تصريحات أحمدي نجاد بشأن المحرقة تثير ردود فعل غاضبة
أثارت تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي قال فيها ان محارق النازيين ضد اليهود أسطورة مختلقة حالة استياء جديدة في بقاع مختلف في العالم. وقالت دول اوروبية ان من شأنها الاضرار بجهود الاتحاد الاوروبي لحل نزاع بشأن برنامج طهران النووي. وعاد نجاد لتأكيد تصريحاته التي أدلى بها الاسبوع الماضي، اذ قال انه يشك في مقتل ستة ملايين يهودي في المحارق النازية. وقال أحمدي نجاد أمام حشد في مدينة زاهدان بجنوب شرق ايران "لقد اختلقوا أسطورة أسمها /مذبحة اليهود/ ووضعوها في مكانة أعلى من الله ذاته ومن الدين ومن الانبياء أنفسهم." وتأتي هذه التصريحات قبيل الاجتماع المزمع عقده يوم 21 ديسمبر/ كانون الاول الحالي بين مفاوضين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا من جهة ومن ايران من جهة اخرى لمناقشة الملف النووي الايراني. وتتهم واشنطن طهران بالسعي لامتلاك قنابل نووية فيما تقول ايران ان برنامجها النووي يهدف لانتاج الكهرباء.
اسرائيل قادرة على مواجهة ايران
أما في اسرائيل فقد أثارت التصريحات استياء شديدا. ولم يتأخر الساسة الإسرائيليون في التأكيد على امتلاك تل أبيب للوسائل العسكرية المناسبة للدفاع عن نفسها في وجه النظام الايراني وبرنامجه. وصرح رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لوكالة فرانس برس "الحمد لله اسرائيل تملك الوسائل الكفيلة بافشال نظام ايران المتطرف. لن يكون هناك +حل نهائي+ جديد" في اشارة الى المحرقة. واضاف غيسين "نامل ان يدرك العالم من خلال هذه التصريحات طبيعة هذا النظام خصوصا ان البرنامج النووي الايراني ودعم هذا البلد للارهاب الدولي لا يشكل خطرا على اسرائيل وحدها بل على الحضارة الغربية برمتها". واكد المتحدث ان "اسرائيل هي الكيان الالفي للشعب اليهودي وستبقى كذلك الى الابد شاء الرئيس الايراني ام ابى". وكان الجنرال اهارون زئيفي رئيس الاستخبارات العسكرية قد أكد مؤخرا ان المساعي الدبلوماسية الرامية لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي ستبوء بالفشل على ما يبدو مشيرا في الوقت نفسه الى ان مسالة اللجوء الى الخيار العسكري لم تحسم بعد.
المانيا: تصريحات تضر بالمحادثات النووية
وفي برلين قال وزير الخارجية الالماني ان تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ربما تضر بجهود الاتحاد الاوروبي لحل نزاع بشأن طموحات طهران النووية. وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين أمس قبل اجتماع للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان "التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني... من المؤكد انها تسبب صدمة وغير مقبولة." وقال "لا يمكنني ان انكر انها تترك اثارها على علاقاتنا الثنائية وبالطبع على فرص المفاوضات بشأن ما يطلق عليه ملف /ايران/ النووي." وقال ان الحكومة ستبحث تصريحات احمدي نجاد بشكل جاد. واضاف ان نفي المحارق جريمة في المانيا. أما المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية ايما أودوين فقد قالت "ان مثل هذا التدخل لن يؤدي الى اعادة بناء الثقة في نوايا ايران." ووصفت تصريحات أحمدي نجاد بشأن محارق اليهود بانها "غير مقبولة على الاطلاق". وقالت بولندا انها قلقة للغاية بشأن تشكيك رئيس دولة عضو في الامم المتحدة في حق دولة اخرى في الوجود. وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان "في بولندا حيث ارتكب النازيون جريمة المحارق فان تصريحات الرئيس الايراني تسبب مزيدا من الغضب." وقالت النمسا أيضا انه من غير المقبول التشكيك في حق اسرائيل في الوجود.
بوش: تصنيف ايران في محور الشر مبرر
من ناحيته قال الرئيس الامريكي جورج بوش في حديث الى محطة فوكس نيوز أمس أنه كان على حق عندما صنف ايران في محور الشر مع عراق صدام حسين وكوريا الشمالية. وأبدى بوش انزعاجه الشديد من وجود دولة دينية على وجه الارض جعل رئيسها تدمير اسرائيل اولى أولويات سياسته الخارجية. يذكر أن هذه هي المرة الاولى التي يعيد فيها بوش استخدام مصطلح "محور الشر" منذ عام 2002. وكان بوش قد جنى آنذاك انتقادات شديدة من الأوروبيين الذين يحاولون ثني ايران عن برامجها النووية بالطرق السلمية. وكان البيت الابيض قد وصف أمس الاربعاء تصريحات الرئيس الايراني "بالمشينة"
حماس تدعم ايران
في السياق ذاته قال خالد مشعل زعيم حركة المقاومة الاسلامية /حماس/ في المنفى اليوم الخميس ان الحركة الفلسطينية ستصعد هجماتها على أهداف اسرائيلية اذا شنت الدولة اليهودية هجوما على ايران الحليف القوي للحركة في المنطقة. وقال مشعل للصحفيين في طهران بعد ان أجرى محادثات استمرت ثلاثة أيام مع كبار الساسة ومسؤولي الامن انه اذا هاجمت اسرائيل ايران فان حماس ستصعد وتوسع نطاق مواجهاتها مع الاسرائيليين "داخل فلسطين". وتتهم الولايات المتحدة واسرائيل ايران بتسليح وتمويل فصائل فلسطينية مثل حماس والجهاد الاسلامي. وتقول ايران انها لا تقدم سوى الدعم المعنوي للجماعات الفلسطينية. وساند مشعل في تصريحاته كذلك البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.
دويتشه فيله + وكالات