تزايد الاهتمام بخفايا أنشطة جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية سابقا
٤ يوليو ٢٠٠٧رغم مرور 17 عاما على سقوط ما كان يعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية وحل جهاز مخابراتها السري الذي كان يطلق عليه اختصارا اسم (شتازي)، مازال الاهتمام بخفايا أنشطة هذا الجهاز الذي عرف عنه ممارسة الرعب والتنكيل بالمواطنين أثناء الحقبة الاشتراكية في شرق ألمانيا في تزايد مستمر. ففي العام الماضي فقط تم التقدم بـ 97 ألف طلب إطلاع على ملفات هذا الجهاز، وفقا لما كشفت عنه مديرة هيئة وثائق ما كان يعرف بجهاز (شتازي) ماريانا بيرثلر في تقرير عن سير عملها في هذه الهيئة. ويتمركز الاهتمام بالدرجة الأولى في معرفة الحالات المثيرة للجدل مثل مدى وجود علاقة بشكل أو بآخر بين شخصيات كبيرة و مشهورة وبين جهاز شتازي آنذاك.
يشار هنا إلى أن هناك قانون خاص يعرف بقانون وثائق شتازي ينظم عملية التعامل مع إرث هذا الجهاز والكيفية التي يسمح بها الإطلاع على الوثائق الخاصة بأنشطته وطرق نشرها ومن يسمح له بالإطلاع عليها.
جزء لا يتجزأ من تاريخ المانيا
وتعتبر بيرثلر أن هذا الإقبال على البحث والتمحيص في وثائق جهاز أمن الدولة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا لا يشكل دليلا على مدى الاهتمام بمعرفة أنشطة هذا الجهاز فحسب، بل وقبل ذلك على مدى شغف الرأي العام الألماني ولاسيما جيل الشاب بمعرفة تاريخ ما كان يعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية، الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ ألمانيا عموما، حسب تعبير المسئولة الألمانية. وتضيف بيرثلر بأن حوالي 1.6 مليون تقدموا بطلبات للإطلاع على ملفات شتازي، بينما بلغ عدد طلبات فحص مدى وجود علاقة لبعض الأشخاص بذلك الجهاز حوالي 1.7 مليون طلب منذ عام 1991.
ما يزعج مديرة هيئة وثائق شتازي هو أن قيادات سابقة في الجهاز السايق "يظهرون بشكل وقح لم يسبق له مثيل" في وسائل الإعلام ويحاولون تقديم صورة أخرى للتاريخ، كما أنهم ـ حسب تعبير المسئولة الألمانية ـ لا يتوانون عن السخرية من الضحايا علنا.
من لم يكن معهم أُعتُبِر ضدهم
كان جهاز المخابرات السرية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة والذي تمثل في وزارة أمن الدولة، يصنف ضمن أفضل أجهزة المخابرات في العالم تنظيما. وكانت أنشطته لا تقتصر على جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا، بل تشمل جمهورية ألمانيا الاتحادية، الشطر الغربي من ألمانيا. في هذا السياق تقول بيرثلر إن شتازي لم يكن يفرق بين الناس على أساس انتمائهم الجغرافي إلى شرق أو غرب ألمانيا، بل كان يصنفهم على أساس صديق أو عدو "وكلا الفئتين كانتا موجودة في شرق المانيا كما في غربها".
وكشفت المسئولة الألمانية الناشطة في مجال حقوق الإنسان عن أن حوالي عشرة آلاف من الألمان الغربيين كانوا يعملون ضمن هذا الجهاز عام 1989، وهو العام الذي انهار فيه سور برلين وأخذت فيه جمهورية ألمانيا الديمقراطية تتهاوى. يشار هنا إلى أنه تم فور سقوط جمهورية ألمانيا الشرقية إنقاذ جزء كبير من وثائق جهاز مخابراتها قبل أن يتم إتلافها.