تصاعد الجدل في ألمانيا بشأن مشروع "ستريت فيو "
١٤ أغسطس ٢٠١٠منذ أن أعلنت شركة "غوغل" المتخصصة في خدمات البحث على الإنترنت في أيار/مايو الماضي عن مشروعها الضخم الذي يهدف إلى تصوير الشوارع الألمانية وعرضها على الانترنت، لم تتوقف النقاشات والتصريحات الساخنة بشأن أهداف هذا المشروع ومدى مطابقته لمبدأ حماية خصوصية الأفراد و الجماعات، وآخر هذه التصريحات كانت لوزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله و الذي أعرب عن معارضته لخدمة عرض الشوارع "ستريت فيو" التي تنوي شركة "غوغل" إطلاقها في ألمانيا نهاية العام الجاري.
وأكد فيسترفيله في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية تنشرها غدا الأحد، عزمه منع ظهور صور لمنزله في تلك الخدمة. وقال الوزير، الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم: "سأفعل ذلك، فهذا الأمر بالنسبة لي مسألة مبدأ، لذلك سأستخدم كل إمكانياتي لمنع ذلك".
ضعف في حماية البيانات
وفي سياق متصل، ذكر فيسترفيله أن "حساسية موضوع حماية الخصوصية ستزيد في ألمانيا بشكل ملحوظ ". وأوضح الوزير أن حزبه متمسك في هذه القضية بمبدأ: "عالم الإنترنت الحديث والخصوصية الجديرة بالحماية لا ينبغي أن يصبحا خصمين".
من جانبه، ذكر يوهانس كاسبار، مفوض شئون حماية البيانات الشخصية بولاية هامبورج، شمالي ألمانيا، أن مسألة خدمة عرض الشوارع لغوغل أظهرت بوضوح نقاط الضعف في عملية حماية البيانات في ألمانيا. وقال كاسبار في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم السبت إن هذا الأمر أظهر أنه "يتعين تنظيم التعامل مع البيانات الجغرافية". كما طالب بإصلاح سريع لقانون حماية البيانات الاتحادي، مؤكدا ضرورة أن تفي الدولة بالتزاماتها تجاه حماية المواطنين، وقال: "يتعين على الدولة وضع قواعد تمكن من تفعيل حماية البيانات".
أغلب الألمان يعارضون الخدمة
و كانت شركة "غوغل" أعلنت الثلاثاء الماضي في ألمانيا أن الخدمة التي ستوفر تصويرا دقيقا للشوارع والمنازل على الإنترنت ستشمل 20 مدينة ألمانية، تقع بين مدينتي ميونيخ في جنوب البلاد وهامبورج في شمالها. وسيتاح للمستأجرين وأصحاب المنازل قبل بدء الخدمة إمكانية الاعتراض على الخدمة وتقديم طلبات بجعل منازلهم غير واضحة المعالم في تلك الخدمة.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم أن الشركة تلقت عشرات الآلاف من الطلبات بعدم إظهار منازل على خدمة "ستريت فيو". في الوقت نفسه، أظهر استطلاع حديث للرأي أن 52 في المائة من الألمان يعارضون خدمة "ستريت فيو"، بينما أيدها 47 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "بيلد آم زونتاج" أن هناك تباينا بين الرجال والنساء في موقفهم من الخدمة، حيث عارضت نسبة 66 في المائة من النساء الخدمة، بينما بلغت نسبة المعارضة بين الرجال 37 في المائة فقط.
( ي ب / د ب ا)
مراجعة: هشام العدم