية
وأثنى كولر على الجنود المتواجدين في شمال أفغانستان، وخاطبهم بقوله أن مهمتهم "صعبة وخطرة، إلا أنها صحيحة وشرعية"، معبراً عن احترامه وتقديره لما يقومون به في أفغانستان، وخصوصاً لأولئك الذين قتلوا أثناء أدائهم لمهمتهم في أفغانستان. هذا وقتل حوالي 43 جندياً ألمانياً منذ بدء القوات الألمانية لمهماتها كجزء من قوات التحالف الدولي في أفغانستان عام 2002.
وخلال مقابلة له مع راديو ألمانيا عقب الزيارة أكد كولر على أن ألمانيا مستعدة لاستخدام قواتها من أجل ضمان مصالحها الاقتصادية في الخارج، مضيفاً أن "دولة في حجم (ألمانيا) تعتمد بقوة على التجارة الدولية، يجب – إذا ما راودتها شكوك أو عند الطوارئ – أن تفكر في تواجد عسكري يهدف إلى تعزيز استقرار دولة ما، وذلك من أجل ضمان مصالحها وتأمين طرق التجارة منها وإليها".
وأثارت هذه التصريحات موجة من الانتقادات تمثلت في مئات من رسائل المستمعين، الذين أعربوا عن تفاجئهم بهذه النبرة التي لم يعهدونها في السابق من قبل الرئيس الألماني، وخصوصاً فيما يتعلق بالتحول الذي يشهده الجيش الألماني حالياً، والذي يبرز من خلال كل تواجد عسكري في الخارج.
تصريحات أسيء فهمها
من جهة أخرى انتقد عضو الاتحاد المسيحي الديمقراطي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، روبرشت بولنز، تصريحات الرئيس كولر، مشدداً على أن أهداف التواجد العسكري في أفغانستان لا علاقة لها بالمصالح الاقتصادية لألمانيا، وإنما ترتبط بالأمن الدولي والإقليمي.
واعتبر بولنز أن "الرئيس كولر لم يتحرّ الدقة في اختيار ألفاظه"، مضيفاً أن التواجد العسكري الألماني قد يهدف إلى ضمان طرق التجارة العالمية إذا ما صاحبه تفويض واضح من الأمم المتحدة مبني على القانون الدولي، كما هو الحال ضد هجمات القراصنة قبالة السواحل الصومالية. وشدد السياسي الألماني أيضاً على ضرورة أن يكون التواجد الألماني جزءاً من جهد دولي متعدد الأطراف.
وفي معرض رده على سؤال حول التغيرات التي يمر بها الجيش الألماني يقول روبرشت بولنز بأن التغيرات على الخارطة السياسية التي صاحبت نهاية الحرب الباردة قد طالت كل دولة، وبأن خطر الإرهاب قد امتد إلى كل بقعة في العالم، ولهذا بات من الضروري على ألمانيا تهيئة قواتها المسلحة للتعامل مع هذه الأخطار، بشرط وجود تفويض واضح مبني على القانون الدولي.
يذكر أن البرلمان الألماني كان قد صوت في نهاية شهر فبراير/شباط الماضي لصالح زيادة عدد الجنود الألمان في أفغانستان من 850 إلى 5350 جندي، وذلك من أجل مواجهة الوضع الأمني المتدهور هناك. ويتوقع أن تبدأ الدفعة الأولى من الجنود بالوصول في شهر يوليو/تموز المقبل، وذلك في إطار الإستراتيجية الأمنية الجديدة في أفغانستان، والتي تتوقع بدء سحب القوات الألمانية في العام 2011.
الكاتب: توبياس آرمبروستر/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: هيثم عبد العظيم